قمر الزمان علوش: معركة العلمانية التي نخوضها اليوم ميؤوس منها.. والقوى التي تواجهها قادرة على اغتيالها في وضح النهار

صاحبة الجلالة _ متابعة نشر الكاتب قمر الزمان علوش على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي رؤيته لواقع العلمانية اليوم والمعركة التي تخوضها بوجه التيار الديني معتبرا تلك المعركة خاسرة لجهة العلمانية بحكم قدرة الوى التي تواجهها . "أشعر أحيانا بأن معركة العلمانية التي نخوضها اليوم ميؤوس منها .. وأن القوى التي تواجهها قادرة على اغتيالها في وضح النهار ." رغم ذلك ﻻأستطيع أن أجد لنفسي مكانا اﻻ بين صفوفها . لست متدينا ولكن هذا ﻻيعني أن أتجاهل أصول الدين . على مدى عمر عشت علاقة مثالية مع المتدينيين دون أن يلحق أحدنا أي أذى باﻵخر ( قبل الحرب طبعا ) ..حتى عندما اعتنقت الفكر المادي الديالكتيكي حدث أمر غريب . فكل ما أتقنته من وعي ساهم في تعميق تلك العلاقة بدﻻ من أن يدحضها . وكان هذا يعني بالنسبة لي أن الفكر العلماني ليس عدائيا ضد اﻵخر بل منفتحا على الحوار معه والقبول به ..اذ مانفع أن نمزق أنفسنا من أجل مسألة الدين الصغيرة . العقدة كانت دائما تكمن عند رجال الدين . هذه السلالة التي ﻻتوجد أي حكمة من وجودها ..هي التي قلبت عالمنا عاليه سافله ونواياها السلطوية وأفكارها المخيفة لم تنتح لنا سوى الهزائم . قوتهم ليست ناجمة أبدا عن قوة الفكرة أو يقينية الحجة . نجمت تاريخيا عن ضعف اتباعهم وهشاشة مريديهم عندما اعتبروهم ممثلين من صنف اﻵلهة وفوضوا أمر عقولهم لهم . لم يصمدوا ابدا في مقارعة الفكرة بالفكرة .. صمدوا فقط بخدمة سيف السلطان واتقان فن صناعة القطيع . اجل صديقي المتدين ﻻأريدك عضوا في قطيع .خارج حظيرتهم لن تجد أحدا أقرب اليك من العلماني . شغل العلماني الشاغل هو اﻻجابة على هذا السؤال : اذا انتصرت العلمانية المادية فماذا عن اﻻحتياجات اﻻنسانية الروحية اﻻخرى ؟ ماذا سيكون مآل الروح عندئذ ؟ الفوارق بينك وبينه ضئيلة ويمكن معالجتها . أوهموك بأن الله حاكم وسجان وموزع هبات . العلمانية تبحث عن معرفة الله في عطر زهرة وألوان قوس قزح .. وحضوره الطاغي على اﻻرض فوق المدن والمزارع والحضارات ومعطيات العصر التكنولوجية . اوهموك بالعبودية لله بينما هو حرية . قيدوا قدميك باﻷصفاد كسجناء اﻷشغال الشاقة .. والعلمانية تريد ان تحررك من قيودك وخوفك وعبوديتك واحتقارك لنفسك . القوك في متاهة التاريخ مع عبادات وطقوس غير قادرة على الصمود امام الزمن بسبب العفن الفطري الذي تشكل على حوافها . جاءت العلمانية لتطهرك منها وتحرك الزمن الراكد داخل مفاورها وكهوفها . خذها مني ايها المتدين الغافل . هزيمة العلمانية لن تكون في مصلحتك . هزيمتها هزيمتك . تستطيع ان تظل محتفظا بتدينك وان تقف معها . ففي هذا العالم المتغير من الجيد اﻻعتقاد بأن هناك أشياء ﻻتتغير وانك قادر على اكتشافها بعقلك وليس باملاءات كهنة جبلت قلوبهم على الكراهية ووقعوا في غرام كل مايدمر روح اﻻنسان .