بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

معرض سورية الدولي الثالث عشر للكاريكاتير

الثلاثاء 28-03-2017 - نشر 8 سنة - 5804 قراءة

على لساننا دائماً العبارة التالية: «أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبداً»، ربما نجد بهذه العبارة تخديرا لأفكارنا وحواسنا الداخلية التي تلّح علينا بالضمير وبالبوح الصادق للذات بأن تقاعسنا وكسلنا ليسا مبررين. معرض سورية الدولي للكاريكاتير الثالث عشر انطلق من قاعة المعارض في دار الأسد للثقافة والفنون لمدة عشرة أيام حتى نهاية الشهر الحالي، متضمنا ثمانين لوحة كاريكاتير اختيرت من بين مئات من اللوحات كان تقدم بها 400 فنان وفنانة من أنحاء العالم، تمّ ذلك بمساع وبجهود من المشرف على المهرجان ومؤسسه الفنان التشكيلي رائد خليل الذي بنشاطه وفكره الإنساني المنطلق من إحساسه ومسؤوليته تجاه شخصه وفنه أولاً، ثم تجاه قضية الفن والفنانين السوريين، كان تواصله مع دول العالم، كي يكرّم فناناً هو عمود أساسي في بناء الفن الكاريكاتيري. ممتاز البحرة اليوم ومن خلال معرض سورية الدولي للكاريكاتير أصبح معروفاً لأكثر من 76 دولة، تفاعلت ورسمت ملامحه بطريقة تشبه روح بلادهم وثقافتهم، هذا المعرض هو مجهود فردي وأثره كان جدّ جميل، ولكن ياليت الجهود تتضافر ويكون التعاون أوسع، وأن تبتعد الجهات المعنية عن التقاعس والتأخر، كي يتم التكريم في حضرة المُكرّم وهو حيّ يرزق.

ممتاز البحرة صديق الطفولة

أشار وزير الإعلام محمد رامز ترجمان إلى أهمية هذا المهرجان وخاصة أنه جاء تكريما لروح الفنان ممتاز البحرة، وبمشاركة أكثر من ست وسبعين دولة، مؤكداً أن الفن خالد وستبقى أعمال الفنان ممتاز البحرة في ذاكرة الأجيال القادمة، قائلا: «هذا المعرض يقام تكريما لروح الفنان ممتاز البحرة الذي يعد من أهم رسامي أدب الأطفال، وهو لطالما كان صديقا للطفولة من خلال الشخصيات التي كان يرسمها في كتب المرحلة الابتدائية، فشخصيات باسم ورباب، ومازن وميسون، تكرست في ذاكرتنا حتى إنها تدّخلت في رسم صفات شخصياتنا، هذا إضافة إلى مساهماته في تأسيس مجلات الأطفال وأهمها مجلة «أسامة»، وتاريخه المهم في اللوحات الزيتية وعلى رأسها لوحة ميسلون المعروضة في بانوراما الجندي المجهول على سفح جبل قاسيون، ولابد لنا من التنويه بأهمية هذا المهرجان من خلال رسالة الفن الكاريكاتيري التي تصل سريعا إلى القلوب والعقول على كل الصعد سواء السياسية أم الاجتماعية، وتضيء القلب والعقل على هموم المواطن والوطن».

