بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

نارام سرجون :على ماذا تراهن يا ماتيس؟ على نفسه سيجني الكلب المسعور ..

الأحد 31-12-2017 - نشر 7 سنة - 6406 قراءة

انا لاأدري ماهية مناهج التدريس في الولايات المتحدة .. ولاأدري مدى استجابتها للحاجة البشرية للمعرفة المتكاملة .. ولكن منذ أن تعرفت على سياسييها صارت لدي قناعة ان هناك قصورا في تدريس المنطق والفلسفة والتاريخ والجغرافيا .. وتركيزا على الرياضيات والعلوم .. انعكس على نخبها وعلى طريقة فهمهم للعالم حتي صاروا نموذجا للشر الأحمق الذي تواجه فيه الأرقام النسبية سلطة المنطق المطلقة .. فكلما جاءت ادارة اميريكية جديدة تظهر أمراض فقر الدراسة واضطراب عملية التعليم التي تزودهم بها مدارسهم بسبب تفاقم وتكرر شح المنطق وقلة الالمام بالتاريخ وعوز المعرفة بالجغرافيا .. ولايهمني بعد ذلك ماذا تعلم هؤلاء السياسيون في مدارسهم .. فيبدو أن الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا تفيدك في ان تكون ثريا ومخترعا واقتصاديا ولكنك ستبقى أبلها في محاكماتك المنطقية وتتحدد سعة عقلك ليتقهقر ويسقط أمام أبسط البدهيات .. ويبدو الاميريكي في علاقته بالتاريخ مثل علاقة سرحان عبد البصير بالجنس الآخر !! ومعرفته به اقل من معرفته بالأرانب .. ولذلك فان الأميريكي يضيع ماله وجهده في مغامرات جوفاء خارج أميريكا .. ولولا المال العربي الذي يعوض الاميريكيين كل خسائرهم لكان الاميريكيون مثل مقامر مفلس .. ينطبق عليه قول الشاعر العربي (كجلمود صخر حطه السيل من عل) .. اي ليس كناية عن القوة كما قصد بيت الشعر بل كناية عن قسوة التحطم والتهشم من هول السقوط من شاهق .. والدليل على فقر العلم بالمنطق وضعف المحاكمة والمقارنة المنطقية وفق قواعد الفلسفة التي يتعلمها الطلاب في المرحلة التأسيسية للعلوم العقلية هو تصريحاتهم العنترية الاستفزازية .. ولو أخذنا مثلا تصريح وزير الدفاع ماتيس الأخير الذي يهدد يه السوريين والروس ويحذرهم وينصحهم من (الا يقعوا في خطأ كبير ويتجاوزا خط الفرات ) لاكتشفنا ان الرجل لايعرف المقارنات ولم يتعلم فن قراءة التاريخ القديم والحديث . فقراءة التاريخ فن وعلم وعبقرية .. واكتشفنا أن ماتيس الملقب بالكلب المسعور بالفعل اسم على مسمى فعلاقته بالمنطق غريزية فقط .. و الكارثة ان الكلب المسعور بدأ يدخل منطقة الأسود في الشرق الأوسط .. ويوجه انذارات يمينا وينبح شمالا .. ولو توفر لديه قليل من العلم بفن قراءة التاريخ واستفاد من علم الفلسفة والمنطق ليعينه في قراءته التاريخية لتذكر المقدمات الصحيحة التي توصل الى النتائج السليمة .. ولسأل نفسه أسئلة مهمة هي: هل أتى الاميريكون قبل ذلك الى المنطقة؟؟ وكيف خرجوا؟؟ وماهو الفرق بين اليوم والأمس؟؟ وعلى ماذا راهن الاميريكون في كل مرة وصلوا فيها الى المنطقة؟؟ وهل في التاريخ أمثلة على الحماقات التي تتكرر؟؟ ولأن ماتيس جاهل فاننا سنعيد له درسا في التاريخ ونتلوه بدرس في المنطق والفلسفة .. ففي التاريخ الحديث جاء الاميريكيون الى المنطقة وبالذات الى بيروت في الثمانينات من القرن الماضي .. وكان رهانهم يومها على دعم القوى العميلة اللبنانية لهم من القوات والكتائب وبعض الموتورين الطائفيين الى جانب تناقضات بلاد الأرز الممزقة بين الطوائف والتي يحكمها زعماء وعائلات بزنس السياسة .. وكانت النتيجة ان الأميريكيين رحلوا ومعهم 300 نعش بعد اسابيع من وصولهم .. وكان ريغان في خطاباته قبل ذلك غاضبا يحذر كل من في المنطقة من خطأ الحسابات واغضاب المارينز في بيروت الذين جاؤوا ليبقوا .. ولكن رغم غضب المارينز حدث انفجار هائل لم يتعود المارينز