طبيب غدد : من الممكن تلافي مشكلة قصر القامة إذا أجرينا الفحوص بعمر الـ15
قال الدكتور بسام الصارم، الاختصاصي في أمراض الغدد الصم والسكري، إن مرحلة البلوغ تتميز بخصوصية لأنها تحمل تبدلات جسمية وفزيولوجية لا تصيب الانسان بأي مرحلة عمرية من مراحل العمر الأخرى، لافتا إلى أنها نقطة تحول عند الإنسان لأنه سيكتسب وظيفة جديدة هي التكاثر.
وأوضح صارم إلى أن مقاربة الأمراض في مرحلة البلوغ تختلف عنها في المراحل العمرية الأخرى.
ماذا يحدث في مرحلة البلوغ؟
يؤكد صارم أن من المهم ان نعلم ماذا يحدث في مرحلة البلوغ للإنسان عموماً، حيث تزداد سرعة الطول "النمو الطولي"وتبدأ علامات البلوغ الثانوية ( الصفات الجنسية للذكر والأنثى ).
مضيفا: بالنسبة للذكر تظهر اللحية والشارب ويكبر حجم العضلات ومن أول علامات البلوغ عند الذكر كبر حجم الخصيتين.
اما بالنسبة للأنثى فأول علامات البلوغ كبر حجم الثدي، وأول علامة بلوغ للأنثى في عمر 11سنة وأول علامة عند الذكر في عمر 13 سنة وسطياََ+/_2سنة.
يستطرد الاختصاصي في أمراض الغدد الصم "بالنسبة للصفات الثانوية الأخرى التي تظهر قبل البلوغ بسنة أو سنتين مثل شعر الإبط والعانة، فمصدرها الغدة الكظرية ولا علاقة للمحور الجنسي بظهورها ولا تدل هذه العلامات بمفردها على بداية البلوغ عند الجنسين."
ويشرح صارم محددات البلوغ قائلا "ما يحدد النمو والبلوغ الطبيعي عند الإنسان هو بالمرتبة الأولى هرمون النمو والأنسولين وهرمون الدرق، وأيضاً هناك تأثير للعوامل الوراثية وعوامل البيئة المحيطة".
تأخر البلوغ
يقول الدكتور صارم إن تأخر البلوغ من الأمراض الهامة التي تصيب مرحلة البلوغ، فعند بلوغ الانثى لعمر 13 والذكر لعمر 15 دون أن تظهر عليهما علامات البلوغ الثانوية فهذا يعني طبيا تأخر بلوغ وخاصة أن صفة قصر القامة ستكون موجودة حتماً للذكر والأنثى آنذاك.
ويؤكد صارم أنه من الضروري تدخل أخصائي غدد في هذه المرحلة.
وكشف عن أن أغلب الأهالي يراجعونه بسبب قصر قامة ابنهم أو ابنتهم في بداية الأمر وعدم ظهور أي صفات ثانوية.
ويتابع: "يتم سؤال الأهل عن القصة العائلية لأن الوراثة تلعب دورا مهما في تأخر البلوغ، بعدها نتجه للفحص السريري، ومن ثم نلجأ كأطباء درق للفحوص المتممة" وهي:
_ تحاليل الهرمونات الجنسية
_ تحاليل هرمون الغدة الدرقية
_ ايكو للحوض وهو مهم للإناث أكثر من الذكور
_تحاليل وظائف الكبد وكلى وخضاب الدم
_أشعة العمر العظمي لمعصم اليد اليسرى لتحديد إن كان العمر العظمي متوافق مع العمر السريري.
ويرى د. صارم أن كل أعضاء الجسم لها دور في البلوغ، وذكر أمثلة من قبيل:
_ اذا كان هناك مثلا سوء امتصاص بالجهاز الهضمي ستنقص المغذيات اللازمة لنمو الخلاية وبالتالي سيتأخر البلوغ.
-طفل عنده ربو" قصور تنفسي" أي لا يصل الأوكسجين كاملاً للخلايا.
-التهاب مفاصل ، لأنه لا توجد بيئة مناسبة لنمو الغضاريف ولا نمو طولي جيد.
-اذا كان هناك قصور كلوي أيضا.
ويضيف أن التوجه السريع لطبيب الغدد ضرورة، لأنه بعد عمر 15 أو 16سنة ستنغلق الغضاريف و"لن أستطيع كطبيب فعل أي شيء".
ماذا يحدد تأخر البلوغ
الاضطرابات الغدية وقصور الغدة مهم جدا للاستقلاب، و تأخر النمو.
ويقول الاختصاصي في أمراض الغدد الصم "إن كل الاضطرابات الغدية مسؤولة عن عوز الهرمونات الجنسية وبالتالي تأخر البلوغ".
مشيرا إلى أن عوز هرمونات النمو ونقصها يؤدي للقزامة، كما أن الوراثة ونقص التغذية وحالة الجنين داخل الرحم (إذا كان هناك تأخر نمو داخل الرحم يؤدي الى تأخر البلوغ في مرحلة البلوغ)، وكذلك وزن الجنين عند الولادة إذا كان صغيرا .
ويشير صارم الى أنه "بعد معرفة السبب نبدأ مرحلة العلاج، حيث نعالج السبب المؤدي لتأخر البلوغ، والبداية ومن خلال مخطط النمو، حيث ينظر لطول المريض لكي يكتسب طول قبل أن ينغلق المشاش العظمي، ونعوض النقص بالهرمونات الجنسية إن وجدت".
ويتابع: "نعوض أيضا هرمون النمو، وهذا يحدده الانحراف المعياري على المخطط و فحوص متممة خاصة بهرمون النمو،ونعوض نقص هرمون الدرق أيضا إن وجد".
يضيف صارم "عندما يعالج الطبيب تأخر البلوغ يجب أن يهتم بأمرين أساسيين الطول والصفات الجنسية الثانوية".
ويعتبر أن "تعويض الهرمونات الجنسية ضرورة، ولكن هناك طريقة ونسب معينة وتواتر معين لكي لا ينغلق المشاش العظمي ويتوقف الطول مع أن الطبيب مضطر لأعطاء الهرمونات الجنسية في النهاية ولو على حساب الطول ليحدث البلوغ، وهو بالنسبة للذكور هرمون التستسترون وبالنسبة للإناث هرمون الاستروجين".
هاشتاغ