ناشطون: قرار البيرة دليل على علمانية الدولة
الأربعاء 11-07-2018
- نشر 6 سنة
- 465 قراءة
عندما تسأل أحد السوريين عن البيرة، لا بدّ أن يتذكر بيرة "بردى"، وهي أحد الأنواع الفاخرة التي كانت تنتجها الحكومة السورية في أحد المعامل بدمشق.
وأصبحت بيرة "بردى" إلى جانب بيرة "الشرق" التي كانت تصنع في حلب، جزءاً من ذاكرة السوريين، بعد توقف كلا المعملين جراء ظروف الحرب التي عصفت بالبلاد منذ نحو 8 سنوات.
وبعد اقتراب الحرب من نهايتها، أصدر وزير الصناعة السوري محمد مازن يوسف قراراً بالأمس، كلف بموجبه السيدة ريم حلله لي العاملة من الفئة الأولى بمهام وأعمال مدير شركة بردى لصناعة البيرة إضافة إلى عملها الأصلي.
وحلله لي تشغل حالياً منصب معاون مدير عام المؤسسة العامة للصناعات الغذائية في سوريا ومديرة تجارية في المؤسسة وعملت سابقاً مديرة للتخطيط في وزارة الصناعة السورية بين عامي 2005 و2014.
وعبرت حلله عن أملها بإعادة تشغيل المعمل من خلال الشراكة مع أحد المستثمرين من القطاع الخاص والذين تقدم عدد منهم بعروض بهذا الشأن.
وأثار حجاب المديرة الجديدة جدلاً كبيراً بين السوريين، حيث اعتبر كثير من رواد "الموقع الأزرق" أن القرار متناقض، وجد آخرون أن الأمر طبيعي ولا يدعو إلى الاستغراب.
أحد النشطاء قال إن "هذا القرار جريء وعلماني بالتطبيق لأنه غير معيب لامرأة محجبة استلام منصب مدير معمل بيرة، فالعبرة ليس بالحجاب، وإنما بحسن إدارة المعمل وجودة المنتج، والاستغناء عن البيرة المستوردة، وإذا أساءت إدارة المعمل أو حرّمت على شخص خبير من تذوق المنتج فلتترك المنصب لمن يستحقه".
وفي السياق ذاته، رحّب آخرون بالقرار، شرط أن تكون المديرة الجديدة "نظيفة وليست فاسدة"، وأكد هؤلاء ألا علاقة للحجاب بعملها، و"المهم أن تعود بيرة بردى التي اشتاقوا إليها إلى الأسواق السورية".
ورأى البعض أن مجرد تداول الخبر في الصفحات السورية دليل على "العنصرية"، وقال أحدهم معلقاً "لو كان المدير الجديد مسلماً واسمه محمد، لما انتبه أحد للقرار!".
وحيت إحدى الناشطات المديرة الجديدة على قبولها بالتكليف، وقالت إنها جريئة ولم تخف من الموضوع، ولكن البلد كله تقريباً خاف من حجابها وشعر بالحرج في تقبل الموضوع".
فيما وجد آخرون تناقضاً في القرار، وصوّب هؤلاء سهام انتقاداتهم نحو شخص المديرة الجديدة، وحسب وصفهم فإنها "لا تستطيع الترويج للمنتج، أو تذوقه للحكم على جودته".
وعلق البعض قائلاً إن "المديرة الجديدة سوف تنتج بيرة شرعية بلا كحول على الطريقة الإسلامية"، حسب وصفهم.
فيما استغرب أحد المعلقين رغبة البعض في إثارة الجدل من أي شيء على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال إن شركة بردى لصناعة البيرة تصنع خميرة الخبز فقط حالياً، ولم تصنع البيرة منذ فترة طويلة.
بدوره قال صاحب إحدى الحانات في دمشق لموقع قناة "الجديد" إن الكثير من الزبائن يسألونه عن البيرة الوطنية القديمة التي اشتهرت بها سوريا، ويرى أنها إذا عادت إلى السوق المحلية سوف تلغي البيرة الأجنبية أو تلك التي بدأ القطاع الخاص بانتاجها.
وأطلق القطاع الخاص معملاً لانتاج البيرة بصنفيها، الكحولي وغير الكحولي، العام الماضي بكلفة 16 مليون دولار، وهو ما شكل خطراً على شركات البيرة اللبنانية التي كانت تصدّر قسماً من إنتاجها إلى سوريا لتغطية النقص في السوق المحلية.
والمصنع الجديد يديره رجال أعمال سوريون يعيشون في جمهورية التشيك التي استوردت آلات المعمل الحديثة ومواد الإنتاج الأساسية منها.
ويتوقع وصول انتاج المعمل إلى 15 مليون عبوة سنوياً، وتصنّع البيرة في هذا المعمل بأحدث الطرق العالمية بمساعدة خبراء من التشيك، إحدى الدول الأوروبية القليلة التي لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، ولا تزال تحتفظ بسفارة فيها.
الجديد_صدام حسين