أربعة عشر مهنة قديمة انقرضت في دمشق الشام
هناك عدة مهن دمشقية بقيت مستمرة في المجتمع من الناحية الفولكلورية فقط، مثل الحكواتي، واخرى قديمة جداً ولكنها مستمرة في دمشق ولو بشكل مختلف مثل “الخطابة” و”العرض حجي.” أما عن المهن التي غابت كلياً عن عالمنا فنذكر منها: السقا: العامل المسؤول عن تنظيف الشوارع عند الفجر أو وقت المغيب، وايصال المياه الى المخازن والجوامع والمنازل، يحمل على ظهره كيساً مصنوعة من جلد الماعز يملأه بالماء قبل “سقاية” الشوارع والحدائق. المهنة انقرضت مع بدء عمل شركة مياه عين الفيجة مطلع عهد الانتداب، ووصول الماء الى كل بيت. المبيض: كانت مهنة معروفة في زمن انتشار الأوعية النحاسية قبل “اختراع” الألمينيوم (أو الألامينو كما يسمونه أهالي دمشق) وكان مبيض النحاس يتجول في الأحياء وينادي لتأتيه النساء بالأوعية النحاسية لكي يبيضها عن طريق مسحوق ملحي خشن أو حتى بعض الرمال على سطح الوعاء لتنظيفه بقطعة خيش، قبل أن يضعها على نار لتحمى حرارتها ويطليها بالقصدير وهو يؤدي حركة صعبة، يلف جزعه في الاتجاهين بصورة متتالية، مقاومًا الحرارة. اخر “مبيض” حقيقي شاهدته كان منذ حوالي خمسة عشر سنة في منطقة الشعلان. اشهر من لعب دور المبيض الفنان هو زهير عبر الكريم في مسلسل “الدغري” عام 1992. الطرابيشي: المختص بصناعة وصيانة وكي الطرابيش، واصلاح أي كسرة او عوج قد يصيبه (حيث كانت الخامات احياناً تستورد من النمسا). كانت مهنة معروفة ومحترمة حتى مطلع السبعينات عندما بدأت تتراجع بسبب تخلي الناس عن طرابيشهم، تماشياً مع الحداثة. كان «الطرابيشي» يجهز هياكل الطرابيش من الخوص على حسب أكثر المقاسات المشتركة لرؤوس الناس، ثم يقوم بوضعها حول قالب نحاسي ثم يغطيها بالجوخ ويقوم بتثبيتها بمكبس خاص، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة الكي وهي المرحلة النهائية قبل تثبيت الزر ليصبح الطربوش جاهزًا. اشهر من لعب هذا الدور الفنان الراحل فهد كعيكاتي، بشخصية “أبو فهمي” في فيلم “خياط للسيدات.” الداية: أو القابلة، تقوم بتوليد النساء، وتقطع الحبل السري للمولود وتساعد على التقاط أنفاسه الأولى. الداية كانت صاحبة مكانة مهمة في المجتمع، وهي مختلفة عن القابلة القانونية الموجودة اليوم، لأنها لم تكن متعلمة ولا تستخدم أي وسيلة طبية حديثة في عملها. اشهر من لعب هذا الدور النجم الراحل نبيل خزام في مسرحية “كاسك يا وطن،” والفنانة هدى شعراوي في مسلسل “أيام شامية” و”باب الحارة.” الندابة: سيدة يتم استئجارها من قبل عائلة المتوفي، كي تندب عليه قبل وبعد خروج الجنازة “بعيد من هون” كما يقول أهالي دمشق” بصوت عالي ورنان. لعبت هذا الدور النجمة يارا صبري في الجزء الأول من مسلسل “الحصرم الشامي.” الملقن: أحد أهم ركائز المسرح أيام زمان، يجلس على خشبة المسرح، داخل الغرفة المخصصة له، واسمها “الكبوشية،” حاملاً النص بين يديه وناقلاً تركيزه بين الممثلين لتكيرهم بأي حوار قد يفوتهم. الفنان الراحل رفيق سبيعي بدأ حياته ملقناً وكذلك الفنان أيمن زيدان.