نادي الزوجات النكديات
لا شيء سيئاً يسبب الكثير من الألم ويولّد الإحباط ويذيقك مرارة البؤس مثل الارتباط بزوجة نكدية، كل الأمور الأخرى، مثل المرض والفقر والسجن، يمكن تحملها والصبر عليها، الحياة مع الزوجة النكدية أشبه بدخول سرداب مظلم رطب خانق، يضيق كلما تقدمت في العمر حتى يضمك ضمة تتهشم منها عظام مفاصلك، وتتكسر ضلوعك ثم تنغرز في قلبك وتفتت كبدك وطحالك.
يكرر الأزواج ادعاءهم بأنهم اختاروا البقاء مع الزوجة «النفسية» من أجل الأطفال، أو لأنهم يقدرون العشرة، كل هذه التبريرات هي هباء لا محل لها من الإعراب، كل ما في الأمر أنهم ماضون في زيجاتهم لأنهم محطمون نفسياً، مهزومون من الداخل، أو لأنهم استمرأوا العذاب، فأصيبوا بنوع حاد من المازوخية.
ينصح البعض بالزواج من الثانية للتخلص من كآبة العيش مع الأولى، هذا الحل أشبه بتمني الإصابة بمرض سرطان البنكرياس، المسمى بالقاتل السريع، للتسلي عنه بمرض سرطان الدم الذي يحتاج سنوات أطول لقتلك.
الأزواج اللامبالون هم وحدهم الناجون من سرداب العذاب اليومي، ولتكون منهم يتعين عليك أولاً أن تكون سطحياً لا تملك رأياً، وتتصف بالبرود الدائم، يضاف لهذا نرجسية عالية، أما لو كنت مستقلاً ذا رأي، وعزيز نفس، فستؤول بك الحال لحال الكاتب العظيم، ليو تولستوي، الذي هرب من زوجته «صوفي»، بعد أن كتب لها قائلاً: «لقد غدا وضعي في هذا البيت غير محتمل يا صوفي، وقد طال صبري على هذا! وما أنشده هو عالم من السكون والوحدة، أريد قضاء الأيام المتبقية لي من العمر في سلام.. أرجوك يا صوفي لا تحاولي البحث عن مكاني الذي سأذهب إليه».
سئل أبوالقاسم الشابي عن كل قصائد الحب التي كتبها إن كانت من وحي واقع تجربته الزوجية، فأجاب ضاحكاً بأن قصائده محض خيال! وحتى لا نتهم بالتحامل على الزوجة النكدية بسردنا عيوبها، نقول يحسب لزوجة الفيلسوف سقراط، الدائمة التذمر، قوله: أنا مدين لزوجتي، فلولاها ما أدركت أن الحكمة في الصمت وأن السعادة في النوم.
الامارات اليوم