تراجع مؤشر الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من الحبوب بسبب الحرب
ذكر مدير المركز الوطني للسياسات الزراعية رائد حمزة، أنه قبل الحرب تمت صياغة البرنامج الوطني للأمن الغذائي في سورية، حيث تضمن 51 مشروعاً منها مشروعات إنتاج نباتي وحيواني، وكذلك مشروعات تصنيع زراعي وإدارة المياه ومشروعات تتعلق بالأمن الغذائي الأسري وتحسين سبل المعيشة، وكان الهدف الأساس منه تحسين واقع الأمن الغذائي، وكان من المخطط تنفيذه خلال الخطتين الخمسيتين الحادية عشرة والثانية عشرة. مؤكداً أنه خلال الحرب تم تنفيذ الكثير من مكونات تلك المشروعات، مثل مشروع استنباط الأصناف، ومشروع توزيع أغنام العواس المحسن، وأيضاً مشروع الحدائق المنزلية (الزراعة الأسرية)، حيث استفادت من هذا المشروع خلال العام الماضي ما يقارب 40 ألف أسرة، منوهاً بأنه خلال العام الحالي بدأت الجهات المعنية بمتابعة البرنامج للوقوف على واقع هذه المشروعات من حيث المنفذ وما أنجز منها، وما المشروعات التي يمكن إدراجها ضمن البرنامج. أضاف حمزة: إنّ تحقيق الأمن الغذائي من أهم الأهداف الاستراتيجية والرئيسة لوزارة الزراعة، لكن معدل النمو في القطاع الزراعي تراجع لأسباب منها موجات الجفاف وارتفاع تكاليف الإنتاج، وأيضاً الحرب التي ساهمت في انخفاض معدلات الإنتاج، لكن هذا الانخفاض في كمية الإنتاج الزراعي قابله انخفاض في عدد السكان بسبب الهجرة الخارجية، لذلك حافظت بعض مؤشرات الأمن الغذائي على المستوى الكلي على قيم مقبولة نسبياً، لافتاً إلى أن النقص في السلع الغذائية الرئيسة يتم تلبية الطلب عليها من خلال الإنتاج المحلي والاستيراد، كما ساهمت المساعدات الغذائية التي قدمتها الحكومة والمنظمات الدولية في مساعدة الأسر في الحصول على بعض السلع الغذائية الرئيسة (كالحبوب والزيوت). تقع على عاتق القطاع الزراعي مسؤولية تأمين المتاح من السلع الزراعية والغذائية، لذا قامت الوزارة بتأمين أغلب السلع الزراعية الغذائية خلال الحرب، ولكن واجهت عملية التسويق ونقل الإنتاج من أماكن الإنتاج إلى أماكن الاستهلاك الكثير من المصاعب نتيجة تقطع أوصال المناطق عن بعضها، حيث تأثرت مؤشرات الأمن الغذائي على مستوى المناطق، بسبب صعوبة الوصول إليها، ولاسيما المناطق الساخنة -حسبما ذكره حمزة- لافتاً إلى وجود سلة الإنتاج الأساسي من الحبوب في المناطق الشرقية والشمالية، بينما الاستهلاك في مناطق المدن الرئيسة دمشق وحلب، ما أدى إلى صعوبة نقل الإنتاج إلى أماكن الاستهلاك، كذلك فإنّ التخريب في البنى التحتية وشبكات الري ساهم كذلك في انخفاض الإنتاج، وتالياً بمعدلات الأمن الغذائي.