اختتام منافسات الدخول إلى الفريق الوطني للأولمبياد العلمي
اختتم أمس الاختبار النهائي للاولمبياد العلمي السوري لموسم 2017- 2018 بمشاركة 412 شاباً وشابة من جميع المحافظات السورية، للمنافسة على تحديد الأوائل في الأولمبياد الوطني في علوم (الرياضيات- الفيزياء– الكيمياء– علم الأحياء– المعلوماتية) وكانت تصفيات الأولمبياد العلمي السوري قد بدأت في أيلول الماضي بمشاركة 54427 شاباً وشابة على مستوى المدارس ومن ثم على مستوى المحافظات لطلاب الأول الثانوي تأهل 258 شاباً وشابة عن المحافظات للتصفيات النهائية. وتمت الاختبارات النظرية على جولتين صباحية ومسائية مدة الجولة الواحدة 3 ساعات، ووضعت الأسئلة من اللجان العلمية المركزية للأولمبياد التي تضم نخبة من الكفاءات التدريسية والبحثية في التعليم العالي في سورية، وهذه اللجان هي التي ستقوم بتصحيح أوراق الإجابات، علما أن العشرة الأوائل في كل مادة سيشاركون في الفريق الوطني لتأهيلهم لتمثيل سورية في الاولمبياد العالمي الذي سيقام الصيف القادم في رومانيا والبرتغال والتشيك واليابان وإيران. وبين رئيس هيئة التميز والإبداع عماد العزب: إن هذه الفعالية تأتي في إطار الفعاليات التي تعني بالشباب وهي من أهم الفعاليات التي تحاكي جيل الشباب في سورية نظرا لأهميتها العلمية ولإعداد الشباب المشاركين فيها، مضيفاً: لا شك أن الاهتمام بجيل الشباب هو من أهم القضايا لدى هيئة التميز والإبداع التي تشرف على طلاب المركز الوطني للمتميزين وعلى الأولمبياد العلمي السوري وعلى طلاب البرامج الأكاديمية وهناك خطط وبرامج قريبة لمناظرات ثقافية، وقطعنا شوطا كبيراً في اولمبياد المدرسين الذي سينطلق في نسخته الرابعة بعد أيام. أمس اختتمنا الاختبارات واليوم سيتم تكريم الفائزين برعاية السيدة أسماء الأسد وهناك معيار واحد فقط لاختيار الطلاب الذين سيشاركون على المستوى العالمي وهذا المعيار هو معدل العلامات فقط. مدير إدارة الأولمبياد العلمي في هيئة التميز والإبداع علي أبو خضرة قال: نحن في العام الثاني عشر من مسيرة الأولمبياد العلمي على المستوى الوطني، والحقيقة أن مسيرة هذه المسابقة كانت حافلة بالانجازات ولها أبعاد كثيرة منها تأهيل الطلاب واستثمار قدراتهم على مستويات متعددة وفق رؤية وإستراتيجية وضعت للأولمبياد، ويتضمن شق المسابقة الوطنية وانتقاء الفرق الوطنية والمشاركات الخارجية لطلاب الأولمبياد العلمي ومؤشر قياس هو السجل الذي سجلنا فيه الفوز بأكثر من 79 جائزة برونزية وفضية على المستوى العالمي في جميع المواد. وهذه الجوائز تشكل مؤشراً قياسيا إلى أن انطلاقة الأولمبياد كانت مسيرة صحيحة واعتمدت معايير أوصلتنا إلى هذه النتائج. وبين أبو خضرة أنه لا توجد مناهج خاصة للأولمبياد العلمي وهو عبارة عن منهاج مفتوح ودليله محاور علمية تضعها اللجنة العلمية المركزية تتوافق مع المحاور المطلوبة عالميا وأساس هذا التوجه هو الاستمرار في عملية التعلم الذاتي وتكريس هذا المفهوم ليصبح لدى الطالب عادة ترتبط بشخصيته، ومن ثم ننطلق إلى تأهيل الطالب إلى المستوى العالمي ليصل إلى مرحلة تضاهي المستويات العالمية وقد حققنا تفوقا عالميا على الكثير من الدول في اختصاصات متعددة وحصلنا على جوائز لم يستطع طلاب الدول المتقدمة الحصول عليها وهذا مؤشر على مستوى التأهيل والتدريب. وأشار أبو خضرة إلى أن طالب الأولمبياد العلمي الحائز جوائز عالمية يستفيد من مرسوم خاص بطلاب الأولمبياد وهذا المرسوم هو تتويج لمسيرة الطالب العلمية وقبول الطالب بموجب هذا المرسوم يفتح أمامه صفحة جديدة من التأهيل والتدريب ضمن اختصاص محدد في الجامعة ومن ثم الإيفاد إلى الخارج للدراسات العليا. وعن تأثير الأزمة على مشروع الأولمبياد العلمي السوري قال أبو خضرة: نحن كسوريين تمت محاربتنا من الدول التي تشارك في الحرب على سورية بشكل غير مباشر أي حرب في المضمون وتجلى ذلك في حرمان طلابنا من المشاركة في أولمبياد علم الأحياء لعامي 2015 و2017 حيث لم تمنح الدول المستضيفة لهذا الأولمبياد فيزا للطلاب السوريين للمشاركة في المنافسة، وهذا الأمر شكل صدمة لدى طلابنا لكن سرعان ما استطاعوا تجاوزها باستيعابهم لمفهوم هذه الحرب القذرة على البلاد، ليس هذا فقط بل حفزهم ذلك للاستمرار في بناء قدراتهم وتطويرها، وفي العام الماضي منعت بريطانيا طلاب الأولمبياد العلمي لمادة علم الأحياء من الدخول إلى أراضيها وقمنا بإجراء أولمبياد دولي داخل سورية على مستوى عالمي في التوقيت نفسه الذي كان طلاب العالم يقدمون فيه في بريطانيا، ووجهنا رسائل احتجاج شديدة اللهجة وصفنا فيها سلوك هذه الدول المنغمسة في الحرب على سورية تجاه شبابنا على المستوى العلمي وتم إحراج هذه الدول برسائل رسمية إلى اتحاد علم الأحياء وإلى رئاسة الأولمبياد العلمي الدولي، ولم تستطع هذه الجهات تبرير هذا السلوك، علما أن أنظمة الأولمبياد العالمي تفرض على أي دولة منح الفيزا لأي طالب في العالم للمشاركة في الأولمبياد، ورغم ذلك مارست بريطانيا مع طلابنا هذا الإرهاب الفكري، نحن بدورنا قمنا بفسح المجال أمام طلابنا للمشاركة في الصيف القادم. الوطن