مهرجان الكاريكاتير نقطة توهج

أوضح رسام الكاريكاتير السوري رائد خليل، وهو صاحب فكرة المهرجان والمشرف عليه، بأن الأعمال الكاريكاتيرية التي ضمها المعرض تحاكي العقل وتفتح المدارك من خلال الألوان الجميلة باعتبار فن الكاريكاتير هو الفن الأقرب إلى الناس، متحدثا: «استقطب المعرض أكبر عدد ممكن من رسامي الكاريكاتير في العالم، في دعوة إلى السلام والمحبة بين الشعوب، وهو يستقبل أعمال الجميع في محاولة لكسر حاجز الجغرافيا، فالإبداع يلغي هذا الحاجز، لذلك نجد أن المعرض جذب المئات من الفنانين من عشرات الدول، وهو الأمر الذي يعد نقطة التوهج الكبرى فيه، محاولاً- المعرض- أن يقدم رؤى مختلفة عن العالم من خلال الحوار الذي يخلقه هذا الفن»، وأضاف خليل: «البحرة فنان كبير، تأثرنا به وتعلمنا على يديه، فقد قدم للفن السوري الكثير في مجالَيْ الكاريكاتير ورسوم الأطفال، وقد نشرت رسوماته تكريما له في موقع الكاريكاتير السوري، وكان تفاعل الجمهور كبيراً، ووصل إلينا الكثير من الآراء التي أثنت على الفكرة ورحبت بها». وأخيراً أشار إلى أنه سيتم الإعلان عن الأعمال الثلاثة الأولى الفائزة على موقع الكاريكاتير السوري في ختام المهرجان مع نهاية الشهر الحالي.

آراء لجنة التحكيم

ضمت لجنة التحكيم فنانين ونقاداً من سورية وبعض دول العالم، وتنوعت آراؤها حول الأعمال التي تمّ اختيارها، ومن وجهة نظر الجميع كان الاختيار صعبا، وحول آلية الاختيار أشار الدكتور ماهر الخولي إلى أن أساس المعايير التي قام عليها اختيار اللوحات، هو الصبغة الفنية كالجودة والفرادة، قائلاً: «يستند المعيار إلى قراءة المضمون أو توسّم الموضوع والجانب الفني، فجميع اللوحات كانت تستند إلى هم إنساني مشترك على مستوى العالم، وهذه المشاركة من دول العالم هي دليل على حيوية المشرف على هذا المعرض وهو رائد خليل، وخاصة أن ما يقوم به هو جهد فردي لا يستند إلى جهد مؤسساتي، على ما أعتقد، إذاً هذا الأمر يثبت طول باع تجربته والثقة، وعدالة القضية السورية التي يؤمن بها كل الفنانين المشاركين في المهرجان».

من جانبه أشار الفنان التشكيلي سعد القاسم وهو من أعضاء اللجنة إلى أن المعرض وجّه رسالة إلى العالم كله، والأكثر أهمية هو المشاركات الأجنبية في تكريم رسام سوري، قائلاً: «أنا أعتبر هذا إنجازاً بحد ذاته، وتم الاختيار بين اللوحات على عدة اعتبارات، وأولها أن يكون الموضوع جديداً وفيه مفارقة ويكون فيه موقف إنساني، ثم يأتي موضوع الرسم والتقنية وهذا في مرحلة ثانية، فالكاريكاتير هو فكرة والمهم أن تكون فكرته وأصلة للمتلقي، وأن يكون فيها أمر جديد وألا تكون تحقيقية، وأن تثير أمراً عند المتلقي في السخرية وحتى في السخرية المأساوية، وفي هذه السنة هناك الكثير من المستويات الجيدة، وبالنسبة للمشاركين في أعمال ممتاز البحرة، فهذه المشاركة هي جدّ مهمة بالنسبة لنا، واللافت للنظر أن شكل ممتاز البحرة يتغير بحسب الدولة المشاركة، فعند الصينيين وجدناه صينيا، وعند الأفارفة نجده إفريقيا وهكذا، وهذا بالطبع أمر طبيعي وجميل جداً».

مواضيع الرسومات

بالنسبة لمواضيع الرسوم المشاركة في المعرض فلقد غلب عليها الوضع السياسي العالمي الذي برزت ملامحه وانعكاساته على حياة المواطنين، كما برزت رسومات كانت معنية بالشأن الاجتماعي اليومي في قساوته وصعوبته، ما يدل على أنه رغم اختلاف الدول والسياسات إلا أن الهم الإنساني واحد في جميع أنحاء العالم.

