ظاهرة خطيرة في الزبداني.. السلاح وصل إلى المدارس بالمسدسات والأمواس والشفرات!
لم يكن وجود شباب صغار في إحدى المقاهي هو اللافت للنظر، بل وجود مسدسات حربية على جنبهم هو ماكان مستهجناً، والشاب الذي لا يحمل سلاحاً وضع هاتفه على جنبه موضع سلاحه.. هي صور علينا الاعتياد عليها، لكونها موجودة وبكثرة وخصوصاً في المناطق الحدودية التي عانت الإرهاب. مدير منطقة الزبداني العميد نضال محسن، أوضح أنه تم حصر استيراد وتصنيع السلاح والذخائر بالجهات الحكومية، وفيما يخص السلاح المرخص أوضح العميد محسن أن القانون عمل على تقنين هذا الموضوع وتحديد الأماكن التي لا يمكن إظهار السلاح فيها، كالموانئ والمطارات والملاعب الرياضية والمحاكم والأماكن السكنية و…، اليوم نرى انتشار السلاح بين الشباب بشكل كبير، وخصوصاً في منطقة حدودية عانت تفلتاً أمنياً في وقت ماض، هنا تم العمل ضمن مسارين المنع والقمع، حيث تم القمع حسب العميد نضال، عن طريق تسيير العديد من دوريات الشرطة في المنطقة عملت على مصادرة أي سلاح من دون رخصة، أو يستخدم بشكل علني في أماكن غير مسموح استخدامه فيها لأي كان، فهنا كان العمل بشكل منظم مع كل الوحدات الموجودة في المنطقة للتأكيد أن الجميع تحت القانون، وبجهد مضاعف في المنطقة حيث ظن ضعاف النفوس أنهم خارج القانون. وأكد أنه تم إلقاء القبض على مطلق نار في المناسبات بعد تنظيم 38 ضبطاً وإذاعة بحث عن 60 مطلوباً، إضافة لإلقاء القبض على 28 شخصاً، الأمر الذي ساهم في ردع هذه الظاهرة في منطقة الزبداني، كما تمت مصادرة 16 بارودة روسية و12مسدساً، و17 مزخر بارودة روسية و22قنبلة يدوية، و785 طلقة حربية، و33 طلقة مسدس، وذلك منذ بداية عام 2017، إضافة لمصادرة تسع بواريد صيد و13 مسدساً بسبب انتهاء الرخصة، وقنبلتين يدويتين من مخلفات الإرهابيين، إضافة لمسارعة الأهالي لتنظيم ضبوط لدى الشرطة بالأسلحة التي وجدت في المنازل بعد تحرير المنطقة من الإرهاب. من دون أن ننسى التشعبات التي تحصل في عمل الشرطة، ففي إحدى جرائم القتل التي حصلت في المنطقة بدافع الثأثر وعند إلقاء القبض على الفاعل تمت مصادرة كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة في منزله. وفيما يخص شباب القوى الرديفة المتعاقدين مع جهات مختصة في الدولة، أكد مدير منطقة الزبداني أنه تم تنظيم حملهم للسلاح من قبل القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، وأي مخالفة لما نص عليه القانون، «حمل السلاح من دون حاجة له ومن دون مهمة رسمية»، يتم التعامل معها حسب الأصول المراعاة، وذلك بتشبيك منظم بين جميع الوحدات في الدولة. وبخصوص أن المنطقة حدودية وفيها حالات تهريب عديدة أكد العميد محسن على أنه لا يوجد أي حالة لتهريب أو الاتجار بالسلاح في المنطقة. لكن المشكلة أن مظاهر التسلح لا تقتصر على الحارات والشوارع، بل وصلت إلى المدارس، فضمن منطقة الزبداني التي تضم 34 مدرسة اشتكى العديد من المدرسين من جود السلاح الأبيض، متمثلاً بموس كباس أو شفرة في أيدي الطلاب سواء «ثانوي أو ابتدائي»، حيث تم فصل مشاجرة بين طالبين أحدهما يحمل «موس كباس» ما حال دون وقوع أضرار جسدية، حسبما أكدت المعلمة رأفت عساف من إحدى مدارس مضايا، إضافة لانتشار هذا السلوك بين الطلاب الذين يوجد السلاح في منازلهم في المنطقة حسب تعبيرها، كما أكدت على متابعة الأطفال عند الخروج من المدرسة خوفاً من وقوع مشاجرات بينهم، إضافة للتعاون الكبير مع كل الوحدات الشرطية في المنطقة، والمجتمع المحلي، والخطورة الكبرى متمركزة عند طلاب الابتدائي الذين كبروا على الإرهاب ونمت العدائية فيهم، فلابد من دورات توعية مكثفة لمساعدتهم على تخطي ما مروا فيه، حسب تعبير عساف. وبسؤال اتحاد شبيبة الثورة الراعي الأول للطلاب، أوضح أمين رابطة الزبداني لاتحاد شبيبة الثورة مهند دياب، أن أساس المشكلات التي تصادف الطلاب تبدأ من الأهل، الذين هم المثل الأعلى للطفل الذي يعمل على التشبه بوالده، فالعديد من الطلاب اليوم يرون الأب أو الأخ الاكبر ملازماً لسلاحه الناري، فيعمل الطفل على تقليدهم بحمل السلاح، إضافة لعدم التواصل بين الطفل وأهله، حسب تعبير دياب، فمن هنا تعمل شبيبة الثورة ضمن برنامج مدروس توعوي تثقيفي تعليمي للطلاب على امتداد مدارس المنطقة للحد من الظواهر السلبية في مجتمعنا ومنها حمل السلاح، وذلك بتشاركية مع جمعية (الندى) التي تضم العديد من اختصاصيي الدعم النفسي، إضافة لاجتماعات دورية مع أولياء الأمور لمتابعة أحوال الطلاب. وأكد دياب أن 90% من السلاح يتمثل بالموس الكباس، إضافة لظاهرة حمل الشفرة داخل الفم، وهي منتشرة بشكل كبير في كل مدارس منطقة الزبداني، حسب تعبيره. والمشكلة الثانية تمثلت في ضعف أداء الاساتذة تجاه أعمال كهذه، إذ تتم الاستعانة بشبيبة الثورة لسحب السلاح من الطلاب وخصوصاً إذا كان سلاحاً نارياً، فلم يعد المدرس قادراً على القيام بدوره الحازم كما كان في الماضي، حيث اختصر دوره على التعليم من دون التربية. وفي سياق متصل أكدت رهف الزعبي، المرشدة الاجتماعية في إحدى مدارس المنطقة، أنه يتم العمل لتخطي هذه الظاهرة من خلال تصميم نشرات وعبارات إرشادية، إضافة لمحاضرات تخص التوعية من مخاطر السلاح، والحوار المباشر مع الطلاب عن السلاح ومخاطره، ونشر ثقافة الحب والسلام، مع القيام بمبادرات طلابية للتخلص من السلاح، والعمل على مشاركة الأهل في هذه المبادرات، كما تم التأكيد على ضرورة قيام التربية بتفعيل دورات تأهيل للمرشدين وخصوصاً بموضوع السلاح، ما يساعد على نقل الخبرة للطلاب. تشرين