بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

الفضائح الثلاث و نوادر جحا الكبرى

الأربعاء 27-12-2017 - نشر 7 سنة - 5941 قراءة

بعد أن كانت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن الوجه الأكثر إستفزازاً , و الأكثر تجهماً , تحولت الى مهزلة الناشطين على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي حول العالم, و من الواضح أن مستقبل عملها السياسي في خطر, و سيتم التخلص منها قريبا, لأن الفضيحة ليست فضيحة نيكي هيلي بل هي فضيحة وزارة الخارجية الأمريكية التي توظف شخص في منصب حساس في الخارجية الأمريكية و لا يفقه شيء في الجغرافية, و أكثر من ذلك هي فضيحة من يدير السياسة الأمريكية فاذا كانت ممثلة دولة عظمى غبية الى هذا الحد و لا يمكنها إبداء الرأي بموضوع سياسي مع رئيس دولة حليفة سوى بعبارت فضفاضة لأن المقلب الذي وقعت به أثبت و بشكل لا يقبل الشك أنها ليست أكثر من موظفة تقرأ الأوراق المطبوعه في مكان ما من دوائر القرار الأمريكي و لا قيمة وظيفية لها. من يقرأ التعليقات التي كتبت على خبر سقوط نيكي هيلي على المواقع الاخبارية في هذا المقلب الكبير كمن يقرأ كتاب نوادر جحا الكبرى حيث تحولت هيلي الى مهزلة حقيقية , و لكن المفارقة هي الصمت الأمريكي و صمت الإعلام الأمريكي الذي يدعي الشفافية و الحرية فلم يتسائل حتى خصوم ترامب لماذا السياسة الأمريكية تعتمد في الأمم المتحدة على شخصية لا علاقة لها بالسياسة الخارجية ولا بالجغرافية, فهل هذه الدولة العظمى لم تعد تملك كوادر سياسية.؟ و المفارقة بأن ترامب المتهم بالوصول الى السلطة بدعم التدخل الروسي في الانتخابات الامريكية لم يستثمر هذه الحادثة و لم يتهم خصومه بإستخدام الروس لإفشال سياسته الخارجية, و من هنا يمكن طرح السؤال هل سيتم إتهام روسيا بالتدخل بالسياسة الأمريكية عبر المقالب السياسية..؟ أم أن ترامب سيتخلص من تيلرسون و هيلي معاً بعد هذه الفضيحة.؟ نيكي هيلي أصبحت هي الفضيحة و من خلفها فضائح الخارجية الأمريكية و لكن فضيحة نيكي هيلي لا تقف عند الموظفين الأمريكيين بل أكثر من ذلك تفتح تساؤلات كبرى بشأن موظفين لدوائر القرار الأمريكي و هم ليسوا أمريكيين, فهناك أكثر من نيكي هيلي و منهم رؤساء دول ربما أشد غباء من نيكي هيلي و منهم موظفي الخارجية الأمريكية من معارضة واشنطن السوريين, و مثال ذلك من يتم دعوته الى الحوار السوري السوري في جنيف الذي يجب أن يبحث في القضاء على الارهاب وفي شكل الدستور و في قانون الاحزاب و الحريات السياسية و قوانين الانتخاب و الجهات المشرفة على الانتخاب و الاقتصاد و غيرها و يذهب الى جنيف فيقول أنا ذاهب للحوار ولا اريد الحوار الا ببند واحد و هو رحيل الرئيس السوري بشار الاسد, و من هنا يطرح السؤال اذا كنت لا تعترف بالرئيس السوري فلماذا ذهبت للقاء ممثليه.؟ و لماذا حين كان داعش يتقدم كنت ترفض الحوار و مع تراجع داعش بدأت تطالب بالحوار. و الأطرف من المعارضة الأمريكية هو مواقف بعض رؤساء الدول و مثال ذلك موقف الرئيس الفرنسي الذي لم يسمع أخبار تحرير حلب و وقف الهاون العشوائي عن الأهالي و لم يسمع بالقضاء على داعش و لم يسمع بتحرير دير الزور و رفع الحصار عن أهلها ولم يسمع بالهاون العشوائي الذي يتساقط على المدنيين في دمشق و يعتقد أنه لازال يعيش مطلع الازمة السورية حين كانوا يصفون العصابات المسلحة و تنظيم القاعدة بالمتظاهرين السلميين, و حين كان التظليل الاعلامي سيد الموقف و الأخبار مبهمة و لكن تصريحات الرئيس الفرنسي و خصوصاً بعد أن قام برلمانيين فرنسيين بزيارة دمشق هو فضيحة أسوء من فضيحة نيكي هيلي تهدد مستقبل السياسة الفرنسية في المنطقة. فضيحة نيكي هيلي و تصريحات الرئيس الفرنسي ذكرتني بحوار لي مع أحد المعارضين التقيته صدفة ولا يعرف إنتمائي السياسي, فقال متأثراً إن الطيران الروسي يقصف المشافي في سورية, فقلت له: أحقاً تتكلم يجب أن أتصل بأختي لترحل لان منزلها ملاصق للمشفى, فقال متفاجيء لا ليس هنا فقلت له اين.؟؟ فقال في إدلب فقلت له منذ قليل عرضت صفحة معارضة لما قالت انه قصف النظام للمدنيين و اسعافهم الى مشفى ادلب و الصور لا تظهر اي دمار في مشفى ادلب..! فصمت قليلاً فقلت له صديقي العزيز انت مبرمج كمعارض أيام وندوز 7 الآن أصبحنا في وندوز عشرة يجب أن تغير برمجتك فما يحصل على الارض ليس مظاهرات بل حرب دبابات و مدرعات و أسلحة ثقيلة و قد يكون أحد أقاربك ضحية الهاون العشوائي و إذا كنت مصر على أن تكون معارض اتصل بمشغليك لتغير برمجتك فخطابات عام 2011 أصبحت مضحكة الآن , و أقولها له مجدداً خطاباتك أصبحت مضحكة الآن إن كانت على لسانك أو على لسان الرئيس الفرنسي أو على لسان نيكي هيلي, و داعش الذي هددتنا به هيلاري كلنتون إنتهى, و ما بقي من القصة هو ما سمعه كولن باول في دمشق سابقاً و تحقق إذا لم تخرج القوات الأمريكية بإرادتها ستخرج بالقوة و قريباً جداً, و الأفضل لترامب بأن يستثمر فضيحة نيكي هيلي لتغير سياسته الخارجية كي لا يكون مصيره كمصير جورج بوش من قبله.   جهينة نيوز


أخبار ذات صلة