مغتربون من السويداء... اصبحوا اكثر كرما مع كورونا المحامي المتطوع : لاحظنا الفقر يزيد يوما بعد يوم

صاحبة_الجلالة - ضياء الصحناوي

في ظل الأوضاع المتردية لغالبية العائلات الجبلية، جاءت الحلول الإسعافية من الخارج؛ ليحمل المغتربون مرة جديدة تبعات البطالة والحجر الصحي، وتوقف الحركة الاقتصادية، فكان العلاج المؤقت لدرء الخطر من الجوع والعوز.

وفيما كانت التجاذبات والخلافات والانقسامات مستمرة حول موضوع التبرعات الآتية من الخارج؛ كانت الجمعيات الخيرية بحالة استنفار كامل خلال هذه الفترة؛ حيث تصاعدت التبرعات المادية بشكل كبير، حملت معها الكثير من التراحم وصلة القربى والتعاضد في محافظة شهدت الكثير من الوجع والأحزان والانقسامات خلال السنوات الماضية.

والملفت للنظر في بعض القرى أن صناديق الوقف فتحت لأول مرة أمام الأهالي للإعاثة بعد أن كانت مقتصرة على عدد قليل من الفقراء واليتامى، وقد ظهر ذلك على سبيل المثال في قرية قيصما الجنوبية التي قام مسؤولي صندوق الوقف بشراء حصص غذائية لكامل أفراد القرية بلا استثناء.

وقامت غالبية الجمعيات الخيرية باستنفار متطوعيها بتوزيع السلل الغذائية وسلل المعقمات على المنازل مع ملاحظة أن التوزيع كان ضمن نطاق جغرافي ضيق حيث قال عصام مراد عضو جمعية شهبا الخيرية؛ وهي من أهم الجمعيات في المحافظة أن التوزيع تم في المدينة فقط نظراً لازدياد الحاجة وعدم القدرة على تغطية الحالات في المنطقة، وأضاف لصاحبة الجلالة أنهم قاموا بحصر الحالات والتعاون مع باقي الجهات التي تقدم المعونات لتنظيم المساعدات، ووزعوا في المرحلة الأولى 141 سلة منظفات ومعقمات وعشرة آلاف ليرة مع كل سلة، وهم يستعدون لإطلاق المرحلة الثانية.

كما قامت جمعية الجنينة الخيرية بتوزيع 240 سلة غذائية على أكثر من ثلث العائلات في بلدة الجنينة.

وقام مجلس مدينة شهبا بالتعاون مع عدد من الداعمين في المدينة بتوزيع 101 سلة غذائية مع مبلغ محدد من المال تكفي الأسرة لما يقارب العشرين يوماً، في مبادرة هي الأولى من هذا النوع للمجلس الذي يعاني أساساً من شح في الموارد المالية، وهو منذ أسبوعين تقريباً يشرف على بيع الخضار والفاكهة التي يجلبها داعم مادي بسعر الجملة ودون مرابح؛ حيث لاقت هذه الخطوة الكثير من الارتياح ووفرت الكثير على الأهالي.

وتابع نشطاء المحافظة عملهم بالتواصل مع المغتربين الذين أرسلوا عشرات الملايين السورية لتتحول إلى سلل غذائية ومنظفات في محاولة لسد احتياجات الفقراء المتزايدة، فيما ظهرت مبادرات عديدة من مغتربين فضلوا عدم ذكر أسمائهم، وقاموا بإرسال المال إلى جهات موثوقة لدعم الناس والجمعيات الخيرية.

وقال المحامي دريد دنون الذي أشرف على توزيع عدد من السلل الغذائية في منطقة شهبا أن الملاحظة الأساسية التي استنتجها عند البحث عن المستحقين تتلخص بأن الفقر والحاجة تتزايد كل يوم، وغالبية البيوت باتت بحاجة ماسة للمساعدة.

وفي نفس السياق قام أحد شبان بلدة سليم بتوضيب سلل غذائية متنوعة وتوزيعها على المحتاجين في المحافظة بدلاً من قيامه بحفل افتتاح معمله الخاص المتخصص بإنتاج الأعلاف.

وأكد عدد من أهالي البلدة أن خلدون النجاد قام بهذه المبادرة بعد دخول البلاد في الحجر الصحي حيث بلغت قيمة السلل الغذائية مليوني ليرة معتبراً أن أي عمل آخر الآن يجب أن يخصص للمحتاجين.
وكانت مؤسسة "الكرامة" الخيرية التي يمولها رجل الأعمال المغترب مفيد كرامة تطلق مبادرات عدة باتجاه الفقراء والمحتاجين، وتوزع السلل الغذائية والمعقمات على عدد كبير من البيوت.

وتساءل الكثيرون عن دور الحكومة وفريقها الاقتصادي الذين لم يشعروا المواطن بأنهم حاضرون سوى بالاجتماعات الطويلة التي لم تسمن حتى اللحظة عن أي قرار من شأنه درء الجوع والحاجة وسط غلاء فاحش في كل متطلبات الحياة.