الإشارة جديرة

توفي الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير ممتاز البحرة في السادس عشر من كانون الثاني من هذا العام، عن عمر ناهز 79 عاماً، وكان البحرة أهم رسامي الكاريكاتير في سورية وصاحب الريادة والبصمة المتفردة في الرسوم المدرسية والمخصصة للأطفال. درس البحرة الفنون الجميلة في القاهرة خلال سنوات الوحدة السورية المصرية، وبسبب الانفصال لم تُتَح له متابعة الدراسة في القاهرة، فأكمل دراسته بدمشق، وهو من أوائل من تخرجوا في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، عمل مدرسا في محافظة الحسكة، ثم تفرغ للرسم، بدأ يرسم الكاريكاتير بأسلوب ساخر وناقد، معتمدا رسومات مرافقة للمواد الصحفية المتنوعة في العديد من المجلات والصحف، منها جريدة «الصرخة» ومجلة «الجندي» وصحيفة «الطليعي». كان البحرة من مؤسسي مجلة «أسامة» المخصصة للأطفال التي أصدرتها وزارة الثقافة السورية، وهو من ابتكر شخصيات باسم ورباب، ومازن وميسون.مدخل إلى الحياة الأدبية في القرن التاسع عشر، كتاب صدر حديثاً عن وزارة الثقافة، والهيئة السورية للكتاب، تأليف جان إيف تادييه، وترجمة الدكتور عبد الهادي صالحة، جاء الكتاب في ثلاثة أجزاء هي: إثبات الفرد، غزو ورفض العالم، مجال المتخيل، واحتوى كل جزء على فصول عدة منها: الأنا، البطل، التاريخ، العلم، الحلم، ولغة ورمز.

إن القرن التاسع عشر الأدبي هو فترة فيض لا تتوافق مع عرض تسلسلي، فقد نشر جان إيف تادييه، عندما اهتم بما يوحد الأجيال أكثر من اهتمامه بما يفصلهم، المواضيع المشتركة بين «شاتوبريان ومالارميه، وبين كونستان وجيد».

إن التأكيد على الفرد كردة فعل ضد شأن اقتصادي واجتماعي يتجاوزه، وظهور قوى شعبية كفاعل، وتقدمات علمية كنماذج، والحضور الهاجسي للمتخيل.. تلك هي الأفكار التي تبني الحياة الأدبية للقرن التاسع عشر.

وفيها وراء الأجناس والتقسيم إلى مدارس، هناك ثابتتان أساسيتان تفرضان نفسيهما، الأولى هي رغبة وحدانية تقوم على البحث عن توليفة قادرة على تلخيص التاريخ الإنساني. والثابتة الثانية تكمن في «تمرد على الواقع»، خلق من خلال تكاثر الأشكال الجديدة «لغة بروميثوسية».

يظهر الجزء الأول الذي جاء تحت عنوان «إثبات الفرد»، كيف أن هذا العصر هو أولاً الذي يثبت فيه الفرد ذاته، كردة فعل على تطور اقتصادي واجتماعي يتجاوزه أو يسحقه، إن «عبدة الأنا»، في أجناس أدبية متنوعة تتيح تحديد نفسيته، وتخلق بعض أنماط معينة من الأبطال، أو الأبطال المضادين، وإن الطبيعة، كملجأ، كهروب أو رؤية، هي المتمم الإجباري لعدم الرضى الإنساني، واحتوى الجزء الأول ثلاثة فصول: الأنا، البطل، الإنسان والطبيعة.

الإنسان والطبيعة

يجد الوعي الشقي لإنسان القرن التاسع عشر في الطبيعة غذاءً وملاذاً وعذاباً، إن العزلة تجمع عالم الأشياء مع البطل الذي يجد نفسه فريسة لمرض العصر، وتحمل الطبيعة للإنسان سعادة مؤقتة، أو ترجعه مثل «فيني وبودلير» إلى قلقه، إن التآلف مع الطبيعة يحس به في الحاضر، أو تجدده الذاكرة، فبعض المشاهد الأدبية الأكثر جمالاً هي ذكريات، ولكن المشهد الفرنسي لا يرضي جميع فناني العصر، في أي عصر آخر للكتّاب الكبار، وأخيراً يتفتح شعور الطبيعة عند بعضهم في رؤية كونية تتجاوز الكوكب لتمتد إلى الكون.

