حر الصيف يشعل اسعار الشاليهات.. الشاليه بـ 110 ألف باليوم
بدأت الفنادق والمنتجعات السياحية في اللاذقية حملاتها الدعائية لاستقطاب السائحين في وقت مبكر هذا العام، لسببين أولهما اقتراب عطلة عيد الفطر السعيد، ومحاولة اقتناص فرص تعطّش المواطنين في مناطق الداخل للاصطياف على الساحل بعد سنوات من الحياة في مناطق كانت تحت سيطرة التنظيمات المسلحة. وفي البحث عن أماكن سياحية ذات خدمات لائقة، يُطرح التساؤل عن إمكانية الحجز في أحد فنادق المدينة التي يتراوح السعر الوسطي فيها للغرفة ما بين 50 إلى 80 ألف ليرة سوريّة لليوم الواحد حسب التصنيف السياحي للمنشأة، على حين تبدأ أجور الشاليهات بمبلغ 75 ألف لتتجاوز 110 ألف ليرة لليوم الواحد، حسب عدد الغرف والاتجاه والموقع. الأمر الذي وجده أحمد -من أبناء مدينة سقبا، حلماً صعب المنال، مبيناً أنه وبعد سنوات من العيش في ظل الإرهاب في الغوطة الشرقية، يخطط للاستجمام وعائلته في اللاذقية خلال عطلة عيد الفطر السعيد، إلا أنه صُدم في الأسعار التي كما قال إنها غير مقبولة ولا تناسب دخل السياح المحليين، مطالباً بضبط الأسعار حتى يتسنى للجميع الاستمتاع بصيف ما بعد الإرهاب. في المقابل هناك أماكن أقل تكلفة منها في البسيط ووادي قنديل، وتبدأ أسعار «الأكواخ الشاطئية» والشاليهات فيها من 13 ألفاً حتى 35 ألف ليرة لليوم الواحد مع بداية الموسم وترتفع تدريجياً حتى ذروته، إلا أنها تفتقر للخدمات المتكاملة، وتغيب عنها معايير النظافة نسبياً، مع انعدام وجود الحمامات والمغاسل في الكثير من المواقع. وما بين الفنادق والأكواخ، يفضّل أبناء المحافظة من ذوي الدخل المحدود ما أُطلق عليه خلال العامين الماضيين «الشواطئ المفتوحة»، التي كما يقول عنها إبراهيم لـ«الوطن»، إنها عبارة عن فخّ سياحي حرم أبناء المدينة من الاصطياف مجاناً لتكون الرحلة البحرية مأجورة لقاء الجلوس أمام المياه الزرقاء، مضيفاً: إن حجز الطاولة خلال هذه الأيام التي يجب أن تكون خارج الموسم يتراوح بين 2000 حتى 3500 ليرة حسب عدد الكراسي، من دون طلب أي شيء، ليدفع الشخص حوالى 5000 آلاف ليرة وسطياً لقاء الجلوس فقط وقد تصل خلال الموسم إلى 8 آلاف ليرة سوريّة. ويسأل مواطنون عن سبب انتشار ظاهرة الاستثمار الشاطئي لما يسمى مسابح بحرية، وحرمان الفقراء من التنزه على البحر من دون أجور مادية، قائلين إن البحر كان للجميع بينما اليوم تحوّل لمن يدفع فقط، وكأنهم يقولون لنا «ادفعوا لتسبحوا»، مبينين أن التحضير للصيف بات يرهق أي عائلة من ذوي الدخل المحدود مع وصول تكلفة مشوار البحر 25 ألف ليرة كحد وسطي من دون أجور الطريق، ليحسب لها ألف حساب قبل الانطلاق إليها، على حين كانت عائلات اللاذقية قبل سنوات، تقضي الصيف كاملاً على البحر بأقل من هذا المبلغ، كما ذكروا. وعلى هامش زيارته الأخيرة لمحافظة اللاذقية، أكد وزير السياحة بشر يازجي، ضرورة تقديم الخدمات اللائقة للسياح في الشواطئ المفتوحة، مبيناً العمل على وضع أسس بأسعار مقبولة فيها، لتكون أماكن ارتياد جيدة للمواطنين. وحول الاستعداد للموسم السياحي، لفت يازجي إلى أنه يتم العمل للاستعداد بالخدمات من خلال جعلها لائقة بدءاً من الموارد البشرية وانتهاء بالأنشطة، لتقديم الخدمات المطلوبة وإنعاش السياحة. وأكد وزير السياحة أن الرقابة ستكون مشددة خلال الموسم السياحي، مع وضع رؤية جديدة وتفعيل الضبط الالكتروني لمنع الفساد، مع العمل على تنظيم عمل الشاليهات والحد من العشوائيات. من جهة ثانية، شدد يازجي على أهمية معالجة التشوه البصري في بعض مناطق اللاذقية ، قائلاً: إن الساحل السوري في خطر جراء بعض المناطق المشوهة بصرياً لافتاً إلى ضرورة معالجة الأمر عبر الوحدات الإدارية. الوطن