المستقلات يبحثن عن دور حقيقي للمرأة.. وليس عن كرسي محجوز نساء يقتحمن عالم الذكورة بلا وجل.. رغم ضعف الأمل

صاحبة الجلالة - ضياء الصحناوي لا تنتظر المرشحة المستقلة لمجلس مدينة شهبا "نجوى الطويل" قوائم "حزب البعث" من أجل معرفة مصيرها في الانتخابات التي تجري في السادس عشر من أيلول الجاري، ولم تبدأ بعد حملتها الانتخابية التي تعد لها بخجل، على الرغم من اقتناعها التام بخطوة الترشح للدفاع عن حق المرأة، وتغيير صورتها النمطية الدائمة عن موقعها في انتخابات الإدارة المحلية بأنها مجرد كرسي سياسي محجوز؟. بالمقابل فإن المرشحات عن طريق حزب البعث وأحزاب الجبهة لا يظهرن على الساحة حتى الآن لعدم معرفة مصيرهن النهائي في قبولهن على القائمة (الناجحة حتماً)، أو انسحابهن بصمت دون أن يدري بهن غير الحلقة الضيقة من معارفهن، بانتظار فرصة أخرى مناسبة، معتبرين أن نجاحهن في هذه المرحلة هو في طرح الاسم على القيادة البعثية، ولا بد أن تأتي الفرص. وتتشبث المرشحة "نجوى الطويل" بقيمها ومبادئها التي تربت عليها والتي عززتها بالعمل الإنساني المتواصل البعيد عن السياسة والتعليب والنمطية، وهي على ذلك تدخل الانتخابات من أجل المرأة والشباب وتعزيز دورهم في الحياة العامة. «سأحاول بكل طاقتي في حال نجحت». هكذا بدأت حديثها لصاحبة الجلالة وأضافت أنها قررت الترشح دون أن تعلم أحداً بذلك، ولكنها تلقت الدعم الأول من زوجها، فالمجالس البلدية هي مجال للعمل الخدمي المجتمعي والإنساني، وهو عمل ليس غريباً عليها كونها ناشطة في مجال الإغاثة، ومهتمة بقضايا المرأة والشباب والسلم الأهلي. تعلم "الطويل" التي تنتمي إلى عائلة كبيرة في مدينة شهبا أن أكثر من 50 % من معارفها وأصدقائها ليسوا ميالين للتصويت في الانتخابات المحلية، وهذا بالطبع مضر لها، ولكنها سوف تعمل على أن تقنعهم بما تفكر به من أجل الوصول إلى المجلس البلدي، لكنها لن تحزن في حال لم تنجح، وسوف تعتبر أن مجرد المحاولة هو فوز. والمفاجئ في حالة "الطويل" أنها كتبت بيانها الانتخابي النادر الحدوث في السويداء، خاصة من امرأة تدخل مستقلة إلى انتخابات تعتبر ذكورية بالكامل، فالمجتمع ما زال يتعامل مع المرأة على أنها تحصيل حاصل، وقد جاءت القوائم لكي تكرس هذا النمط. وقد جاء بيانها الانتخابي لكي يكرس عدة نقاط هامة، منها تمكين المرأة الذي يضمن أسرة متمكنة، وبالتالي مجتمع متمن. والهدف الثاني تمكين الشباب فهم المستقبل، وذلك عن طريق دعم النوادي الرياضية والثقافية والجمعيات الشبابية والدورات المهنية.. وكذلك من أهدافها التنمية المحلية واستثمارات الطاقات البشرية وضرورة إشراك القطاع الخاص في التنمية. والاهتمام بالبيئة وكل ما يتعلق بها. بالمقابل فإن المرشحات غير المستقلات كنا على حياء في التعبير عن برنامجهن حتى يتم منحهن الثقة، ويستطعن الكلام. فقد حاولت صاحبة الجلالة التواصل مع عدد منهن من أجل معرفة ما يخططن له، لكن دون فائدة؟. المجتمع في السويداء، وعلى الرغم من أنه يوحي بالانفتاح ومشاركة المرأة في العمل والحياة، إلا أنه لم يستطع حتى الآن تقبل أن تنافس على المناصب والمراكز، وهو ما كرسته الحكومات المتعاقبة على الدوام، ما جعل العقل الجمعي يتقبل منح السيدات مقاعد للتزكية دون دور حقيقي لهن في المجتمع، مع أنهن الأقدر على إدارته كونهن أمهات وقادرات على العطاء أكثر من الرجل.