تدمر وما بعدها ودفن الأوهام
جاءت سيطرة الجيش السوري وحلفائه على تدمر في ريف حمص والتقدم الذي لا يزال متواصلا في تلك المنطقة بعد وقت غير طويل من السيطرة الاستراتيجية الكبرى على حلب لتوجه رسالة للارهاب وداعميه ان المسار مستمر بوتيرة ثابتة، وان الاصوات التي ارتفعت بعد سقوط تدمر بموازاة تحرير حلب واكثرت من التحليلات حول توازنات الميادين عليها ان تخفت.
سريعاً كانت عملية السيطرة وبخطة محكمة، وبعد احكام القبضة على المرتفعات المحيطة بالمدينة كان التقدم السريع خصوصا بعد تمكنت القوات البرية من السيطرة على جبل الطار الاستراتيجي الذي فتح الباب للمدينة، وسط غارات مكثفة على المسلحين.
لم يكتف الجيش السوري باستعادة تدمر وهو لا يزال يواصل التقدم وبحسب المعلومات الاخيرة واصلت وحدات من الجيش السوري مطاردة تنظيم داعش الإرهابي شرق وشمال شرق تدمر واحكمت سيطرتها على جبال العامرية والتلال المحيطة بها شرق المطار بـ 5 كم وسيطرت نارياً على الصوامع وكبدت تنظيم داعش الإرهابي خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.
وحسب المتابعين الميدانيين يشكل كل هذا الانجاز في تدمر ومحيطها منعا لأي هجمات ارتدادية وسيطرة مهمة على حقول النفط وينهي حلم داعش بربط الرقة بالقلمون الشرقي حتى الحدود اللبنانية.
وفيما لم تتأخر استعادة تدمر، زاد عليها الجيش وحلفاؤه في ميدان مواز بتقدم واسع في ريف حلب تمكنوا خلاله في وقت قصير من استعادة اكثر من 50 بلدة.. وبحسب المعلومات واصلت وحدات من الجيش السوري في الساعات الماضية تقدمها في الريف الشرقي لمدينة حلب وتستعيد ناحية الخفسة وبلدات وقرى: خفية الحمر، الريحانية، حرنة شهاب، معربا، ذخيرة، قبب كبير، قبب صغير، أم رسوم، الكبارية، رسم البوخر، طبارة، بلوة، العزيزية، الكبان شيخ أبيض، وقضت على العشرات من إرهابيي تنظيم داعش.
ومن الناحية العملية فإن هذا التقدم ضد داعش في اكثر من ساحة يعني ان هناك تقهقرا واسعا للتنظيم الارهابي يؤسس لمرحلة مقبلة من الخسائر، والسيطرة الواسعة في ريف حلب الشرقي تعني استراتيجياً الاقتراب اكثر من من منطقة الرقة ، والسيطرة على تدمر ومحيطها تعني استعادة التلال الاستراتيجية وابار النفط والاقتراب من دير الزور.
بعد استعادة داعش لتدمر كثر الحديث عن مصطلح تدمر مقابل حلب في اطار ما سمي رسم توازنات وان تدمر كانت هي الورقة البديلة لداعمي الارهاب وكبح جماح التقدم الذي يحققه الجيش السوري وحلفاؤه للاستمرار في الامساك بأوراق ضغط ، رغم ان الخاسر في حلب كان جبهة النصرة وحلفاءها وليس داعش، حيث كثرت التحليلات ان ما حصل هو لتثبيط التقدم الاستراتيجي وحاولت تفريغ مضمون الإنجاز الكبير في حلب لكن الاحداث اللاحقة اثبتت ان كل ذلك قد سقط. وقد اتت اتفاقية وقف النار بمراقبة ثلاثية لتثبت ان الامور لصالح الجيش السوري في الحرب على الارهاب.
ويعمل الجيش السوري وفق عنوان استغلال وقف النار في التركيز على مناطق سيطرة داعش، ووفق خط صلب ، فبعد تحرير حلب سقطت اوهام كبرى واتت اطراف اقليمية ودولية الى مسار وقف النار ولا عودة الى الوراء في مسار دحر الارهاب، والدليل تحرير تدمر والتقدم الكبير في ريف حلب ، فإذا كان تحرير حلب اسقط الكثير من الاوهام لداعمي الارهاب فالمسار الحالي دفن هذه الاوهام اذا كان لا يزال هناك بعض الرهانات، لتتخطى سوريا المزيد من امواج الارهاب نحو شاطئ الامان.