ضبط 350 موبايلاً داخل سجن السويداء
عند الدخول إلى السجن المدني في السويداء تجد أن طبيب العيادة أحد نزلاء السجن والطباخ هو نزيل أخر والمدرب والمعلم كذلك ومستقبل شكاوى نزلاء السجن هو أيضا أحد النزلاء، وتتجسد تجربة التشاركية في سجن السويداء المدني لتتحول إلى حكاية لن تصدق فصولها حتى تدخل مبنى السجن وترى الانسجام والتآلف والروح الجماعية بين السجناء حتى يخالجك شعور غريب يدفعك إلى الجلوس مع النزلاء للاستماع إلى قصصهم وحكاياهم وكيفية تأقلمهم مع سنوات محكوميتهم. وفي مدرسة السجن المدني التي احتضنت آمال الراغبين بإكمال دراستهم وتحصيلهم العلمي من النزلاء انطلقت دورات محو الأمية مروراً بشهادة التعليم الأساسي والثانوي وصولاً إلى الشهادة الجامعية إضافة إلى افتتاح دورات تعليمية للكمبيوتر واللغتين العربية والإنكليزية وجميعها مجانية يقوم عليها نزلاء السجن أنفسهم. وأوضح رئيس فرع سجن السويداء المركزي العقيد سهيل عودة في تصريح أثناء التجول داخل المدرسة أن جميع طلاب المدرسة والمعلمين هم من نزلاء السجن ويتم التنسيق مع مديرية التربية عن طرق قسم البحث الاجتماعي حول طلاب شهاداتي التعليم الأساسي والثانوي، وتقوم التربية برفد المدرسة بمجموعة من المعلمين من ذوي الاختصاصات غير المتوفرة في السجن بموجب برنامج محدد يتم فرز الأستاذ للسجن وتحديد نصابه من ساعات التدريس شأنه شأن ساعات تدريس المدرسة، ويتم تقديم الطلاب لامتحانات السبر والناجح منهم يخضع لامتحان الشهادتين التعليم الأساسي والثانوي في مركز امتحاني ضمن السجن تسري عليه قوانين المراكز الامتحانية وتحت إشراف مديرية التربية وبحضور مفتشي وزارة التربية، إضافة إلى تأمين الكتب المدرسية للجميع، لافتاً إلى أن عدد الطلاب النزلاء الناجحين في الشهادتين للعام الماضي بلغ 24 طالباً من المتقدمين هذا فضلاً عن وجود مكتبة السجن التي تضم أكثر من ألف كتاب ويتم تزويدها بأعداد إضافية من الكتب بين الفترة والأخرى. ورغم تلك الإيجابيات أشار عودة إلى أن السجن لا يخلو من المخالفات وقيام السجين بإدخال المخالفات التي تخدمه داخل السجن وأكثرها شيوعا الجوال الذي يمكنه من التواصل مع ذويه وخاصة في المناطق الساخنة التي لا يوجد بها هواتف أرضية حيث شكلت هذه الظاهرة قلقاً كبيراً بالنسبة لإدارة السجن لأن السجين يمكن أن يستغلها في أشياء أخرى مخالفة للقانون ومنها التواصل مع أحد الجهات غير القانونية وخاصة أن السجن يحوي نزلاء من مجموعات إرهابية. وأكد عودة أنه يتم تفتيش الغرف ضمن حملات متواصلة والتدقيق في تفتيش فواتير المواد الداخلة وعناصر الشرطة لأن السجين لا يخرج خارج السجن بحيث يتم تأمين ما يطلبه عن طريق المواد الداخلة ضمن الفواتير أو من بعض العناصر الشرطية الداخلة إلى السجن من ضعاف النفوس بغاية المنفعة المادية، مضيفاً: تم ضبط ومصادرة ما يزيد على 350 جوالاً خلال عام ونصف العام من تاريخ تكليفنا بإدارة السجن إضافة إلى الجوالات فهناك ظاهرة تصنيع الأدوات الحادة عن طريق ملعقة أو قطعة من السرير حصل النزيل عليها بطريقة مخالفة يقوم ببردها وصقلها حيث جرى ضبط ومصادرة أكثر من 30 سكيناً حادة كما أن بعض السجناء يسعى إلى إدخال حبوب دواء مخدرة من النوع الرخيص والرديء وتم ضبط أكثر من حالة خاصة للنزلاء والمحكومين بجرائم التعاطي وترويج المخدرات. وأشار رئيس فرع السجن إلى سعي الإدارة إلى تأمين حصالات هاتفية أرضية في كل جناح ليتمكن السجناء من التواصل مع ذويهم مشيراً إلى وجود أقسام خدمية عديدة في السجن منها قسم الطبابة الذي يحتوي على عيادة سنية تقوم بعلاج كافة المرضى داخل السجن بشكل مجاني، موضحاً أن العيادة السنية تحوي أطباء اثنين ضباط إضافة إلى طبيب من نزلاء السجن اختصاص قلبية إضافة إلى مجموعة من النزلاء من الممرضين النزلاء والممرضين المدنيين لمساعدة الكادر الموجود لتسجيل المرضى وتوزيع الأدوية على كل السجناء يومياً الواصلة من وزارة الداخلية وجمعية رعاية المساجين للنزلاء غير المقتدرين أما المقتدرون منهم فيحصلون على الدواء على نفقتهم الخاصة عن طريق طبابة السجن يضاف إليه قسم التأهيل والتوجيه وهو المشرف على المدرسة وفعاليات السجن من دكاكين وحوانيت وصالونات حلاقة ورشة إلكترون وبوفيه وخياطة. الوطن