سورية: من يرسم الخط الأحمر الجديد؟
الخميس 12-04-2018
- نشر 7 سنة
- 6888 قراءة
«استعدّي يا روسيا الصواريخ قادمة» هذا ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب في آخر تغريداته على تويتر، تعليقاً على نيّة بلاده وكلّ من باريس ولندن استهداف سورية بحجة استخدام السلاح الكيميائي. الرجل يقاتل روسيا مدفوعاً بضغط من صقور الإدارة والنخبة اليمينية المحافظة الحاكمة، التي تعرف نقاط ضعف الرئيس وتدفعه لرفع مستوى التهديد والخطاب السياسي إلى مستوى شخصنة الصراع، في مرحلة إعادة تشكيل صورة المشهد الدولي العالمي.
«الخطّ الأحمر» الذي يشكل محور كلّ ما سبق هو تعبير أطلقه الرئيس الأميركي باراك أوباما في 20 آب 2012 خلال خطاب له، في محاولة حينها لامتصاص ضغوط الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه، كي يساهم بشكل ملموس أكثر في دعم ما يسمّى «الربيع العربي في سورية»، حينها قال الرئيس الأميركي الأسبق «إن رأينا استخداماً للسلاح الكيميائي فإنّ هذا سيغيّر المعادلة… وسيكون هناك خطٌّ أحمر لتجاوزه نتائج كبرى». المعادلة التي خطّها أوباما أصبحت أحد أعمّ أدوات الحرب الدبلوماسية على سورية، هي التي تقف وراء كامل الصراع الدبلوماسي في أروقة مجلس الأمن الدولي والذي يبدو أنّ آخر فصوله خطّها الفيتو الروسي الثاني عشر في العاشر من الشهر الحالي. هذه المعادلة تهدف إلى التلاعب بنوايا الخصم والضغط عليه عبر ملف إنساني مرتبط باستخدام سلاح محرّم دولياً وذلك بقصد الردع، عبر الإشارة إلى عبور متعمّد لعتبة غير مقبولة من قبل الخصم، وإلى وعد بإجراءات محدّدة عملية إذا حصل ذلك، عند هذه النقطة وعلى المحك في آب من عام 2013 تراجع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن استهداف سورية على خلفية فبركة ملف كيميائي في الغوطة الشرقية.