جمعية المزينين : جميعها صناعة محلية ومن الصعب ضبط الصبغات بتسعيرة واحدة
تميزت النساء السوريات بالأناقة والجمال والذوق الرفيع، واعتدن على مواكبة صيحات الموضة سواء في اللباس أم قصات الشعر وألوانه.
ولكن موجات الغلاء الكبيرة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، أجبرت الكثيرات على تغيير عاداتهن والتخلي عن الكثير من “الرفاهيات” مثل ارتياد الصالونات سواء لقص الشعر أو صبغه أو للسيشوار فأبيضت الرؤوس وزاد الشعر شيباً.
وتكيفاً مع الأمر الواقع، ابتكرت بعض السيدات لوناً جديداً، أضفنه إلى صبغات الشعر المعروفة، وهو اللون الأبيض، فارتفاع أسعار الصبغات بأنواعها وأشكالها، أدى إلى الاستغناء عن صبغ الشعر الشائب و تركه ينمو ليصبح باللون الأبيض المائل للرمادي.
تقول “هالة” سيدة ثلاثينية تعمل موظفة في فرع تابع لأحد البنوك إن أسعار الصبغات ارتفعت بشكل كبير، فأي نوع صبغة لا يقل سعره عن 15 ألف ليرة، وشعرها الطويل يحتاج إلى علبتين على الأقل لصبغه كاملاً، والمسألة لاتقف هنا فأجرة يد الحلاق في أرخص الصالونات لا تقل عن 50 ألف ليرة، وهي تحتاج لصبغ شعرها مرتين في الشهر، واحدة منها لتغطية جذور الشعر الأبيض، ناهيك عن القص والسيشوار، وبالتالي وسطياً فهي تحتاج إلى 100 ألف ليرة شهرياً لصبغ شعرها والاعتناء به، بينما الحد الأدنى لراتبها بعد الزيادة لا يتجاوز ال 240 ألف ليرة، لذلك قررت تركه ينمو ليصبح لون شعرها بالشيب الأبيض، وتخلت عن كل أنواع الصبغات، مؤكدة أن الكل يثني على جماله ويعتقدون أنها صبغته باللون الرمادي.
السيد “شادي” الذي يعمل وزوجته “علا” في المحل الخاص بهما لأدوات التجميل، يؤكد لـ«غلوبال» تراجع نسبة شراء الصبغات بشكل كبير، فقد كان يبيع ما لا يقل عن 20 علبة صبغة يومياً بأسعار لا تتجاوز ال 5 آلاف ليرة لأفضل الأنواع، واليوم فيمكن أن تزورك سيدة أو اثنتان لشراء الصبغات وأغلبهن تطلب أرخص الأنواع منها.
ولفت شادي إلى أن السيدات يشتكين من رداءة جودة الصبغة وأكثر العيوب أن ألوانها لا تثبت على الشعر أكثر من أيام، وبعضها لا يعطي النتيجة المطلوبة لتغيطة الشيب، إضافة إلى أن بعض أنواع الصبغات تسبب أمراضاً في فروة الرأس كالحساسية والحكة.
بدورها علقت زوجته على الحديث بالقول إن أسعار الصبغات تضاعفت خلال الفترة الماضية وتراوح سعر الصبغة الموجودة في السوق بين 20- 35 ألف ليرة، وجميعها ذات منشأ محلي الصنع بما فيها تلك التي تحمل أسماء البراندات العالمية فلا يعقل أن تباع الصبغة الإيطالية الأصلية بحوالي 40 ألف ليرة.
وتابعت علا: نبيع الصبغات الشعبية المتوسطة الجودة والسعر، وتتوافر في الأسواق أنواع من الصبغات الغالية يصل سعر الواحدة منها إلى 100 ألف ليرة، ولكنها غير مطلوبة لدينا لها زبائن من نوع خاص.
واعتبرت علا أن أغلب السيدات اللواتي تصبغن شعرهن لتغطية الجذور البيضاء قد استغنت عن فكرة الذهاب إلى الصالون وتقوم بالمهمة بمفردها، فأقل صالون يطلب 100 ألف ليرة أجرة يده فقط وفق تعبيرها.
ورصدت مراسلة «غلوبال» وسطي أسعار صبغات الشعر المنتشرة ومنها،صبغات كومبانيا ب 10آلاف ليرة، وصبغة نوع Gfب 15 ألف ليرة، وصبغة باليت ب 35 ألف ليرة، وفوليو بنحو 20 ألف ليرة، كما يباع نوع أوفيس ب30 ألف ليرة، غارنيية ب 55 ألف ليرة.
بدوره، أكد رئيس الجمعية الحرفية للمزينين محمد سعيد قطان تراجع إقبال السيدات على وضع الصبغات في الصالونات بسبب الغلاء، والغالبية منهن تصبغن في المنزل إلا في حالات خاصة حيث يكون عند السيدة مناسبة.
وأوضح قطان في تصريح لـ«غلوبال» صعوبة ضبط تكاليف الصبغات وحصرها بتسعيرة معينة، كونها تختلف حسب طول الشعر وكثافته.
وحول الصبغات الموجودة في الأسواق ، أكد قطان أنها جميعها صناعة وطنية، وخاضعة للمواصفات والمقاييس السورية، نافياً ورود أي شكاوى تتعلق بوجود أنواع رديئة من الصبغات في الأسواق.
وختم قطان بالقول: إن الإيجارات المرتفعة للصالونات أدت لترك العديد من الحلاقين للمهنة، فأجرة أي محل حتى في الأحياء الشعبية لاتقل عن مليون ليرة شهرياً.
.
غلوبال