تداعيات الضربة على سوريا… السيناريوهات الآتية
أسئلة بالجملة تلاحقت بعد تنفيذ الضربة العسكرية الثلاثية الأميركية-الفرنسية-البريطانية على سوريا: هل تمّ ابلاغ الروس مسبقاً عن أهداف الضرية؟ هل ناورت واشنطن لأيام لخداع موسكو قبل تنفيذ الضربة؟ لماذا لم تشارك أنظمة الدفاع الجوي الروسي المتواجدة في سوريا بصد الصواريخ، وهي قادرة؟ هل تبدأ المفاوضات حول سوريا الآن؟ ما هي الاهداف الأميركية الفعلية؟. ثمة سيناريوهات مطروحة، لا حسم لتفضيل أحدها على الآخر حتى الساعة. أتت الضربة العسكرية الغربية بعد أيام من التردد الأميركي، وتسريب واشنطن معلومات متناقضة، بدا خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكأنه يتلاعب بأعصاب السوريين والروس وحلفائهم. تغريدة تحسم أمر الضربة، تتبعها بعد دقائق تغريدة مناقضة تستبعد الحسم. كان الهدف الترامبي متعدد الوجوه: محاكاة الرأي العام الأميركي تحديداً الذي قاده عبر تغريدات منذ حملته الانتخابية، لتأكيد قيادته للولايات المتحدة، وتجاهل وجود مؤسسة عميقة تحرص على دراسة خياراتها الاستراتيجية بصمت. التلاعب الترامبي هدف لدفع الروس الى التفاوض بالتنازل عن ثوابتهم تجاه دمشق. كان الفرنسيون والبريطانيون مجرد متلقّين لتغريدات ترامب. لدرجة أن الاعلام الاوروبي صار ينتظر مواقف حكوماته، بناء على مزاج الرئيس الأميركي، الذي يرصده عبر تويتر. في هذه الاثناء، أبلغ الفرنسيون الروس أنهم سيشاركون في الضربة المرتقبة ضد مواقع سورية. الابلاغ جاء بمثابة التبرير المسبق. لم يقتصر الابلاغ للروس على الفرنسيين، هذا ما فعله البريطانيون والأميركيون. لكن إرجاء موعد الضربة في ظل الاعلان عن تردد أميركي، وتباينات داخل البيت الأبيض، أوحت بأن هناك مناورات احتيالية للتلاعب والايحاء بأن التهويل اعلامي لفرض التفاوض، في زمن تحصيل الأميركيين والأوروبيين مكاسب مالية من دول خليجية عربية. كانت دمشق أيقنت ان واشنطن تسعى فعلاً لتوجيه ضربة عسكرية، فأخلى السوريون مواقع عسكرية ووزارية وادارية، وتحسّبوا لاستهدافات صاروخية موجّهة. التنسيق السوري-الروسي قائم، لكنه اقتصر على مد دمشق بالمعلومات، والتوجيه، ولم يصل الى حد استخدام الروس أي دفاع جوي لمنع الصواريخ الغربية من الوصول الى أهدافها في سوريا. كان بمقدرة الدفاعات الروسية اسقاط كل الصواريخ الموجّهة الى المواقع السورية. لم تفعل القيادة الروسية. هذا ما يعزز من وجود تواصل أميركي-روسي، قاد الى تحييد الروس عن المواجهة المباشرة. امام تلك الوقائع والاستنتاجات، هناك سيناريوهات محتملة: