سورية.. صمود اسطوري بوجه كل غزاة العالم لـ7 سنوات
الخميس 01-03-2018
- نشر 7 سنة
- 6002 قراءة
كالعادة مع كل تقدم أو انتصار يحققه الجيش العربي السوري وحلفاؤه، تحضر اكذوبة الكيميائي، ويبدأ التهديد بالويل النبور وعظائم الامور.
ورغم أن هذه المسرحية، باتت مفضوحة ومكشوفة وهي لا تخرج عن سلسة الأكاذيب التي تفبركها واشنطن في أي مكان من العالم من أجل تبرير عدوانها على الشعوب، ففي غزو الناتو للعراق عام 2003، كانت اكذوبة اسلحة الدمار الشامل، التي اعترف وزير الخارجية الأميركية، في حينه “كولن باول”، أنها كانت غير صحيحة ومفبركة بالكامل من أجل تبرير العدوان والغزو.
وفي الحصار الأميركي لإيران، بذريعة برنامج النووي السلمي، لا تنفك واشنطن مع "اسرائيل" والسعودية، عن التهديد والوعيد، وكأن الكيان الاسرائيلي لا يرمي الفلسطينيين إلا بالزهور، ولا يملك مئات الرؤوس النووية، وكأن السعودية لا تستعمل القذائف الجرثومية في اليمن ناشرة الامراض والاوبئة.
واشنطن التي لا تتحمل دولة تنشد السيادة الوطنية،سجلها حافل بالاجرام، منذ غزو الأوروبي الأبيض للقارة الجديدة، فشكلت دولة ومجتمعاً يقوم على اساس القرصنة واستعباد الناس، هكذا ابادت ما كان يسمى الهنود الحمر، وعصاباتها كانت تسترق الناس من الشواطئ الأفريقية لجعلهم عبيداً للسيد الابيض.
لا مجال هنا لسرد وقائع الإجرام الأميركي على مرّ تاريخ قيام الولايات المتحدة، فقط نذكر ببعض الجرائم، كالقنبلة الذرية التي القيت في نهاية الحرب العالمية الثانية على هيروشيما ونكازاكي، حيث لا تزال الولادات المشوهة فيها حتى الآن.
هل نذكر بالإنقلاب الدموي الذي قاده العجوز الصهيوني ” هنري كسينجر” الذي كان يحتل وزارة الخارجية الأميركية عام 1973، وكيف قاد عملية الإنقلاب الدموي ضد الرئيس “سلفادور اللندي” في تشيلي، لأنه قرر أن الشعب التشيلي هو سيد خيراته الوطنية، فكان الإنقلاب الأميركي الإجرامي الذي حصد أكثر من مئة الف تشيلي.
بأي حال، قد نفهم هذا النهج والسلوك الامبريالي للولايات المتحدة، لأنها هذه طبيعتها التي تقوم على الغزو والإحتلال واستعمار الشعوب، لكن ما لا يمكن تصوره، هو ذاك البكاء والعويل الذي يطلقه اتباع واشنطن من دول وشخصيات وقوى سياسية، صارت جزءاً لا يتجزاء من مشروع الهيمنة الأميركية، ورغم أن السيد الأميركي لا يقيم وزناً لهؤلاء الاتباع، إلاّ أنه يعرف كيف يستعملهم ويوظفهم في مشروعه الشيطاني، فها هي السعودية بولي عهدها الطموح والجموح يقدم كل شيئ، حبذا لو أن هذا الرجل يعرف، أن واشنطن تخلت عن فتاها الأول محمد بن نايف، وقبله تخلت عن عمه الملك سعود رغم أنه كان في أواخر خمسينيات القرن الماضي أحد ابرز البيادق الأميركية في مشروع ايزنهاور.
إلا انها أثرت عليه ولي عهده فيصل بن عبد العزيز، ودعمته في الإنقلاب على أخيه عام 1964.
الاتباع لواشنطن من سوريين سواء كانوا اخواناً أو سلفيين، أو معارضات متنوعة ومتعددة الاشكال والالوان، ليسوا أحسن حظاً مما ذكرنا، وخصوصاً أن الأميركي معروف بتخليه عن عميله عند أول كف، لهذا لن ينفعهم عويلهم، ولن يستطيع المغيث الأميركي أن ينجدهم، لأن سوريا بدولتها الوطنية وقيادتها وجيشها، منذ البداية كان واضحاً عندها حجم المؤامرة واتساعها التي تتعرض لها، والتي بدأت فعلاً منذ عام 2003 بالانذار الذي نقله “كولن باول” إلى الرئيس “بشارالأسد” للاستسلام بعد أن صارت أميركا على حدود سوريا الشمالية.
بعد سبع سنوات من الحرب الامبريالية الصهيونية الرجعية، ها هي سوريا بواسطة جيشها وبقوته وارادته، وبنهوض الوعي الشعبي الوطني والعودة الي حضن الدولة الوطنية في حالة رد شامل مع حلفائها.
ثمة حقيقة صارت واضحة للجميع وهي أن سوريا تحمل عنوان الكرامة القومية وارادة الاستقلال الوطني والسيادة الحقيقة ضد اشكال الهيمنة والغزو والإحتلال فيما اعداؤها يجرجرون الخيبة والخذلان، لدرجة أن “ايفانكا” ابنة الرئيس الاميركي “دونالد ترامب” استطاعت ان تبتز السعودية وتعود بعدة مئات الملايين من الدولارات، طبعاً دون الذي فرضه ابوها خوة عليهم، لأنه حين حملته الانتخابية، كان واضحاً أمام باعة الكاز العربي “احميكم.. عليكم دفع ثمن هذه الحماية”.
ويبدو أن واشنطن نحو مزيد من نهب باعة الكاز العربي، وفي اخر التعهدات الاميركية انها تعتزم بناء مفاعل نووي للسعودية، وبهذا رأى معارض سعودي، ان واشنطن في طور افلاس الخزينة السعودية نهائياً، في ظل عزم اميركا على توقيع اتفاقية نووية مع الرياض ستكلف الخزينة الواقعة في عجز يفوق 100 مليار دولار، الاف مليارات الدولارات.
واوضح هذا المعارض ان الصفقة غير واضحة المعالم، لكن الاكيد أن الخبراء الاميركيون هم الذين سيشغلون هذا المفاعل ويشرفون عليه وما على السعودية سوى الدفع.
بأي حال، فسوريا تستمر بالمواجهة والصمود والانتصار مع حلفائها لكن ستبقى تستعاد بين الفينة والاخرة قصة الكيميائي من أجل استمرار سيناريو الحرائق الى اكبر مساحة زمنية.
أحمد زين الدين / الثبات