الطفولة المهزومة..الى متى؟؟ مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل قيد الانتظار!!
لم تعد الطفولة في سورية مرحلة «سامية» عند البعض، فمنذ نحو سبع سنوات بدأ المجتمع السوري يفقد الطفولة النقية بحدها الأسمى، إذ إن نسبة كبيرة من الأطفال كبروا قبل أوانهم، وتركوا مقاعد دراستهم متجهين لـ«أعمال حرة» كما يطلق عليها بعض الصبية الصغار في محافظة اللاذقية.
فلم يكن يعلم حميد أنه سيكبر بين إطارات السيارات عندما ترك مدرسته في حلب وجاء مع عائلته إلى الساحل السوري بعد أن دخل تنظيم داعش لقريتهم وهجرهم منها قبل نحو ثلاث سنوات ونصف السنة، فيمسك حميد منفاخ الهواء ليملأ إطارات المارة في أحد شوارع اللاذقية ليكون مساعداً لوالدته في إعالة إخوته الثلاثة.
وعندما يتحدث حميد كما غيره من العشرات إن لم نقل مئات الأطفال في اللاذقية يقول بأنه رغم دخله الشحيح الذي لا يتجاوز 15 ألف ليرة شهرياً إلا أنه «نعمة كريم» كما ذكر لـ«الوطن» مبيناً أنه «أحسن من لا شيء».
وفي ظل الأزمة تضاعفت نسب تشغيل الأطفال في الورش والمحال وخاصة الصناعية منها، حيث يعتمد أصحابها على الأطفال الذكور لتسيير أعمال بأبخس الأثمان ما يعد استغلالاً للطفولة التي ستضيع نهائياً ما دامت لم تظهر أي جهة رسمية لحمايتها عبر إحداث دور للأطفال المشردين في ظل هذه الحرب.
ويؤكد مصدر في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل لـ«الوطن» أن فكرة إحداث مركز لإيواء الأطفال المشردين قائمة بانتظار تبنيها من الوزارة أو من المجتمع الأهلي والجمعيات الخيرية.
وحول عمل المديرية للحد من ظاهرة عمالة الأطفال، أكد المصدر قيام مفتشين متخصصين من المديرية بجولات ميدانية على أصحاب العمل لمراقبة عدة أمور منها تشغيل الأحداث، وفي حال ضبط أي منها يتم تغريم صاحب العمل بعقوبات مالية وتصل في بعض الأحيان لإغلاق المحال وتحويلهم إلى القضاء.
وبيّن المصدر أن ظاهرة عمالة الأطفال واستغلالهم من الناحية المادية تضاعفت خلال الأزمة عما قبلها في ظل ازدياد عدد الأطفال المشردين بفعل الهجرة الداخلية، مشيراً إلى عدم وجود أي جهة ترعاهم لإعادتهم إلى مكانهم الطبيعي – مدارسهم- حتى الآن!
الوطن