محرروا اشتبرق يروون تفاصيل عملية الأسر
ذوو مختطفي اشتبرق، باتوا اليوم ذوي المحررين بعد أن وصلت إلى اللاذقية، الدفعة الأخيرة من أبنائهم وعددهم 33 محرراً، ممن كانوا أسرى لدى المجموعات الإرهابية في إدلب طوال السنوات الثلاث الماضية. بعضهم في صحة جيدة، على حين إن عدداً منهم يعاني أمراضاً مفصلية وأخرى مزمنة بسبب عدم معالجتهم أو تقديم الدواء لهم خلال فترة اختطافهم في سجون العصابات المسلحة. ويحكي المختطف المحرر علي خضرو تفاصيل عملية أسره، مبيناً أنه ومن معه عاشوا سنوات من العذاب متنقلين بين سجون الإرهابيين ما بين غانة وحارم. يقول خضرو، إنه وفي يوم 24 نيسان من عام 2015، هاجم الإرهابيون قرية اشتبرق وارتكبوا فيها مجزرة دامية، ليصاب برصاص في خاصرته ويتم اعتقاله وزوجته وعدد من أهالي القرية أغلبهم أصيب بسبب الهجوم الغادر للمسلحين. وتابع المختطف المحرر بالقول: إن عدداً من العناصر الخاطفين تهامسوا فيما بينهم بأن يقتلوه حتى لا يتكبدوا عناء حمله إلى المعتقل لكونه مصاباً وجرحه ينزف، إلا أن أحدهم رفض التخلص منه مطالباً المسلحين بتسليمه إلى «الأمير» شخصياً ليتم التفاوض عليه. وبالفعل ، يتابع خضرو، «تراجعوا عن فكرة قتلي فاقتادوني زحفاً على الأشواك على طريق وعرة حتى وصلوا بي إلى معتقل خاص بحركة تسمى «أنصار الدين»، وهناك تعرضت لأبشع أنواع التعذيب وأضربت عن الطعام، بعد توجيه اتهامات لي بأني خلال عملي في معمل السكر أقوم بتصنيع عبوات ناسفة وبراميل متفجرة أقتل بها مسلحين من حركتهم في ريف إدلب، ما جعلهم يتفننون في تعذيبي بشكل يومي طوال عام و4 أشهر من السجن في معتقلهم، حتى جاء أمر داخلي فيما بينهم يقضي بقتلنا ونقل النساء إلى سجن جبهة النصرة في حارم، وهنا أوصيت زوجتي بأن تحافظ على الأولاد وتعتني بهم وقرأت الشهادتين مودعاً ومن معي من رجال، النساء والأخوات في المعتقل وكل منا يوصي بأولاده. وأضاف خضرو: المسلحون جهزوا مراسم الإعدام، فكبلوا أيدينا بعد أن قصوا شعر كل منا حتى درجة الصفر، وقلموا أظافرنا وعصبوا أعيننا ونقلونا بسيارة «شاحنة برّاد» إلى مكان مجهول حتى يتم تصفيتنا، وفي اللحظة الأخيرة جاء أمر من قيادتهم بالمبادلة مع جبهة النصرة، فأوصونا بـ«التوبة إلى الله» وهم أعداء الله، ونقلونا إلى حارم حيث بقية أهلنا المختطفين لنبقى هناك سنة و9 أشهر تعرضنا خلالها إلى الضرب والتعذيب حتى تحريرنا من أبطال الجيش العربي السوري وقائدنا المفدى بشار الأسد. وقد تحدثت إحدى المحررات عن صعوبة السنوات الثلاث التي قضتها بعيداً عن أولادها، مبينة أنها خلال الفترة الأولى تعرضت للتعذيب والضرب بجميع الوسائل، إلا أنها كانت مؤمنة بأن لحظة الفرح بالحرية ولقاء أهلها ستأتي مهما طال الزمن قائلة «اليوم ولدنا من جديد». من جانبه يقول المختطف المحرر مصطفى حمود: إنه تعرض خلال فترة أسره عند الإرهابيين إلى أبشع أنواع التنكيل، مبيناً أنه «لم تبقَ وسيلة للضرب إلا وخضعت لها في عدة سجون لـ«دعاة الدين»، وأضاف إنه مواطن مدني وسينتسب إلى صفوف الجيش السوري ليعود إلى إدلب ويحرر باقي المخطوفين وعددهم نحو 11 جندياً لا يزالون في معتقل النصرة، بحسب ما ذكر، مشدداً على أنه سيقاتل الإرهابيين حتى تحرير كامل الأرض السورية من رجسهم. لتطوى بذلك صفحة من القهر والعذاب أخذت من عمر الحرب على سورية سنوات لتكتب اليوم بداية عمر جديد بفضل سواعد أبطال الجيش السوري الذي يحقق الانتصارات في الميادين كافة ويعيد الأمان والاستقرار لكل المناطق والمدن التي دنسها الإرهابيون يوماً ما. الوطن