رمضان في زمن الكورونا زكوان قريط : اقتراح منحة 50 الف على البطاقة الذكية

الصائمون ما بين الحجر المنزلي وغلاء المعيشة وقلة الترفيه والخدمات

صاحبة_الجلالة _ ماهر_عثمان

مع حلول شهر رمضان الفضيل تدور أسئلة كثيرة في مخيلة الجميع نظرا لتزامن شهر الصيام مع جائحة صحية خطيرة تسببها وباء فيروس كورونا المستجد، ومنها هل سيغير المسلمون عاداتهم ويتنازلون عن بعض تقاليدهم خلال هذا الشهر المبارك..؟ .. وكيف سيتعاطى المواطنون مع الوضع الجديد في ظل الاجراءات الاحترازية التي أصدرتها الحكومة للوقاية من وباء كوفيد 19..؟.. وهل سيغيرون سلوكهم فيما يتعلق باللقاءات والتجمعات وعادات التسوق..؟

من الناحية الاجتماعية فمن المؤكد ستتأثر العادات والتقاليد الإجتماعية المرتبطة بهذا الشهر وذلك بسبب الالتزام بتدابير الحجر الصحي المنزلي والبعد الاجتماعي حيث ستغيب مظاهر الاحتفالات في الشوارع التي تزدحم عادة بالناس في الأسواق لشراء لوزام رمضان وستقتصر موائد رمضان على أفراد الأسرة الصغيرة فقط وستلغى الزيارات.

أما دينيا خلال شهر الصيام الذي ينتظره المسلمون بشوق من أجل إحياء شعائره وإضفاء أجواء روحية يمتاز بها عن غيره من الأوقات في السنة فيرجح أن يتم إلغاء صلاة التراويح مساء وأن يمدد وقف صلاة الجمعة والجماعة وأن تلغى موائد الرحمن التي كان يجد الفقير فيها ملاذاً للهرب من الجوع والحاجة.

وبالحديث عن الفقير نرى أنفسنا مضطرين للتطرق إلى ارتفاع الأسعار الجنوني الذي يهيمن على الأسواق حيث بات أصحاب الدخل المحدود واصحاب المهن الصغيرة التي توقفت بسبب الاجراءات الاحترازية والاغلاق في حيرة من تدبير أمور حياتهم المعيشية بشكل يومي في ظل سباق ماراتوني للأسعار حيث لحقت الخضار باللحوم وسبقت الخضار الفواكه واختلط الحابل بالنابل وسط انعدام للقدرة الشرائية وغياب القدرة على ضبط هذا الفلتان وتوقعات لأكاديميين وخبراء اقتصاد بارتفاعات في بعض السلع الأساسية المستوردة خلال رمضان بنسبة قد تصل إلى 30 بالمئة.

وباعتبار أن الحجر المنزلي يتطلب الكثير من وسائل التسلية كي لا يشعر المواطن بالوقت حيث تزداد تلك الحاجة في شهر رمضان لمشاهدة الأعمال التلفزيونية والبرامج الرمضانية الجديدة..فإن هذا العام ولسوء الحظ لن يكون كذلك لأن أـزمة كورونا انعكست على شاشات التلفزيون حيث أعلنت الكثير من دور الإنتاج الفني وقف تصوير العديد من المسلسلات والبرامج فيما الذي تم الانتهاء من تصويره قبل الجائحة سيتحكم التقنين الكهربائي بمشاهدته من عدمه.. ناهيك عن الضعف الشديد الذي تعانيه الشبكة العنكبوتية في سورية ولاسيما بعد تطبيق نظام الباقات ما يجعل وسائل التواصل الاجتماعي أيضا غير متاحة.

أما صحيا فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية عددا من الإرشادات المتعلقة بصيام شهر رمضان والمناسك المتعلقة به بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا في العالم حيث أكدت على أهمية تناول وجبة غنية بالألياف والفيتامينات والمغذيات لتزويد الجسم بالطاقة والألياف وتقوية المناعة..لكن في ظل الغلاء المستشري..هل سيستطيع الصائمون تأمين ذلك.

الخبير الاقتصادي الدكتور زكوان قريط بين أنه أمام المواطنين حلان الأول التوجه نحو الاستدانة وهذا أمر صعب أو أن تقوم الحكومة بصرف منحة خاصة مقدارها /50/ ألف ليرة سورية لجميع المواطنين وذلك من خلال وضع رصيد هذا المبلغ على البطاقة الذكية بحيث يمكن للمواطنين صرفها مواد غذائية وغيرها مباشرة من صالات المؤسسة السورية للتجارة على ان تمنح شهرا آخر في حال استمرار أزمة كورونا علما ان الحكومة تستطيع الحصول على مساعدات في هذا الإطار من المنظمات الدولية بحيث تكون هذه المنح على عاتق تلك المنظمات الدولية.