ماذا لو فكرتِ فى رجل آخر وانت متزوجة!
رسلت إلي رسائل كثيرة من نساء متزوجات، يشكون إلي أنهن يفكرّن فى أشخاص آخرين غير أزواجهم، سواء كان هذا التفكير تفكيرًا عابرًا ينتهى بمجرد انتهاء اللقاء مع هذا الشخص، أو يستمر لعدة أيام وربما أسابيع، وأحيانًا شهور وسنين، أحيانًا لا يتطور الوضع لأكثر من تفكير، وأحيانًا يصل إلى مراحل أعمق من ذلك، والشىء المشترك فى جميع الحالات هو الشعور بالذنب تجاه الزوج بمجرد التفكير فى الرجل الآخ
لن أتحدث عن حالة الزوجة التى تعاني، التى يهملها زوجها جسديًا وروحيًا، فتبحث عن مصدر آخر لإشباع ذلك – وإن كنت لا أبرر ذلك، ولن أتطرق للتحدث فيه الآن – ولكننى سأتحدث عن ما يشغل بال النساء الأخريات التى تزوجنّ عن حب، ويكدنّ أن يفقدنّ عقولهن لحدوث ذلك، متسائلات: كيف يمكن لى أن أحب زوجى وأتزوجه عن حب ومازلت أعيش معه أحلى الأيام وأفكر فى رجل آخر! فزوجى رجل جميل بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لا يمّل من تدليلى وحبى، وإشباعى جسديًا وروحيًا، فلو يقدر على الإتيان بنجوم السماء والقمر لإرضائى لأتى بها إلىَ.
تقول إحداهن: «عمرى ما حكيت لحد الموضوع ده، بس ساعات فى الشغل، بحس إن فيه ناس عاوزين يتقربوا مني، وباتخيل لو رجع بيا الزمن ومكنتش متزوجة، هيكونوا عاوزين يتجوزونى ولا لأ؟»
وتقول الأخرى: «ساعات لما حد يبدى غعجابه بيا، باقعد أفكر في كلامه حتى بعد ما أرجع البيت، وبقارن بينه وبين جوزى».
وتقول أخرى: «أنا ما اعرفش ازاى بييجى في بالى الموضوع ده، وممكن يوصل انى أتخيل انى اتجوزت الشخص التانى، بس سرعان ما بأكد لنفسى تانى إنى فعلًا، مقدرش أعيش من غير جوزى وإنى باحبه أوى».
فقررت أن أكتب استنتاجاتى وهى كالآتى:
– إنه دائمًا ما ينظر الإنسان إلى الناقص حتى لو معه الكثير جدًا، يهمل المميزات الكثيرة ويدقق فى النواقص والعيوب، حتى لو كانت مقبولة بالنسبة له.
-دائمًا ما يوسوس الشيطان للإنسان للإضرار بمصلحته، يجعله يتخيل أنه سيسعد بفقد الأجمل الذى يملكه، واكتساب ما هو أقل منه بكثير.
-دائمًا ما تخدع الإنسان نفسه، تجعله ينظر للكمال مع الشخص الآخر، فى حين أن الكمال مع أى شخص شىء مستحيل.
إذن ما هو الحل؟
يجب أن تفكرى فى أسباب المشكلة وتحددى إذا ما كنت تعانين من نقص حقيقي، يجعلك ذلك تريدين أن تنفصلي عن زوجك وتختاري حياة أخرى، أم إنك تريدين أن تكملى إلى جانبه بقية عمرك، وترين أنه أنسب إنسان لك، وأنك لا يمكن أن تستغنى عنه.
إليك بعد النصائح إذا ما كنت تحبين زوجك بالفعل، وتريدين الإبقاء عليه:
* لا تحاولى أن تعظمى هذا الأمر فى عقلك، فدعيه يأتى ويذهب ويمر دون كثرة التفكير فيه.
* لا تتحدثى بهذا الأمر مع أحد أن كنت تريدين أن تقتليه فى عقلك بالفعل.
* حاولى أن تنظرى إلى مميزات زوجك وحاولى أن تعدديها، وتخيلى أنك خسرتها وخسرته للأبد إذا تطور هذا التفكير.
* من الممكن أن يكون الأمر يرجع إلى أنك تتصفين بعدم الرضا، فحاولى أن تقرئى وتستمعى كثيرًا عن الرضا.
حاولى أن تجددى الكثير بينك و بين زوجك، أشعلوا نار الحب كما كانت فى أول أيامكم.
*اعلمى أنك المتحكمة فى تفكيرك، متحكمة فى حياتك، فلا تجعلى أفكارًا من الممكن وأدها أن تدمر حياتك الزوجية.
*تخيلى ماذا لو فقدت زوجك، هذا سيجعلك تشعرين بقيمته ويذكرك أنه ليس بالضرورى أن نفقد الأشياء حتى نشعر بقيمتها.
* تخيلى ماذا لو حدث هذا الأمر بزوجك، هل ستكونين سعيدة؟! و ماذا ستتمنين أن يفعل هو؟!
وأخيرًا: يجب أن تفكرى جيدًا، ولا تتجاهلى معتقداتك الدينية وإيمانك بمبادئك وأحلامك.
وكالات