مختطفون محررون: الإرهابيون عذبونا بشتى أنواع التعذيب وعاقبونا بحفر الأنفاق
«أفكر في دراستي بأوقات الاستراحة من حفر الأنفاق في سجون الإرهابيين لأفرّح أمي وأدخل الجامعة»، كلمات قالها المخطوف المحرر علي زهير إسماعيل تدل على إرادة لم يستطع إرهابيو جيش الإسلام وغيره من التنظيمات التكفيرية من اقتلاعها من قلوب وعقول السوريين. وخلال استقبال محافظة اللاذقية لعدد من المخطوفين المحررين بحضور رسمي وشعبي، أكد المحررون عزمهم على مواصلة الحياة بصفحة بيضاء يبدؤون بها من جديد، ليكملوا مسيرة النصر والصمود التي رسمت معالمها دماء شهداء الجيش السوري في كل ميادين القتال. ويكشف إسماعيل أنه خلال فترة اختطافه وعدد من العائلات السورية من التنظيمات الإرهابية ، تعرض ومن معه من شباب لكل أنواع التعذيب ، مضيفاً إن الإرهابيين عاقبوا المخطوفين بحفر الأنفاق والخنادق بشكل يومي ولساعات عدة متواصلة. ويتحدث إسماعيل (18 عاماً) بأن الإرهابيين لم يسمحوا له بالتواصل مع عائلته إلا بعد 3 سنوات وشهرين من اختطافهم، ليؤكد أنه وعد والدته بالدراسة لتحقيق حلمها بأن تراه مهندساً. وكشف المخطوف المحرر بأنه خلال سنوات اختطافه تم فرز المخطوفين في غرف تحت الأرض منها للرجال وأخرى للنساء والأطفال، لافتاً إلى أنه بعد ساعات العمل في الحفر كنت أفكر بدراستي التي تفوقت بها وخطفت وأنا على أبواب البكالوريا. ويلخص إسماعيل ما عاشه بالأسر بأن الإرادة والأمل تفعلان المستحيل، مبيناً أن ثقته بالرئيس بشار الأسد والجيش السوري لم تتزحزح، ولفت إلى أنه في عام 2015 نقل إليهم بعض الإرهابيين الأسرى «بتهم السرقة والحشيش» بأن هناك مؤتمراً سيعقد في أستانة وسيتم التفاوض على الأسرى جميعاً، في المقابل كانوا يبثون عبر إذاعة خاصة بهم تحمل اسم «نداء الإسلام» أخباراً كاذبة لإيهامنا بأنهم المنتصرون ولكن كان لدينا إيمان بأننا من سينتصر في النهاية. من جانبها كشفت المخطوفة المحررة هناء بركات، أن الإرهابيين من تنظيم جيش الإسلام اختطفوها وزوجها ووالده وولديها ذو الفقار ومارينا من عدرا العمالية سنة 2013، مبينة أن المسلحين وبعد عام من الاختطاف قاموا بتمثيلية السلاح الكيمياوي وكان والد زوجها أحد ضحايا المسرحية كما وصفتها. موضحة أنها خلال أحاديث الإرهابيين أمام «زنزانتهم» تحت الأرض سمعتهم وهم يخرجون الرجال من الزنزانة المقابلة له، في ساعة متأخرة من ليلة 23/9/2014، وهم يقولون لهم أمامكم مهمة وستنفذونها، فخرجوا حينها ولم يعيدوا والد زوجها ومن معه، ليسمعوا بعدها بأنهم كانوا ضحية التمثيلية الكيمياوية في عدرا جميعاً. بدورهما ذكر الشقيقان عهد ومدى محمود كيف تعرضا للتعذيب في سجون جيش الإسلام الإرهابي، وأكد عهد أنه أجبر على العمل في حفر الأنفاق وتنظيف السجون، في حين تم عزل مدى ووالدتها في غرف السجينات. وبيّنت مدى وهي ابنة الشهيد عقل محمود، أن الإرهابيين قتلوا والدتها وعدة نساء في التاسع عشر من آذار الماضي، حتى لا تكون فرحة خروجهم كاملة، كما ذكرت. بدورها ذكرت المختطفة المحررة نوال الرطب أنها منذ اليوم لاختطافها وابنها (12 سنة) ورغم البرد والجوع والتعذيب النفسي، تعلم أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، موضحة «كما أخذنا الإرهابيون بالسلاح لم ينقذنا منهم إلا سلاح الجيش السوري». مبينة أنه كان من غير المسموح أن تلتقي ابنها الذي وضع في زنزانة قريبة إلا كل ثلاثة أشهر، إلا أنها كانت تتفاءل بلقائه قريباً وخارج السجن عند سماع أصوات الطيران، في حين أن عمر الديراني الذي كان يهددهم بين الحين والآخر يرتعد كلما مرت الطائرة وهم تحت الأرض كما وصفت حالته. محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم أكد أن المحافظة ستعمل على تأمين كل مستلزمات المحررين، مع إيصال كل الوثائق المطلوبة لهم إلى منازلهم، إضافة لتأمين عمل مؤقت لكل من لا عمل له وتسهيل كل الإجراءات المطلوبة ليعودوا إلى ممارسة حياتهم. الوطن