بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

ترامب هدّد بالاعتداء.. وتيلرسون سكَب الماء

الاثنين 10-07-2017 - نشر 7 سنة - 6613 قراءة

لم تعد المعارضة السورية فقط في أسوأ حالاتها كما أعلن مؤخراً رياض حجاب منسّق الهيئة العُليا للمفاوضات، بل شارفت على نعيتها، وهي التي عوّلت على لهيب "جمرات" داعميها وتصريحاتهم النارية، فلا أمل من دول الخليج المُنشغلة كثيراً ببعضها هذه الأيام، ولا رجاء مع أردوغان الذي يبيع "والديه" أمام المصالح، ولا تعويل على عنتريّات ترامب، التي باتت في ميزان تيلرسون "تكتيكات" لن تُسمن ولن تغني من هزيمة.

كل التهويلات والتحذيرات  الأميركية لإمكانية التدخّل العسكري في سوريا لم تتجاوز الخطاب الإعلامي، حتى فرنسا التي كانت أشدّ المُتحمّسين للانضمام للتوجّه الأميركي، قالت خارجيّتها إنها لن تضع مسألة رحيل الأسد في مُقدّمة المباحثات، الثمن الغالي الذي هدّدت به المندوبة الأميركية نيلي هايلي والذي سيدفعه الأسد ، وبعيداً من استخدام السلاح الكيماوي من عدمه،  بات لايساوي "قروشاً" في حضرة ما أفرزته دمشق وحلفاؤها سواء في الميدان أو لجهة الرسائل السياسية التي بعثت بها موسكو ودمشق،  لجهة اختلاف ردود الأفعال عنها في حال القصف الأميركي على الشعيرات، ربما عاد ترامب إلى وعيه عندما أعلن في مُناظرة مع هيلاري كلينتون إبان الحملات الانتخابية الأميركية بأن أية مواجهة عسكرية مع الأسد هي مواجهة بالضرورة مع إيران وروسيا، فيما شابه تيلرسون الذي سكَب الماء بجديده على نيران اللهجة الأميركية، شابه سلوك سلفه كيري عندما خاطب (أي كيري) أحد المعارضين  السوريين" هل تريدون أن نخوض حرباً مع روسيا كرمى لعيونكم"،  إذ نشرت الفورين بوليسي ماقاله تيلرسون للأمين العام للأمم المتحدة لجهة أن مصير الأسد بات بيد روسيا وأن المقصود من العمليات العسكرية ضدّ الجيش العربي السوري هو تحقيق أهداف تكتيكية محدّدة، لجهة الردع عن تنفيذ هجمات كيميائية وحماية القوات المدعومة أميركياً التي تقاتل داعش في سوريا، وليس إضعاف الحكومة السورية ولا تعزيز موقف المعارضة في المفاوصات.

ما وصفته الفورين بوليسي بتجليّات الوقت العصيب للسياسة الأميركية، وأن تصريحات تيلرسون تعكس استعداد الولايات المتحدة ترك روسيا هي التي  تقود الملف السوري،  وترمي أي أميركا الجغرافية السورية جانباً لصالح التركيز علي هزيمة داعش،   كل ذلك جاء في اعتقادنا استناداً لنقطتين رئيسيتين :

الأولي ما تم الإعلان عنه في اجتماع أستانة، لجهة إقامة مركزين لمراقبة مناطق خفض التصعيد،  روسي تركي في الشمال السوري، وروسي أميركي في الجنوب،  هو في العمق نتيجة تفاهمات روسية أميركية، حسمت موضوع القلق الإسرائيلي في الجنوب، وضمانات لتحقيق " الهدوء" في المنطقة، ومن هنا نقرأ ونفهم تصريحات ليبرمان الأكثر تطرّفاً بأنهم ليسوا بوارد أية عمليات عسكرية ضدّ الجيش السوري في الشمال ولا حتى ضدّ حماس في الجنوب.

النقطة الثانية هي في انحسار وخسارة داعش المُتنامية في الجغرافية السورية والعراقية، وتالياً يغدو التركيز الأميركي على أولوية هزيمة التنظيم،  بمنزلة سعي واضح للشراكة مع موسكو وحلفائها في حصد معادلة المنتصرين معاً.

لم تعد المعارضة السورية فقط في أسوأ حالاتها كما أعلن مؤخراً رياض حجاب منسّق الهيئة العُليا للمفاوضات، بل شارفت على نعيتها،  وهي التي عوّلت على لهيب   "جمرات" داعميها وتصريحاتهم النارية، فلا أمل من دول الخليج المُنشغلة كثيراً ببعضها هذه الأيام،  ولا رجاء مع أردوغان الذي يبيع "والديه" أمام المصالح،  ولا تعويل على  عنتريّات ترامب،  التي باتت في ميزان تيلرسون "تكتيكات" لن تُسمن ولن تغني من هزيمة.


أخبار ذات صلة