بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

رد فعل "الجزيرة" على اتهامها بفبركة "هجمة كيمياوية"

الخميس 11-05-2017 - نشر 8 سنة - 6641 قراءة

تطرقت صحيفة "فزغلياد" إلى رد فعل "الجزيرة" الحاد على اتهامها بفبركة "هجمة كيمياوية" جديدة في إدلب؛ مشيرة إلى إنه اعتراف صريح منها بنجاحات وسائل الإعلام الروسية.

جاء في المقال:

الأخبار، التي نشرتها وسائل إعلام روسية عن ضلوع قناة "الجزيرة" القطرية بتلفيق مشاهد "هجمة كيميائية" جديدة في سوريا، أثارت رد فعل حادا للغاية من قبل القناة. وانتقلت الحرب الإعلامية إلى مرحلة جديدة، حيث أصبحت المؤسسات الإعلامية تواجه بعضها بعضا بشكل سافر.

ومع أن روسيا تستوعب وبنجاح التقنيات الإعلامية العصرية، فإنه لا يزال أمامها الكثير مما يجب أن تتعلمه، وخاصة أن النزاع في سوريا خرج بالحروب الإعلامية إلى مستوى جديد، حيث المشادة المتصاعدة بين راديو "سبوتنيك" وقناة "الجزيرة" مثلا تستعرض دوامة جديدة من الصدام الإعلامي.

والخطوط العامة للأحداث بالعموم معروفة.

فالهجمة الكيمياوية في خان شيخون، مطلع شهر أبريل/نيسان الماضي، كانت سببا لشن حملة جديدة من الاتهامات القاسية ضد بشار الأسد من جانب الغرب، وكذلك ذريعة لضربة صاروخية أمريكية مكثفة ضد قاعدة "الشعيرات" الجوية في سوريا. وصور الفيديو لما حدث في خان شيخون، عرضتها منظمة "الخوذ البيضاء"، التي ينظر الغرب إليها كبنية محترمة تفضح جرائم النظام السوري، رغم انكشاف أمرها غير مرة في فبركة المشاهد الكاذبة.

من جانبها، وصفت موسكو الأحداث في خان شيخون بأنها استفزاز يحمل مواصفات التلفيق. وأكد رئيس الوفد الروسي في محادثات أستانا ألكسندر لافرينتيف أن لدى روسيا الأدلة القاطعة على ذلك.

وبعد شهر من ذلك، في يوم 4 مايو/أيار نقلت وسيلتا الإعلام الروسيتان – ريا "نوفوستي" وإذاعة "سبوتنيك" التابعة لها عن مصدر عسكري–دبلوماسي أن مراسلين مستقلين لقناة "الجزيرة" يقومون بفبركة لقطات لاستخدام جديد مزعوم للجيش السوري للسلاح الكيمياوي.

وأكد المصدر أن تسريب الفيديو المفبرك إلى الشبكات الاجتماعية يجب أن يتم في الأيام المقبلة.

كما أشار المصدر إلى أن تصوير الفيديو جرى في منطقة سراقب، أريحا، جسر الشغور (محافظة إدلب). وشاركت في تصويره حوالي 30 من سيارات الإسعاف وإطفاء الحرائق، فضلا عن 70 شخصا من السكان المحليين مع أطفالهم، الذين جرى جلبهم من مخيمات اللاجئين.

ومن أجل إضفاء الطابع الواقعي على الحدث المفبرك جرت عملية التقاط صور المشاهد بواسطة الهواتف المحمولة ومن زوايا مختلفة، مع استخدام مروحيات التصوير المسيرة عن بعد (كوادرو كوبتر).

وقد أثار الكشف عن هذه المعلومات رد فعل "الجزيرة" القطرية الحاد، والتي بدورها اتهمت "وكالة" سبوتنيك بالكذب، ووصفتها بأنها "مجرد أداة للدعاية تنشر أخبارا موهومة ومن دون أي خجل".

ورفضت "الجزيرة" بشكل قاطع الاتهام الموجه إليها بالضلوع في فبركة "هجوم كيمياوي" جديد للجيش السوري، وطالبت بتقديم الأدلة وهددت بمقاضاة وسائل الإعلام الروسية.

وعلاوة على ذلك، قالت قناة "الجزيرة" إنه "في حال حدوث هجمة كيميائية كما جاء في مقال "سبوتنيك"، فسيتم التعامل مع وكالة "سبوتنيك" كشريك في هذه المؤامرة".

ومن الواضح أن هذه المواجهة الإعلامية تعكس مستوى الضراوة، التي وصلت إليها الأزمة السورية، وكذلك عموم عملية التحول الجيوسياسي الوقت الراهن.

غير أن الوضع برمته بين "سبوتنيك" و"الجزيرة" يرتبط، في غالب التقديرات، بالانعطاف، الذي حدث في مفاوضات "أستانا"، والذي بنتيجته باتت بعض القوى، ذات المصلحة في الأزمة السورية، تخشى واقعيا أن تبقى، أو هي بقيت من دون أي شيء. وبناء عليه، من الممكن بسهولة التكهن بالخطوات اللاحقة، التي سيتخذونها من أجل إحباط تنفيذ الاتفاقات.

وفي الوقت نفسه، من المهم أيضا الإشارة الى أن "الجزيرة" أكدت بنفسها أنها "عادة لا تعلق على منشورات الوكالات الأخرى"، ولكن هذه الحالة كانت "استثنائية"، برأيها. ومن نافلة القول التذكير بأن "الجزيرة" القطرية وعلى مدى سنوات طويلة من العمل قد اتُهمت بمشاركتها في مؤامرات ليست فقط شبيهة بذلك.

لكن أسباب هذه "الاستثنائية" تكمن في حقيقة أن مساعي موسكو لتعزيز مواقعها لتقديم وجهة نظرها عبر قناتيها الإعلاميتين – "آر تي"، "سبوتنيك"، وكذلك تعليقات الممثلين الرسميين لوزارة الدفاع، وزارة الخارجية، ونشر الحسابات الرسمية على شبكات التواصل الاجتماعي - أصبحت أكثر تمييزا ونجاحا، وتدريجيا أصبحت تخترق جدار الصمت الإعلامي.

وقد قدمت وكالة "سبوتنيك" الإخبارية معلومات حول محاولة تلفيق هجمة كيميائية جديدة في إدلب. وبقدر ما كان لذلك من أصداء واسعة وكبيرة، وعلى المستوى الدولي، لم تستطيع "الجزيرة" تجاهله كما اعتادت عليه. وهنا من الممكن تقييم رد فعلها الحاد كاعتراف واضح في نجاح "القوات الإعلامية" الروسية.

من جانب آخر، لا يزال هناك الكثير، الذي يجب على روسيا أن تتعلمه من نظرائها الغربيين.

فعلى سبيل المثال وحول طلب "الجزيرة" تقديم الأدلة على التهم الموجهة إليها، كان من المفيد أن يجيب الممثل الإعلامي لوزارة الدفاع أو الخارجية الروسية بأن لدى موسكو أدلة قاطعة حول مشاركة القناة القطرية في السيناريو المذكور، ولكن هذه المعلومات تحمل طابعا سريا للغاية، ولا يمكن الكشف عنها في الوقت الراهن.


أخبار ذات صلة