القتل بقصد السرقة والتشليح .. هل يعود مسلسل الخطف إلى حمص من باب “الحاجة” ؟
تزايدت في الآونة الأخيرة حوادث الخطف والقتل و”التشليح” في محافظة حمص، ما أثار القلق والخوف لدى سكانها من عودة مسلسل الخطف إلى الواجهة، وهم الذين عرفوه جيداً خلال السنوات الأولى من عمر الحرب.
حيث بدأت عمليات الخطف والقتل في حمص منذ عام 2011 في الأسابيع والأشهر الاولى منها، بحسب تأكيد مصدر في شرطة حمص لتلفزيون الخبر وفق الضبوط الموثقة لديه.
ويرد بعض المتابعين والمواطنين حدوثها آنذاك، لانقسام المدينة كما الريف إلى قسمين، موال ومعارض، أو كما اندرجت التسميات حينها بين “مؤيد ومندس”، ” شبيح وإرهابي”، كما يعرفها الجميع.
وكان تم العثور على جثة منصف الحسن (في العقد السادس من العمر) مقتولاً في منطقة الرقامة بريف حمص الشرقي مساء السبت،بعد أن فُقد الإتصال معه خلال عمله على سيارته العمومية وهي من نوع “سابا” حيث عثر عليها في حي الورود بمدينة حمص.
حيث ألقت الجهات المختصة القبض على شخصين، في أقل من 24 ساعة، قاما بارتكاب جريمة قتله بقصد السرقة، كما أفاد مقربون من المتوفى، حيث وجدت السيارة بدون بطاريتها وإفراغ خزان الوقود من البنزين، ما يؤكد أن الدافع الأول للخطف والقتل هو السرقة.
أما في ريف حمص الغربي، عثر خلال الشهر الفائت، على جثة لرجل على طريق عام حمص طرطوس قرب جسر الزارة بريف تلكلخ، وتبين أن سبب الوفاة يعود لوجود عدة طعنات بسكين في أماكن مختلفة من جسم الضحية.
وتبين لاحقا أن الجثة تعود للشاب (ر. م) وهو في العقد الرابع من العمر، من قرية شنبوطين التابعة لحرف المسيترة في القرداحة بريف اللاذقية، و يعمل على تكسي عامة، وكان فقد الاتصال معه ليلا أثناء توصيله لمجهولين من كراج جبلة إلى مدينة حمص.
وأشار حينها مصدر من المشفى لتلفزيون الخبر أن” الجريمة وقعت بهدف السرقة والسلب، حيث تم العثور على جثة الرجل مرمية ومطعونة قرب الجسر دون وجود سيارة التاكسي التي يعمل عليها”.
وفي الريف الجنوبي لحمص، عثر على جثة متفسخة لشاب يبلغ من العمر 18 عاما مقتول طعنا في غابة الصنوبر بريف حمص الجنوبي قرب طريق عام حمص دمشق، حيث استطاعت الجهات المختصة في وقت لاحق إلقاء القبض على شخصين قاما بقتله بهدف سرقة دراجته النارية.
يقول أبو احمد وهو رجل ستيني من حي الزهراء لتلفزيون الخبر أن” ما مزق المدينة جغرافيا وديموغرافيا بداية الحرب، هو الخطف والخطف المضاد، مع انقسام الأحياء وتشكل خطوط تماس بينها، مع قيام” معارضين” بخطف” موالين” للمقايضة على معتقلين، وحصول الأمر نفسه من الطرف الآخر لرد المخطوفين”.
وأضاف “مع نهاية الحرب، وعودة الحياة إلى المحافظة، لم يعد التقسيم هو سبب الخطف والقتل، بل الكسب المادي، وطلب مبالغ مالية كبيرة في بعض الأحيان، حيث أصبح الأمر ” موضة” لا نرغب بانتشارها في شوارعنا أبدا”.
بالمقابل، يرى البعض أن انهيار العملة وتراجع الاقتصاد بشكل كبير بعد انتهاء الحرب، كان له الدور الأول بحصول حالات الخطف كما السرقة وطلب الفدية من أهالي المخطوفين في المحافظة.
يقول مازن وهو صاحب محل تجاري في حي السبيل لتلفزيون الخبر” أعلم أن الفقر ليس مبررا للقتل والخطف بأي شكل من الأشكال، لكن لا يمكن أن نتجاهل كونه سببا قوياً للقيام بذلك، كما يقوم البعض بقطع الاشجار وتجميع البلاستيك والبحث في حاويات القمامة، فالفقر لا يرحم وقد يدفعك للقيام بأشياء غير مقبولة”.
يشار إلى أن وزارة الداخلية ذكرت عبر حسابها الرسمي على فيسبوك أن عناصر فرع الأمن الجنائي بحمص تمكنت من إلقاء القبض على العصابة التي كانت ترتكب أغلب عمليات السرقة بالمدينة.
وبحسب البيان ” بالتحقيق مع المقبوض عليهم، اعترفوا بقيامهم بسرقة السيارات ومحتوياتها وسرقة الدراجات النارية من المنازل والطرقات وسرقة المحال التجارية والأبنية الحكومية وبيعها لقاء المنفعة المادية”.
تلفزيون الخبر