بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

عندما يتحدث الأسد...يصمت هؤلاء

الأربعاء 05-04-2017 - نشر 8 سنة - 6767 قراءة

 

 

نعم...هناك من يجب أن يصمتوا تماماً عندما يتحدث الرئيس السوري بشار الأسد.. يجب ألا نسمع صوتا لأي إرهابي أو داعم للإرهاب، ويجب ألا نسمع صوتا لأي داعم لمبدأ تقسيم سوريا المرفوض من عموم الشعب السوري، من المخلصين لوطنهم الأم، والمؤمنين بأن تقسيمه يعني الاغتراب عن الوطن، وهم لا يريدون إلا سوريا موحدة، بلا أفرع خارجية.

يجب أن يصمت من يدعون أنهم معارضون من الداخل، ويمدون أيديهم بأوراق تحمل شروطاً، بينما اليد الأخرى تختبئ خلف ظهورهم وفيها البندقية والقنبلة والخنجر الذي من المفترض أن يطعن كل من يعتدي على سوريا، وليس كل من يريد مصلحتها.

يجب ألا نسمع صوتاً بعد الآن إلا للعقل، فمن يريدون مصلحة سوريا لن يلتفتوا إلا لما يجلب الأمن والاستقرار لهذا الوطن، وسيكونون من أول الداعين إلى إنهاء الحرب، وهي الدعوة التي بادر بها الرئيس الأسد اليوم، بقوله إن سوريا أصبحت في حاجة إلى إنهاء الحرب أكثر من أي وقت مضى.

الرئيس السوري بشار الأسد، قال في حواره مع صحيفة "فيسرنجي لست" الكرواتية، إن هناك تقدم كبير في محوري مكافحة الإرهاب والمصالحات في سوريا، وهو ما ساهم في تزايد احتمالية تحويل الأمل في إنهاء الحرب على سوريا إلى واقع، ويمكن تحويل الأمل إلى واقع من خلال محورين: الأول يعتمد على مكافحة الإرهاب والثاني بإجراء المصالحات مع كل من يريد أن يلقي السلاح والعودة لحصن الوطن.

هذه الرؤية، تدعم بشكل كامل أمرين، الأول أن هناك توجه، يشبه الدعوة الصريحة لدى الرئيس الأسد، لإنهاء الحرب الدائرة داخل بلاده منذ عدة سنوات، ولكن هناك شرط واضح في كلام الرئيس، وهو أن إنهاء الحرب سيكون بالقضاء على الإرهاب، وبالطبع لا يمكن القضاء على الإرهاب إلا من خلال تجفيف كافة منابع تمويله وترسيخه، وهذه المنابع معروفة للجميع، وصار تجفيفها سهلاً لمن يهتم.

أما الأمر الثاني فهو العودة من جديد إلى طاولة المفاوضات، وحديث الأسد واضح تماما، المفاوضات طريقها يبدأ بتسليم السلاح، فلا توجد في أي دولة في العالم جماعات مسلحة يمكن أن يطلق عليها معارضة، فالمسلحون دائماً في مواجهة الدولة هم ميليشيات خارجة عن النظام العام للدولة وخارجة على القانون، وهؤلاء إما أن يعودوا لحصن الوطن أو يعاملوا معاملة الإرهابية، وهنا الأمر يختلف.

وهنا نرى رد الرئيس الأسد عندما سألته الصحيفة عن احتمالية وجود معارضة سورية معتدلة، فقال "على لسان المسؤولين الغربيين، وفي مقدمتهم الرئيس السابق أوباما، الذي قال إن المعارضة المعتدلة هي عبارة عن خيال أو وهم هذا باعترافهم".

وأضاف "هم من دعموا تلك المعارضة وهم من أعطوها غطاء الاعتدال غير الحقيقي…فإذاً هذه المعارضة المعتدلة غير موجودة، الموجودة معارضة جهادية بالمعنى المنحرف للجهاد طبعا، العقائدية أيضا بالمعنى المنحرف التي لا تقبل حوارا ولا حلا إلا بطريقة الإرهاب".

الأزمة في استمرار الإرهاب وتسليح المعارضين، أنه يفتح الباب على مصراعيه أمام الحديث عن تقسيم سوريا، وهو أمر لن يقبله الشعب السوري أيا كان من يتحدث عنه، ولعل ما يبقي على الدولة السورية وقوتها حتى الأن هو التمسك بوحدة الشعب ووحدة الأراضي السورية، أما إذا دعا الأسد نفسه إلى عكس ذلك فلن يجد من يدعمه على الأرض، وسيفقد كل شيء، والقول هنا إن إصرار الأسد على وحدة أرض بلاده أمر يدعو للفخر فعلا.

ولكن هناك ضرورة حقيقة لعدم إغلاق باب التفاوض مع من يحملون السلاح حالياً، وهو أمر برره الأسد في الحوار، قائلا "نتفاوض معهم لأن الكثير في البداية لم يكن يصدق بأن هذه المجموعات لا ترغب بإلقاء السلاح، وبالذهاب باتجاه العمل السياسي، وبالتالي ذهبنا لكي نثبت لكل من يشكك بحقيقة هذا الأمر، بأن هذه المجموعات لا يمكن أن تمارس العمل السياسي، لأنها مجموعات إرهابية بالعمق حتى النهاية".

والحقيقة أنني أتفق تماما — كما يتفق المحلل السياسي أحمد داوود — مع حديث الأسد عن أن العالم الذي أعلن عن حربه ضد الإرهاب عملياً هي الدول الغربية نفسها التي تدعم الإرهاب، فمعظم دول العالم تقف ضد الإرهاب، هي لا تعلن ذلك ولكن عملياً تتعاون معنا بشكل أو بآخر خلال الحرب وقبل الحرب، لأن الإرهاب لم يبدأ فقط مع الحرب على سوريا، بل هو موجود في العالم بشكل أو بآخر.

فالأسد يرى أن الإرهاب يتزايد بشكل مستمر بفعل الحروب المختلفة في الشرق الأوسط، ولكن الدول الغربية التي أعلنت الحرب على الإرهاب مازالت حتى هذه اللحظة تدعمه، هم لا يحاربونه، وما يقولونه هو مجرد عنوان للاستهلاك الداخلي، وفي حقيقة الأمر إنهم يستخدمون الإرهاب كورقة لأجندات سياسية مختلفة حتى لو كان هذا الإرهاب يرتد عليهم ويؤدي لسقوط ضحايا في دولهم ولكنهم لا يعترفون بهذه الحقيقة، وهو أمر حقيقي تماماً، حسب داوود.

ولكن، من أي منطلق يتحدث الرئيس الآن، فهو وإن كان يردد ما قاله سابقاً عن دعم الغرب للإرهاب، إلا أن الدعوة واضحة تماماً في هذا الإطار للعودة إلى طاولة المفاوضات وإنهاء الحرب، وكذلك عن ضرورة إلقاء الجماعات المسلحة للسلاح، وإعلاء مصلحة الشعب السوري والدولة السورية، دون إهدار أو تفريط أو تقسيم.

وهنا يرى الأمين العام لاتحاد القوى السورية، فجر زيدان، أن الرئيس الأسد يقف على أرض صلبة بينما يوجه هذه الدعوة، فهو يتقدم ويحرز الانتصار تلو الانتصار، بمساعدة حلفائه، وبالتالي فهو يتحدث من منطلق القوة، وليس من موقف الضعيف أو المنهزم، أو بمعنى آخر، هو يرى أن القوي إذا مد يده للضعيف المنهزم فإن الفائدة ستشمل الجميع، وهذا ما فعله بالضبط.


أخبار ذات صلة