الفساد في سورية.. والشوكولا في سويسرا تزامنا مع اليوم الدولي لمكافحة الفساد.. هل سيبقى برنامج مكافحة الفساد أسيرا على الورق..؟
صاحبة الجلالة _ وسام النمر بعيداً عن البلاد الأوربية المتقدمة في مجال الروبرت والاتصالات وعالم السيارات والفضاء، ثمة دولة فقيرة جداً في مورد ما تميزت به وهو زراعة "الكاكاو" (المادة الأساسية في صناعة الشوكولا) لكنها البلد الأول في تصدير الشوكولا للعالم أجمع, إنها سويسرا وكلنا نعلم أن الشوكولا السويسرية من أشهر وألذّ أصناف الشوكولا في العالم .. ومن جانب آخر؛ وفقاً لتصنيف منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية العالمية, فالشعب الدانماركي عدد سكانه خمسة ملايين فقط ويُطعم من المواد الغذائية 50 مليون إنسان في العالم، وترى بعض البلدان عددهم خمسين مليوناً يستوردون موادهم الأساسية ! فمن العجب العجيب أن تكون البلاد العربية مليئة بالموارد التي تُحسد عليها لكن التقدم والتطور بات موجوداً فقط في أحلام الشعب ! علاوةً على ذلك لو أن الفساد استشرى في المثالين "سويسرا والدانمارك" لانضمتا فوراً لجامعة الدول العربية قطعاً، ولعل عدم التفات هذين الشعبين للخلافات التاريخية والدينية أو الفكرية التي من شأنها هدر الجهد والوقت بلا فائدة إضافة لوطنيتهم جعل الفساد خارج ملعبهم .. وفي المقابل وحسب إحصائية الأمم المتحدة التي نشرتها على موقعها الرسمي بمناسبة 9 كانون الأول "اليوم الدولي لمكافحة الفساد" : فإن كل عام تصل قيمة "الرشوة" إلى تريليون دولار، فيما تصل قيمة المبالغ المسروقة بطريق الفساد إلى ما يزيد عن ترليونين ونصف دولار- وهذا مبلغ يساوي خمسة في المئة من الناتج المحلي العالمي، لكن لم نعرف ما الحصة العربية من هذه الإحصائية .. هل تظنون أنه من الممكن أن تصل إلى 90% ؟ أما في البلدان النامية بحسب ما يشير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقدر قيمة الفاقد بسبب الفساد بعشرة أضعاف إجمالي مبالغ المساعدة الإنمائية المقدمة، أيضاً في هذا العام أقام مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي شراكة عالمية تركز على كيفية تأثير الفساد على التعليم والصحة والعدالة والديمقراطية والازدهار والتنمية. وتركز الحملة الدولية المشتركة لعام 2017 على الفساد باعتباره أحد أكبر العوائق أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما أن الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والإعلام والمواطنين في جميع أنحاء العالم يتضامنون لمكافحة هذه الجريمة ويحتل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة موقع الصدارة فيما يخص هذه الجهود.