فقط في سوريا.. الكابلات الكهربائية تحت مرمى ”التعفيش” للحصول على النحاس
لا تبخل الحرب على سوريا بويلاتها على الناس، قتل، تشريد، تكفير، تعفيش، ومصطلحات لا تنتهي لغوياً، دفع المواطن السوري، ودولته، أثمانا باهظة، جعلته في صراع اليوم مع لقمة العيش، ودقائق الكهرباء القليلة .
و”التعفيش”، مصطلح محدث، في اللهجة السورية الغنية بمفرداتها، والتي تتأقلم حد الألم مع كل ما هو طارئ، ومعناها في اللغة، السرقة.
ومع جنوح الحرب إلى نهايتها، وانقطاع مصدر “التعفيش”، والذي ازدهر نتيجة الحرب والمعارك، وخلو المنازل من أهلها، هربا من الموت، كان لا بد من البحث عن أبواب جديدة للسرقة.
الدولة، هي الهدف، وممتلكاتها العامة، ونتيجة انعدام الضمير لدى “المعفشين”، فهم جاهزون دائما وعلى قولة المثل العربي “يبخشون ظرفا للحصول على لحسة” .
ومع ارتفاع الأسعار، وتجاوز كيلو النحاس حد العشر آلاف ليرة سورية، كانت الأكبال الكهربائية هي الهدف، يسرقونها، يحرقونها، ثم يبيعونها، علماً أنها تكلف الدولة عشرات أضعاف ما يحصل عليه هؤلاء السارقون.
يكشف مصدر في قيادة شرطة اللاذقية لتلفزيون الخبر أن “أغلب المطلوبين ممن يتم إلقاء القبض عليهم بجرم سرقة الأكبال الكهربائية، يقرون بأن الحصول على مادة النحاس هو السبب الرئيسي للسرقة.”
ويضيف المصدر “حسب اعترافاتهم فإنهم يحصلون على مادة النحاس ويقومون بصهرها ومن ثم بيعها بالكيلو غرام، وقد وصل سعر الكيلو الواحد من النحاس حوالي 12 ألف ليرة سورية”.
ومن جانبه، يشرح المهندس علي جابر العاصي عضو هيئة فرع نقابة المهندسين في اللاذقية لتلفزيون الخبر ”يستخدم النحاس كمادة ناقلة في معظم الأكبال الكهربائية، ويعتبر من أشد المعادن توصيلاَ للكهرباء بعد الفضة، وأصبح غالي الثمن.”
ويضيف “تستخدم كابلات التوتر العالي لنقل الكهرباء من المصدر إلى المناطق والمدن وغالباَ ما تستخدم الكابلات ثلاثية القلب (لخفض التكاليف وتخفيض قيمة هبوط الجهد)، ويتكون الكابل من المادة الناقلة للتيار الكهربائي، ومادة عازلة للكهرباء تحيط بالأسلاك” .
ويوضح المهندس أن “مكونات الأمراس غالية الثمن بسبب قلة وجودها في الأسواق، فطبقة التسليح التي تتكون من أسلاك الفولاذ أو أشرطة معدنية ومواد الحشوة التي تتكون من خيش وورق وتوضع بين طبقة التسليح وطبقة الغلاف، والغطاء الواقي المكون عادة من المطاط.”
وينشر تلفزيون الخبر، بين فترة وأخرى أخباراً عن قيام عصابات “مجهولة” بسرقة أكبال الكهرباء، في طرطوس وحلب وحمص وريف دمشق، وغيرها.
الخبر