تحذير جادّ للبشرية: انتظروا الكارثة!
حذّر الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينغ من أن البشرية في حاجة لأن تتصل بالعديد من الكواكب خلال القرن المقبل من أجل تجنّب الانقراض.
وقالت مجلة "نيوزويك" الأميركية، إن هوكينغ أتى بهذا التوقّع في فيلمٍ وثائقيٍ جديدٍ باسم "بعثة الأرض الجديدة"، من المقرر عرضه خلال هذا الصيف كجزءٍ من عروض موسم "عالم الغد" العلمي على محطة BBC التلفزيونية البريطانية. وأرجع هوكينغ المخاطر المتعلقة بوجود الإنسان لتغيرات المناخ، والزيادة السكانية، والأوبئة، والارتطام بكويكبات.
وقالت الصحيفة إن هوكينغ يستكشف في برنامجه أحدث التطوّرات في علوم الفلك، والأحياء، والتكنولوجيا الصاروخية، والتي ستتيح الحياة على سطح المرّيخ، بدءاً من صواريخ البلازما وحتى سُبات البشر.
هل تصل البشرية للكواكب الأخرى؟
هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" قالت إن هوكينغ في سلسلته الجديدة، يستعين البروفيسور الخبير، دانيال جورج، وتلميذه السابق، كريستوف غالفارد، لمعرفة ما إذا كان باستطاعة البشر الوصول إلى النجوم، والانتقال إلى كواكب مختلفة"، وأضافت أن "الرحلة تبيّن أن طموح البروفيسور هوكينغ ليس خيالياً كما يبدو- فتلك الحقيقة العلمية أبعد عن الخيال العلمي مما ظننا في أي وقت مضى".
وبحسب تقرير صحيفة "نيوزويك" فإن هنالك جهود قائمة بالفعل لخلق مستعمرّة بشرية على سطح المرّيخ، مشيرةً أن الملياردير إيلون موسك يأمل في إنشاء مُستعمرة في غضون العقود القليلة المقبلة، وذلك من خلال شركته الفضائية SpaceX، وقال موسك في حديث له عام 2016 "ليس لدي نبوءة بنهاية الأرض"، وأضاف "لكن التاريخ يُرجِّح أن بعض أحداث القيامة ستحدث".
وليست هذه المرة الأولى التي يتنبأ فيها هوكينغ متشائماً حول مصير البشرية، إذ حذر مراراً وتَكراراً من المخاطر الكبيرة التي سوف تواجهها البشرية في المستقبل.
وتُراوِدُ هوكينغ قناعةٌ بأننا نعيش في الفترة الأكثر خطورة في تاريخ البشرية، وأن مصير استمرارنا في الحياة مرهون بعدد من القرارات المهمة التي يلزمنا اتخاذُها، وفقاً لما ذكرته النسخة الألمانية من "هاف بوست"، في وقت سابق.
"تحركوا بسرعة"
يرى عالِم الفيزياء هوكينغ -بحسب رؤيته- ضرورة إيجاد كوكب جديد آخر بأسرع وقت ممكن، لكي يمكن للبشرية أن تستمر في حياتها عليه، بعد أن تصبح الأرض غيرَ قابلة للعيش فيها. وألا يكنْ ذلك، فإن البشر سوف يتعذر عليهم العيش في الأعوام الألف القادمة على أُمهم الأرض.
ومن أبرز تصريحاته في هذا السياق: "لقد حان الوقت لكي نعيش مجدَنا ونُجري بحوثاً ودراساتٍ في مجال الفيزياء النظرية، فلقد تغيرت نظرتنا إلى الكون في الأعوام الخمسين المنصرمة تغيراً جذريّاً، وأنا سعيد بكَوْني واحداً ممن أسهم في هذا التغيُّر ولو بمساهمة قليلة.
والحقيقة التي تقول إننا بلَغْنا مبلغاً وصلنا فيه إلى معرفة القوانين التي تحكمنا -نحن البشرَ- باعتبارنا مجرد جزء من هذا الكون الفسيح، وتلك الطبيعة العملاقة، وتَحكم هذا الكون على رَحابته، لتُعتبر انتصاراً حقيقيّاً وفوزاً كبيراً".
لكن لا يمكننا التعويل على هذا الانتصار بأي حال من الأحوال، فيقول الفيزيائي: "إنه يجب علينا أن نستمر في سعينا للتعرف على أسرار هذا العالم، من أجل تأمين مستقبل البشرية جمعاء"، ويرى ستيفن هوكينغ أنه لا يتصور حياة البشر في الأعوام الألف المقبلة إلا بمغادرة تلك الأرض "الهشة"، وفقاً لتعبيره.
كما توقّع هوكينغ، العام الماضي، أن فرصة وقوع حدث يقضي على الأنواع على كوكب الأرض "شبه مؤكدّة" عندما تؤخذ جميع الاحتمالات في الاعتبار.
حيث قال لاتحاد جامعة أوكسفورد، في تشرين الثاني، إنه "على الرغم من أن فرصة وقوع كارثة بكوكب الأرض في غضون عام قد تكون ضئيلة، فإنها ترتفع بمرور الوقت، وتصبح مؤكدة في غضون ألف إلى 10 آلاف عام مقبلين".
وعلى الرغم من التحذير الشديد؛ أدلى هوكينغ ببعض الأخبار السعيدة للطلاب المُجتمعين؛ حيث أشار إلى "مدى تقدّم فهمنا الأساسي للكون خلال حياته"، وقال إن هذا "وقت جليل للحياة وإجراء بحوث في الفيزياء النظرية"، بحسب ما نقلته "نيوزويك".
صيدا اونلاين