أدى عدم امتلاك دائرة آثار السويداء لأي حق قانوني بإزالة المخالفة أو إبقائها واقتصار مهامها على إبلاغ الجهات الوصائية واللجان المعنية عن هذه المخالفات أو التعديات بدءاً من المحافظ وانتهاء بالوحدات الإدارية إلى الحد من صلاحياتها في مكافحة انتشار هذه المخالفات على اعتبار أنها الجهات المخولة بتلك الإجراءات.

وأدى عدم تجاوب كثير من تلك الجهات مع مضمون الكتب المرسلة من قبل دائرة آثار السويداء إلى التجرؤ على التعديات والمخالفات، ما أدى إلى تحول العشرات منها إلى واقع محتوم على امتداد ساحات وأحياء السويداء، تجلى بالأبنية البرجية والطابقية هنا وهناك التي فرضت نفسها وبالقوة. وأكد رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان أن صلاحية الدائرة تقتصر على الإبلاغ عن التعديات وإحالة المخالفات على المحاكم موضحاً أن معظم الدعاوى المقامة على بعض المخالفين تمتد فترة المحاكمة فيها لعدة سنوات ليبقى السؤال: ما فائدة الحكم القضائي بعد أن تكون المخالفات قد استمرت وفرضت نفسها وخاصة أن الحكم القضائي لن يغير الواقع ولن يعيد الموقع الذي جرى الاعتداء عليه ولا يعيد التجاوزات إلى ما كانت عليه سابقاً وخاصة أن الموقع قد تم تخريبه وتدميره كلياً ولم يبق من معالمه شيء؟

ولفت كيوان إلى أنه وللحد من هذه التعديات على حرم معظم المواقع الأثرية بات حرياً بالجهات المعنية إحداث ضابطة عدلية مشتركة مؤلفة من الآثار والوحدات الإدارية وقيادة الشرطة والمحافظة تمنح صلاحيات الجهة التنفيذية وخاصة لجهة إزالة المخالفة وإيقاف الأعمال البنائية والإنشائية ضمن الموقع إضافة إلى ضمان البت السريع بدعوى التعديات على المواقع الأثرية. وطالب كيوان بإحداث محاكم مختصة بمخالفات الآثار وبما يضمن حق الدائرة والمحافظة على المواقع الأثرية المراد استباحتها.

بدوره بيّن رئيس شعبة المباني بدائرة آثار السويداء وليد أبو رايد أن دائرة آثار السويداء سجلت العام الماضي 39 مخالفة بناء لم يحصل أصحابها على موافقات تخولهم البناء ضمن المواقع الأثرية، مشيراً إلى أن هذه المخالفات امتدت على ساحة المحافظة وأكثرها في مدينتي شهبا والسويداء، مشيراً إلى مخاطبة المحافظة بهذه المخالفات وقامت بدورها بمخاطبة قيادة الشرطة والوحدات الإدارية لقمع هذه المخالفات التي لم تلق أي تجاوب ما أدى إلى استمرار هذه المخالفات التي بات معظمها طابقين أو أكثر.

ومن جهة أخرى فقد قامت الدائرة ونتيجة الحفريات السرية ضمن البلدات القديمة وبعض المواقع الأثرية بتنظيم 9 ضبوط تنقيب سري سجلت جميعها بحق مجهول حيث جرى إعلام الجهات المختصة بهذه الحفريات علماً أن تلك التنقيبات ما زالت مستمرة خاصة تحت جنح الظلام.

"الوطن"