الجزيرة التاريخية والوحيدة المأهولة في سورية مهملة متى تبدأ الخطة الإسعافية؟
بعد أكثر من أربعة عقود من الإهمال والتجميد وسوء الواقع في جزيرة أرواد.. الجزيرة التاريخية والوحيدة المأهولة على الشاطئ السوري والمخطط التنظيمي للجزيرة صدّق نهاية 2017 مترافقاً مع دراسات متكاملة من وزارة السياحة لتطويرها ليضع الأرضية المناسبة ويحيي بعض الآمال في تحسين واقع هذه الجزيرة من كل الجوانب، لكن مع ذلك فإن الكثير من أبناء الجزيرة وطرطوس مازالوا يشككون بجدية الحكومة والجهات المعنية التابعة لها بالتنفيذ رغم ورشة العمل التي شهدتها الجزيرة ومدينة طرطوس منذ عشرة أيام بحضور وزيري السياحة والنقل ومحافظ طرطوس وفعاليات مختلفة.
وقبل أن نشير إلى آلية العمل والمتابعة المطلوب وضعها للتنفيذ لابد أن نذكر أبرز مقررات الورشة بعد أن حضرت كامل فعاليات الورشة، التي تضمنت النهوض بواقع الجزيرة من حيث النظافة والخدمات المختلفة عبر تحسين وتنظيف الواجهات وطلائها بالألوان المناسبة والملائمة لطبيعة الحجر الموجود والمناخ والرطوبة، واتخاذ الإجراءات الإسعافية لترحيل النفايات وتوزيع حاويات قمامة بأعداد كافية وحجوم تتلاءم مع الأزقة الضيقة بالجزيرة، وإقامة ورشات عمل تأهيلية وتوعوية تستهدف أبناء الجزيرة بدمجهم وإشراكهم في إجراءات تحسين وتجميل الجزيرة والحفاظ عليها.
كما تضمنت القرارات دراسة تنفيذ المسارات السياحية من خلال البدء بتنفيذ المسار الرئيسي بشكل كامل (مركز استعلامات- إضاءة المسار- الفرش العمراني الكامل- لوحات الدلالة) مع تأكيد ضرورة تنفيذ المسار الدائري في المرحلة التالية وتنفيذ المسار الثانوي في مرحلة لاحقة… والبدء بتنفيذ المرحلة الأولى من المخطط التنظيمي من خلال تنفيذ الرصيف في القسم الشمالي من المرفأ مع المزلقان وأعمال الردم الأولية ونقل القوارب من الجهة الجنوبية إلى الجهة الشمالية وتنفيذ محطة المعالجة ومجمع الصرف الصحي مع البنية التحتية على الكورنيش الشمالي وتنفيذ المنطقة الحرفية المكملة لصناعة القوارب وتحسين وتطوير السوق التجارية في الجزيرة ورفع مستوى الخدمات السياحية للمنشآت الموجودة حاليا وتحسين زوارق النزهة وتأمين مركز سياحي وتشجيع افتتاح مكاتب سياحة وسفر إلى الجزيرة و إبراز المواقع الأثرية والتاريخية فيها من خلال البدء بترميم القلعة كأولوية ضرورية وتدعيم الجزء المتبقي من السور الفينيقي واتخاذ إجراءات السلامة العامة للسور الأثري كحل إسعافي ومؤقت.. وتحسين العمل في مرافئ الانطلاق من طرطوس إلى أرواد عبر معالجة تراكم الرمل والطمي في مرفأ الطاحونة بالسرعة الممكنة وتأمين ساحة وطريق مؤهل إلى مرفأ المارينا ومعالجة تراكم الطمي بمرحلة لاحقة.. والعمل على تنفيذ المشاريع المحددة كأولويات في المخطط التتنظيمي عبر تنفيذ المشاريع الصغيرة ثم الكبيرة التي لا تحتاج إلى ردم وتنفيذ السكن البديل والمشاريع الملحوظة في المخطط وإكمال بقية عمليات الردم والاستفادة من الأنقاض الناتجة عن تنفيذ المخطط.
والسؤال هل ستبقى هذه المقررات حبراً على ورق، أم إننا سنشهد خطوات عملية في الفترة القادمة تؤدي إلى التنفيذ المطلوب تباعاً؟ نعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال تتوقف على تنفيذ ما طرح خلال الورشة.. فمحافظ طرطوس صفوان أبو سعدى أكد أهمية وضرورة وضع آلية للمتابعة وتنفيذ توصيات الورشة واقترح إدخال المصارف كشريك بالتمويل أو إحداث صندوق لتمويل تنفيذ المخطط التنظيمي والدراسة التي أعدتها وزارة السياحة وفق برنامج زمني مؤكداً أن المحافظة والجهات المحلية المعنية مستعدة لتنفيذ التوصيات التي تخصها.
ووزير النقل علي حمود رئيس اللجنة الحكومية لمتابعة تنفيذ مشاريع طرطوس أكد أنه سيتابع تنفيذ المقررات والتوصيات مع السلطات المحلية ورئاسة الحكومة.
ووزير السياحة بشر يازجي وعد أن البداية ستكون من خلال وضع خطة إسعافية لتحسين واقع الخدمات في الجزيرة ومعالجة التشوه البصري ومنع أي تشوه جديد وتجميل وتحسين الواجهات والمسارات السياحية.. ومن ثم وضع خطة طويلة الأمد لتنفيذ الدراسة وهذه تحتاج لتمويل.
الوطن