أما الجزء الثاني الذي جاء بعنوان «غزو ورفض العالم»، فيستعرض الطرق التي من خلالها يغزو عالم جديد الأدب، ويصل للمرة الأولى، في بعض الحالات، إلى مستوى المواضيع: فالشعب، والريف، والمدينة لم تعد محصورة في الجنس الكوميدي، وإن تقدم العلوم ساهم بتوسع، ليس فضائياً فقط، بل زماني: هذا هو معنى التاريخ، واحتوى الجزء الثاني عدة فصول هي: عالم الناس- شعب ومدينة، التاريخ، العلم.

التاريخ

ألهم البحث عن الوحدة في الفضاء ظهور المؤلفات ذات الطابع الاجتماعي، وربما هذا هو البحث ذاته، ولكن في الزمن الذي أملى على عصر بأكمله هواه للتاريخ «إن التاريخ هو شكل فكري جديد: فبدلاً من الأنساب والملوك المصنفين بأعراق وبتجميع مذكرات بطولية، ما المراجعة التي عملوا عليها جميعاً؟ لقد قدم الماضي للمعنيين بالأدب مواضيع وضمانة عظيمة: قدم جواهر. إن الرواية والمسرح والشعر في القرن التاسع عشر لم تجد في التاريخ أحداثاً فقط، أو ديكوراً لا بل اتخذته موضوعاً.

الجزء الثالث كان بعنوان «مجال المتخيل»، ربما لم يعرف الغنى ذاته الذي عرفه في ألمانيا، ما يستدعي دراسة الحلم، وعلاقات اللغة والرمز، ولنختم بالقول: إن خلق أساطير، وتطوير أدب خارق للواقع، وريادة العالم الآخر، كانت الإسهامات الأكثر أصالة للعصر. ومن بين فصول هذا الجزء: الحلم، لغة ورمز، أسطورة، خارق للواقع، العالم الآخر.

الحلم

إن الإسهام الأساسي للقرن التاسع عشر في الأدب الفرنسي هو البحث عن دلالات العالم في الحلم والأسطورة والرمز، أكثر ممّا هو بوحٌ عاطفيُّ أو جردة حساب ذات مزاعم واقعيةٍ وعلميّةٍ، إن النقد الذي كان مفتوناً بالشعور وبمعرفة القلب الإنسانيّ تجاهل طويلاً ما كان يدين به الأدب الفرنسي للحلم، إذ كان لابدّ من وجود السوريالية التي كانت تعيد بناء تاريخ العصور الماضية لمصلحتها، من خلال البحث عن رواد، والكتاب الجميل لألبير بيغان «النفس الرومانسية والحلم» كان لابدّ منه للفت نظر القراء إلى هذا الحوار الطويل بين الحلم وحياة اليقظة التي بعثت الحياة ونهضت بعصر كامل.

لغة ورمز

إن العلاقة بين الحلم والرمز هي علاقة مزدوجة، ففي الحلم كل شيء هو عبارة عن رمز، ويحيل إلى دلالة، وبالمقابل فإن الشعر الحالم يحول ظواهر العالم الواقعي إلى رموز لعالم آخر، ولكن التعبير الرمزي للعالم والتعبير عن العلامات الحلمية ليسا ممكنين إلا على حساب العمل على اللغة التي هي أحد الملامح الأكثر حداثة- يعني الأكثر حياة- للقرن التاسع عشر.

 


أخبار ذات صلة

تأثير التعليم على الفيزيولوجيا

تأثير التعليم على الفيزيولوجيا

إشراف.. الأستاذ الدكتور رشاد محمد ثابت مراد

المايسترو ميساك باغبودريان:

المايسترو ميساك باغبودريان:

من المحزن عدم وجود أي برنامج يتحدث عن الموسيقا في قنواتنا التلفزيونية