أكثر من 7% نجحوا بالإقلاع عنه.. 24 عيادة مخصصة للراغبين بالإقلاع عن التدخين موجودة في سوريا
تزامناً مع اقتراب اليوم العالمي لمكافحة التدخين، أفادت مديرة برنامج مكافحة التدخين الدكتورة عبير عبيد بأنه توجد في سوريا 24 عيادة مخصصة للراغبين بالإقلاع عن التدخين، موزعة على عدد من المراكز الصحية والمشافي في المحافظات وتقدم وزارة الصحة بوساطتها خدماتها لمساعدة المدخنين الراغبين بالإقلاع عنه.
وأوضحت عبيد أن خدمات هذه العيادات تُقدم من أطباء مختصين ويجب أن يكون لدى المدخن الرغبة بالإقلاع عن التدخين إقلاعاً كبيراً وإرادة عالية لتغيير سلوكه ثم تأتي مرحلة الاقتناع والعلاج وتقديم خدمات استقصاء عن حالة جهاز التنفس وتحاليل الدم المطلوبة والاستمرارية بذلك ثم المتابعة بالتواصل معهم لأكثر من 6 أشهر لضمان عدم وجود نكس والعودة للتـدخين.
ولفتت د.عبيد إلى أن عدداً من عيادات الإقلاع عن التدخيـن حققت على مدى سنوت نتائج جيدة لجهة عدد المدخنين الذي أقلعوا عن التدخين ومنها عيادة محافظة حلب، مبينة أن الخدمات تعتمد المشورة النفسية ووصف أدوية نفسية خاصة بذلك أكثر من بدائل النيوكتين كونها ليست متوفرة حالياً لذلك يمكن القول إنه كمعدل وسطي كانت نسبة نجاح الراغبين بالإقلاع عن التدخين ممن راجعوا هذه العيادات تزيد على 7%.
وبينت د.عبيد أن عدد المدخنين يزداد في الدول النامية والفقيرة نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة والفقر والحروب والكوارث وفق بيانات منظمة الصحة العالمية.
وقالت لـ “أثر”: “الوزارة وبوساطة البرنامج الوطني لمكافحة التدخيـن واللجنة الوطنية لمكافحة التدخين التي تضم 16 عضواً يمثلون مختلف الوزرات والجهات لمعنية، نفذت عدداً من الحملات ومبادرات التوعية بمخاطر التدخين الذي يزداد انتشاره بين مختلف الفئات العمرية”، موضحة أنه تم تنفيذ حملة مدارس خالية من التدخين وجامعات خالية من التدخين، وبهذه الحملات تبين أن التدخين ينتشر بين الفئات العمرية الصغيرة _اليافعين والشباب_ إذ إنه انتشر في الجامعات والآن ينتشر في المدارس”.
وتابعت د.عبيد: “وفق بيانات البرنامج الوطني لمكافحة التدخـين، فإن الحملات التي نُفذت عام 2019 أظهرت أن 60 في المئة من طلاب المدارس والجامعات مدخنون لكن يسمى تدخيناً عابراً أي (دخنوا السجائر أو الأركيلة عدداً محدداً من المرات المختلفة وليس تدخيناً دائماً)”، مشددة على أهمية التوعية وتظافر الجهود بين الإدارة والمدرسة والجامعة وحتى المجتمع لدعم الأشخاص الراغبين بالإقلاع عن التدخـين والتوجه إلى الفئات العمرية الصغيرة التي أصبحت تقلد سلوك التدخين بسلوك غير صحيح وذلك بتقليد غيرهم.
وأشارت إلى أهمية التوجه إلى التوعية بحملات يجريها أشخاص من العمر نفسه للفئات المستهدفة أي ما يعرف بتثقيف الأقران كون الطفل أو الشاب يتقبل الفكرة من قرين في مثل عمره.
كما أكدت دور الدراما والإعلام في التعريف بمخاطر التدخـين وعدم الترويج للدخان ضمن الأعمال الفنية حيث يتم التعاون مع نقابة الفنانين وكل الجهات المعنية لتحقيق ذلك.
من جانبه، الدكتور بسام أبو الذهب اختصاصي الأمراض المهنية ذكر أن الإحصائيات العالمية تشير إلى أنه يتوفى شخص كل 4 ثوانٍ بسبب التدخين وعشر الأشخاص الذين يتوفون سنوياً بسبب أمراض ناتجة عن التدخين.
وكشف الدكتور أبو الذهب في حديثه مع “أثر” أن عدد المدخنين في العالم يصل إلى 8 ملايين شخص، مليون مدخن منهم من المدخن السلبي.
ولفت د.أبو الذهب إلى وجود أفكار مغلوطة تربط بين التدخين والشخصية القوية أو البرستيج أو تنشيط الإبداع، عادة التدخين مع الأسف ظهرت بوساطة أشخاص يعدون قدوة من ممثلين وفنانين ومبدعين، مشدداً على أن التدخين يُنقص الأوكسجين وهو عادة بحاجة إلى إرادة للإقلاع عنه.
وأضاف أن عدد المدخنين زاد في المجتمع نتيجة الشدة النفسية والتقليد وهنا يأتي دور الإعلام إلى جانب الكادر الطبي في تغيير هذه المفاهيم، مشيراً إلى أن زراعة التبغ تشهد انتشاراً أيضاً في مختلف دول العالم على حساب محاصيل استراتيجية أخرى بسبب الجدوى الاقتصادية الكبيرة منه.
وفيما يتعلق بالقوانين والتشريعات التي تمنع التدخيـن وبيع منتجات التبغ، بيّن د.أبو الذهب أنها تشمل المرسوم رقم /13/ عام 1996 القاضي بمنع إعلان التبغ ومنتجاته بأي وسيلة، كما وقعت سوريا عام 2004 على الاتفاقية الإطارية لمكافحة التدخين التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية إلى جانب إصدار مرسم تشريعي رقم /62/ عام 2009 القاضي بمنع التدخـين في الأماكن العامة.
تجدر الإشارة إلى أن اليوم العالمي لمكافحة التدخـين يأتي بـ 31 أيار من كل عام، للتوعية بالمخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ والدعوة إلى وضع سياسات فعّالة للحد من استهلاكه.
اثر برس