وفاة شاب نتيجة سقوطه في عنبر للطحين
توفي الشاب حسين عبد الناصر ويس (15 عاماً) إثر سقوطه في عنبر للطحين، ضمن أحد المطاحن في اللاذقية، ما أدى لاختناقه. ويعمل الشاب في المطحنة التي تعود ملكيتها لجده خالد ويس، الواقعة في منطقة عربي كاتبي للحديد على طريق حلب. وقام عناصر فوج إطفاء اللاذقية بانتشال جثة الشاب الذي غمرته أطنان الطحين داخل العنبر، حيث استمرت عملية اخراج الجثة ساعتين. وشرح آمر زمرة الإنقاذ في فوج إطفاء اللاذقية باسل شعبان لتلفزيون الخبر أنه “أثناء عملية تفريغ الطحين الآلية من العنبر عبر الفوهة السفلية التي يبلغ قطرها 25 سم، يتوجب على أحد عمال المطحنة أن يقف في الطابق العلوي لتحريك الطحين”. وأضاف: “عملية التحريك هي ليخرج الطحين من الفوهة السفلية، ويتوجب أن يقف عندها عامل آخر لتعبئة الطحين داخل الأكياس”. وتابع شعبان: “الشاب حسين كان في الطابق العلوي يحرك الطحين داخل العنبر الذي يبلغ عرضه 4 أمتار وارتفاعه 12 متراً بواسطة “سيخ حديدي”, وعندما انخفض منسوب الطحين إلى ارتفاع ثمانية أمتار لم يعد باستطاعته تحريك الطحين، ما جعله يضطر للنزول إلى داخل العنبر مستعيناً بالدرج الحديدي الموجود على جانب العنبر”. واستناداً إلى ما قاله شقيق حسين الذي كان موجوداً في الطابق الأرضي، أوضح شعبان أن “حسين وأثناء نزوله عن الدرج زلّت قدمه فسقط في العنبر”. وعندما لاحظ شقيقه أن الطحين لم يعد يخرج من الفوهة “صعد إلى الطابق العلوي وعندما مدَّ رأسه إلى داخل العنبر شاهد أخاه وسط العنبر والطحين يغمره حتى الذقن”. وحاول شقيق الشاب نزول الدرج الحديدي ومد يده إلى أخيه لإنقاذه، إلا أنه أثناء محاولته “حدثت خلخلة في الطحين ما أدى إلى تحريكه وغمر جسد الشاب بالكامل واستقراره في أسفل العنبر، وذلك لأن الآلة كانت ما تزال تعمل لتفريغ الطحين”. وبسبب غمر الطحين للشاب بشكل كامل، فإنه “تعرض للاختناق نتيجة انقطاع الأوكسجين، ما أدى لوفاته، وهنا قام أخو الشاب والعال بالاتصال بفوج الانقاذ”. وأردف شعبان أنه “فور وصولنا إلى المطحنة بسيارة إنقاذ مجهزة بمعدات الإسعاف والإنقاذ، تأكدنا أن الشاب توفي ولا داعي للقيام بأي مغامرة غير مضمونة النتائج”. وأكمل: “لذلك كنا أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن نقوم بتفريغ الطحين من الفوهة السفلية والانتظار 18 ساعة تقريباً ريثما يتم التفريغ، أو أن نبادر إلى انتشال الجثة رغم وجود الطحين”. واستطرد شعبان: “رغم خطورة المحاولة إلا أننا قمنا بالبداية بتحريك الطحين بشكل دائري وسط العنبر بهدف تفريغ الطحين فوق الفوهة أي حيث يوجد الشاب”. وأضاف: “عندما بدا لنا رأس الشاب ويداه، قمنا بعقد نهاية الحبال وإنزالها إلى العنبر في محاولة لإدخال إحدى يدي الشاب داخل عقد الحبال حتى نتمكن من انتشاله”. وأشار شعبان إلى أنه “بعد أربع محاولات، لم نستطع خلالها إدخال إحدى يدي الشاب ضمن عقد الحبال بسبب الطحين الموجود عليها، قمنا بإكمال تفريغ الطحين وسط العنبر حوالي جثة الشاب حتى بدا لنا جسد الشاب بالكامل”. وبعد أن قمنا بإلقاء الحبال حتى وصلت إلى الفوهة السفلية، قام أحد عناصر زمرة الإنقاذ بمد يده من الفوهة وربط رجلي الشاب بالحبال لنقوم نحن في الأعلى بسحب جثة الشاب من قدميه. ولفت شعبان إلى أن “عملية انتشال الجثة بدأت عند الساعة العاشرة إلا خمسة دقائق صباحاً، وانتهت عند الساعة الثانية عشرة قبل الظهر، وتمّت بحضور عناصر من الشرطة والإسعاف والقاضي والطبيب الشرعي”. يذكر أن حادثة مشابهة كانت وقعت في المطحنة نفسها “منذ حوالي 15 عاماً، حيث استمرت حينها محاولة انتشال جثة العامل يوماً كاملاً”، بحسب ما ذكره آمر الفوج. المصدر : تلفزيون الخبر