مرة أخرى.. أردوغان يشبه ما حدث له بما حدث للرسول (ص)
أثار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الأيام القليلة الماضية الجدل بعدما شبه منع الله تعالى كفار قريش من رؤية النبي محمد (صلى الله عليه وآله) في غار ثور من خلال خيوط العنكبوت بعدم تمكّن الانقلابيين من العثور عليه في طائرته بـ”شكل غريب”.
وعاد أردوغان مرة أخرى لهذا التشبيه وعقد مقارنة بين ما حدث له في قصر “طرابيا” بمدينة إسطنبول وبين حفظ الله تعالى الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) في غار ثور.
فقد قال أردوغان خلال المؤتمر الجماهيري الختامي للحملات الدعائية للتصويت على الاستفتاء بنعم، قائلًا: “إن هؤلاء الانقلابيين الخونة حلقوا في الأجواء بطائرات F-16، معتقدين أن رئيس الجمهورية في قصره بمنطقة طرابيا في إسطنبول، حيث ما كانوا يعلمون أن العناكب تنسج خيوطًا أمام باب هذا الغار فلا تسمح لهم برؤيتي، ولم يتمكنوا من رؤيتي فعلاً”، على حد قوله.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يشبه فيها أردوغان نفسه بالرسول الاكرم في غار ثور، إذ قال خلال مشاركته في برنامج حواري مشترك بين قناتي A Haber و ATV في 11 أبريل/ نيسان الجاري، إن الانقلابيين وصلوا إلى طائرته في مرمريس قبل وصوله، ولكنهم ذهبوا دون أن يعثروا عليه ويلقون القبض عليه ومن معه.
فقد أوضح أردوغان خلال سرده لأحداث ليلة الانقلاب الفاشل إن الانقلابيين لم يستطيعوا العثور عليه في الطائرة، مشبهًا الواقعة بنسج العنكبوت خيوطا أمام غار ثور ومنع كفار قريش من رؤية الرسول (صلى الله عليه وآله).
وقال أردوغان: “لقد عرض عليّ ليلة الانقلاب أن أنتقل بيخت سريع إلى أي من الجزر القريبة من هنا. إلا أنني قلت إنني لا أقبل أن أعيش أسيرًا في أراضي الكفار، بل أفضل أن أموت على تراب وطني. ثم خرجت أنا وصهري وزوجتي وابنتي وأحفادي معًا من هنا، حتى وصلنا إلى مطار دالامان. لكن علمنا فيما بعد أنهم (الانقلابيين) ذهبوا قبلنا إلى هناك وفحصوا الطائرة. لكن حدثت عندئذ أمور غريبة ثم غادروا من هناك. لم نكن نعرف بحدوث كل هذا. وعرفنا ما حدث بعد أن ركبنا الطائرة. ومسألة قدومهم إلى الطائرة ثم ذهابهم دون العثور على شيء.. تذكروا إذ كان سيدنا ورسولنا الحبيب في غار ثور، خلف فوهة المغارة التي غطتها خيوط العنكبوت. وينظرون إلى الغار ويقولون: “طالما أن العنكبوت نسج خيوطه هنا، هذا يعني أنه هذا الكهف مهجور لم يدخله أحد من قبل”. ومن ثم يعود المشركون أدراجهم. وكذلك الأمر بالنسبة لهم (الانقلابيين)، فهم يأتون الطائرة ويفحصونها وعندما لا يستطيعون العثور على أحد منا يغادرونها. أما نحن فنصل الطائرة بعد رحيلهم ونركبها ثم تنطلق الطائرة إلى وجهتها.. وكانت لنا ثلاث طائرات مختلفة جاهزة في ثلاثة أماكن متفرقة للتغطية علينا والتشويه عليهم”، على حد قوله.
يذكر أن رواية أردوغان حول ليلة الانقلاب كانت تقول إنه كان في فندق بمدينة مرمريس، لكنه أوضح خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني أذيع على قناة أن تي في “NTV” في بداية هذا الشهر إنه كان في منزل أحد معارفه، وأسقط بذلك روايته التي تزعم أنه أنقذ نفسه من الاغتيال في الفندق بفارق دقائق معدودة، كما أن ذلك أكد صحة الإفادات التي أدلى بها العسكريون المتهمون بالانقلاب أمام المحكمة والتي قالوا فيها إنهم تعرضوا للخيانة، حيث أمرهم قادتهم بالانتظار 4 ساعات قبل انطلاق طائرتهم إلى فندق أردوغان في مرمريس، وهم توجهوا إلى هذا الفندق بعد أن وصل أردوغان إلى إسطنبول!.
كما أثار أردوغان مزيدًا من الشبهات عندما ادعى في البرنامج المذكور أن الجميع، بمن فيهم قائد الطائرة، ما كانوا يعلمون وجهة طائرتهم والمكان الذي يتوجهون إليه، غير أنه كان أعلن للرأي العام عبر بث مباشر على الشاشة التلفزيونية قبل مغادرته من مرمريس أنه يتوجه بعد قليل إلى إسطنبول.