الولايات المتحدة تخوِّف وإيران لا تبالي
بغض النظر عن التصريحات الفظة، التي يطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والنقاش الحاد المستمر في داخل الحزب الجمهوري، فإن روسيا تشك في انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الذي توصلت إليه "سداسية" الوسطاء الدولية مع إيران بشأن برنامجها النووي.. كما أن أي محاولة لفرض عقوبات جديدة على إيران في مجلس الأمن الدولي ستحبط بفيتو روسي.. هذا ما صرح به لـ "إيزفيستيا" مصدر في الخارجية الروسية.
وبحسب المصدر، فقد نوقشت المسالة الإيرانية بصورة منفصلة خلال لقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الصيني وانغ يي في أستانا.
وقد عقدت "سداسية" الوسطاء الدولية (روسيا، الولايات المتحدة، فرنسا، الصين، ألمانيا، بريطانيا) في فيينا يوم 25 أبريل/نيسان الجاري أول لقاء بعد تغير الإدارة الأمريكية مع إيران، للتعرف على مدى تنفيذ إيران لشروط الاتفاق.
وجرى هذا اللقاء في جو مشحون بعد إعلان إدارة ترامب عشية انعقاده أن الولايات المتحدة تنوي إعادة النظر في نهجها السياسي تجاه إيران.
كما أن ترامب من جانبه أطلق تصريحات قاسية وحادة ضد إيران، ورأى أن "الصفقة النووية" "كارثة".
وعلاوة على ذلك، أعلن وزير خارجيته ريكس تيلرسون أن الاتفاقية مع إيران لا تصب في مصلحة الولايات المتحدة، أما وزير دفاعه جيمس ماتيس فذهب أبعد من ذلك واتهم إيران بدعم الإرهاب.
وبحسب مصادر الصحيفة الدبلوماسية الروسية "من غير المرجح انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة النووية مع إيران".
وإن "واشنطن تعمل على تصعيد الوضع، لكننا ننطلق من أنها لن تنسحب من الاتفاقية. وإضافة إلى هذا، فإن أي محاولة لفرض عقوبات جديدة على إيران عبر مجلس الأمن الدولي ستقابل بفيتو روسي وصيني.
وكانت "إيزفيستيا" قد كتبت سابقا عن احتمال انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة النووية، حيث أشارت مصادر في الحزب الجمهوري للصحيفة إلى أن البيت الأبيض يفكر بجدية في إعادة النظر بالنهج السياسي تجاه إيران، وأن القرار بهذا الشأن سيتخذ خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
هذا، وتناقش الإدارة الأمريكية الجديدة على أعلى المستويات سياسة واشنطن تجاه إيران، حيث إن الكثيرين غير راضين عن الاتفاقية، التي وقعها باراك أوباما عام 2015.. ويعدُّها الكثيرون غير مفيدة للولايات المتحدة.
وعموما في جميع الأحوال وبغض النظر عن القرار الذي سيتخذ، سيتم انتهاج سياسة مشددة تجاه إيران. بحسب المصدر السابق.
وتجدر الإشارة إلى أن التوصل إلى "صفقة القرن" تم في 15 يوليو/تموز 2015 ووافق عليها مجلس الأمن الدولي بقرار خاص.
وبموجب هذه الاتفاقية، سمحت إيران لمفتشي الوكالة الدولية للطلقة الذرية بزيارة مواقعها النووية، ومقابل هذا التزم الغرب برفع العقوبات المفروضة على إيران.
كما تضمنت مواد الوثيقة ضرورة اجتماع ممثلي "سداسية" الوسطاء الدولية مرة كل ثلاثة أشهر لدراسة المسائل المتعلقة بتنفيذ الاتفاقية.
وبحسب النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد فلاديمير جباروف، فإن احتمال انسحاب واشنطن من الاتفاقية وارد جدا، لكنها لن تقدم على هذه الخطوة الحادة، لأنه ما دامت الاتفاقية نافذة المفعول، يجب على جميع الأطراف التي وقعتها تنفيذ التزاماتها.
أما الخبير العسكري فلاديمير يفسييف، فيعتقد أن الولايات المتحدة لن تنسحب من الاتفاقية، لأنها شاملة ومدعومة من قبل حلفائها في أوروبا، وأن روسيا والصين تعارضان تعطيل عمل الاتفاقية، والشيء نفسه يشمل البلدان الأوروبية. ولكن الولايات المتحدة من جانب آخر سوف تضغط على إيران، وقد تحاول فرض عقوبات إضافية عليها من جانب واحد.