عليه .. فقرر ريغان ان يبحر غربا عائدا بالنعوش .. وبعد بيروت وصل الاميريكون في أعتى قوة لهم وأسقطوا بغداد .. وكان رهانهم على القوى العميلة الطائفية وعلى القوى الكردية الانفصالية .. ولكنهم رحلوا بعد سنوات ومعهم بضعة آلاف من النعوش وخزينة مثقوبة تتسرب منها الثروة وميزانية متهالكة تسببت بأزمة الرهن العقاري الضخمة .. وقبل ذلك وصل الاميريكيون الى فييتنام وراهنوا على العملاء والخلافات بين الفييتناميين .. ولكنهم غادروا وهم يحملون 58 ألف نعش .. في درس خطير آخر مماثل لحماقة من يتجاهل دروب التاريخ والجغرافيا فقد قام هتلر بالسير على خطا نابوليون نحو موسكو لاحتلالها .. ولاقى نفس المصير .. فلو كان الفوهرر الألماني استمع لوصية الامبراطور نابوليون .. لبقي الرايخ حتى اليوم .. ولما سمعنا بماتيس .. وطبعا ماتيس لايفقه في التاريخ ولا الجغرافيا .. اللذين يقولان له اياك وأن تعيد الخطيئة في نفس البقعة من الأرض وعلى نفس الدروب المحاطة باللعنات .. فهناك طرق وشعاب في هذا العالم لايجب المرور بها ياماتيس مرتين .. وهي خطرة جدا .. وهناك بقاع مرصودة بقوة الأقدار الخفية تقتل العابرين الغرباء فيها .. ولايدري الانسان لم هي مرصودة من الأقدار التي لاتسمح للمغامرين والراحلين اليها بالاستقرار أبدا .. فهذه البقعة من العالم المعروفة باسم سوراقيا لايستقر فيها الغرباء ولو جاؤوا بدهاة الانس والجان ليساعدوهم .. وليس ماتيس وحده من ينقصه أن يتعلم التاريخ والجغرافيا والمنطق .. بل أصدقاؤه الاسرائيليون الذين يظنون أن تعثر المنطقة بالفوضى الخلاقة يعني سرمدية بقائهم .. وقد نسوا أن الصليبيين جاؤوا الى المنطقة في حملات تتلو حملات واستقروا 200 سنة ثم رحلوا .. وقبلهم الرومان والاغريق والفرس والعثمانيون … ماتيس يراهن على قوى كردية انفصالية في سورية والمنطقة .. ولكن اللعبة أكبر منه ومنهم بكثير وأكبر من اميركا واوروبة كلها .. وعليه ألا يتفاءل بالرهان على القوى الانفصالية الكردية لأنها أضعف بكثير مما قد توحي اليه .. وهي من تحتاج الى من يحميها .. ولاأدري ماهي مخططات ماتيس اذا تلقى صفعة قوية في شرق الفرات ماذا هو فاعل؟؟ هل سيجتاز الفرات غربا ليؤدب أهل الشام؟؟ لاأعتقد أنه بلغ به الجنون هذا الحد وهو يعلم أن أسنان روسيا النووية صارت غرب الفرات .. هل سيخلط الأوراق ويطلق كلابه المسعورة؟؟ ولكن ماذا فعلت قطعان الكلاب المسعورة له طوال سبع سنوات؟؟ وماذا بقي منها؟؟ هل سيتحدى ويضرب بالطائرات ضربات موجعة؟ قد يفعل .. اذا فعل ذلك فليتذكر ان لديه بضعة مئات من الرهائن الاميريكيين تحت عيوننا وفي مدى نيراننا الخفية .. وقد يعودون محملين بالنعوش .. وعندها سيتغير المثل العربي القديم (وعلى نفسها جنت براقش) لأنه سيكون (وعلى نفسه جنى الكلب المسعور) أو (وعلى نفسه جنى ماتيس) .. انها لعبة الأقدار والآلهة ياماتيس .. ولغة اللعنات .. فهناك لعنة تصيب كل الغزاة عندما يمرون من هنا .. وعلى ماتيس ألا يكرر تحذيراته وأن يتواضع في طموحاته .. وأن يحاذر من طول اللسان والتحذيرات .. والا قطعنا لسانه .. كما قطعنا لسان غيره وأشياء أخرى لغيره من فحول السياسة .. فعليه أن يعرف كثيرا من الأمثال العربية .. وخاصة المثل العربي القديم الذي يقول: لسانك حصانك .. ان صنته صانك .. ليقول ماتيس متعظا: سر ياحصاني قبل أن يطول لساني .. ياماتيس يافقير المعرفة وفقير التاريخ والجغرافيا والمنطق .. “ستنقلع” وسنقتلعك من المنطقة .. شئت أم ابيت .. طال الزمن أم قصر .. انها لعبة الأقدار والآلهة .. التي نجيدها كثيرا .. وان لم تصدق فانتظر .. ترجمة عبارة (سورية الله حاميها) ..


أخبار ذات صلة