لاجئ سوري بالمانيا سافر إلى اليونان للقاء أصدقائه.. فرحّلوه إلى تركيا!
وجد شاب سوري نفسه ضمن قافلة من المبعدين عن اليونان إلى تركيا بالرغم من كونه يتمتع بإقامة شرعية في ألمانيا، وكان الشاب وصل إلى ألمانيا في 2015 حيث حصل على حق اللجوء. ونقل موقع “مهاجر نيوز” عن الشاب قوله إن كل ما كان يبحث عنه هو الأمان والسلام، الخروج من سوريا كان الخطوة الوحيدة بالنسبة له لتحقيق ذلك “استطعت التواصل مع أحد المهربين في تركيا، تحديدا في إزمير، ليوصلني إلى أوروبا. طلب مني حينها مبلغ 7 آلاف يورو. جمعت كافة مدخراتي وتوجهت إلى تركيا. التقيت بالمهرب الذي كان يملك مكتبا للسفريات في إزمير، أخذ مني المبلغ كاملا. مرت فترة زمنية طويلة نسبيا، حوالي أسبوعين، لم يتصل بي، ذهبت لأتفقده فاكتشفت أنه قد أغلق أبوابه”. ويتابع حديثه لمهاجر نيوز، “بقيت في إزمير أربعة أشهر، مرت علي بصعوبة شديدة، فأنا بعيد عن أهلي وفقدت كافة مدخراتي. استطعت تدبر أمري لاحقا بالعمل في عدة أماكن، وتواصلت مع مهرب آخر وافق أن يوصلني إلى اليونان بسعر متهاود”. بتاريخ 28/2/2015 وصلت إلى كيوس في اليونان، بقيت هناك أربعة أشهر إلى أن استطعت الوصول إلى أثينا والاتفاق مع مهرب ليوصلني إلى ألمانيا. بداية حزيران / يونيو 2015 وصلت إلى ألمانيا. مباشرة قدمت طلب لجوء وبالفعل حصلت على حق اللجوء لثلاث سنوات. بعد ذلك باشرت بمعاملات لم الشمل لزوجتي التي وافتني في أيلول / سبتمبر”. الشاب السوري يحمل شهادة جامعية في اللغة العربية، وعمل مدرسا لاحقا في إحدى المدارس السورية، وفي ألمانيا، عمل بمجالات متعددة كان أحبها على قلبه تربية الخيول، كما تعلم الألمانية بسرعة نسبيا وبدأ بالتخطيط لمستقبله بعد أن أحس ببعض الاستقرار والأمان. بداية تشرين الأول / أكتوبر 2017، قرر الشاب الذهاب إلى اليونان لزيارة أصدقاء في سالونيك، “أمضيت يومين عندهم قبل أن أعيش واحداً من أسوأ الكوابيس التي مرت على رأسي. بتاريخ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2017، كنت متوجهاً إلى المطار في سالونيك، على الطريق أوقفنا حاجز للشرطة… أريتهم جواز السفر الألماني الذي كان بحوزتي. أحدهم طلب مني الترجل من الباص ليتحققوا من أمر ما في الخارج ثم أعود. وافقت ونزلت، إلا أن الحافلة أكملت طريقها وبقيت وحدي مع الشرطة”. ويتابع “عرفت حينها أن هناك مصيبة في طريقها إلي، شرحت للشرطة هناك أنني مقيم بشكل شرعي في ألمانيا، وأنني ذاهب إلى المطار لأعود إلى حياتي اليومية هناك. لم ألق آذانا صاغية، صادروا هاتفي الجوال وجواز السفر وبطاقة السفر وأخذوني إلى السجن. مرت الساعات ثقيلة والأفكار السوداء اجتاحت رأسي. عند السابعة مساء أخرجوني مع مجموعة أخرى من المهاجرين السوريين والعراقيين والأفغان ووضعونا في حافلات. لم نكن نعرف إلى أين نحن ذاهبون”. ترحيل إلى تركيا “سارت بنا القافلة مسافة ثلاث ساعات، لم أعرف أين أنا، وصلنا إلى ضفة نهر وكان بانتظارنا مجموعة من الجنود أو رجال الأمن. ما أن ترجلنا من الحافلات حتى بدأوا بضربنا. أركبونا بالقوة في قوارب مطاطية صغيرة وأرسلونا إلى الضفة الأخرى من النهر، إلى تركيا، كنت أشعر وكأنني أعيش كابوسا لا ينتهي”. طوال هذا الوقت لم يكن هذا الشاب متأكداً مما يحدث له، فهو قبل بضعة ساعات كان عائداً إلى ألمانيا، إلى منزله هناك وزوجته وعمله ودراسته، إلا أنه وجد نفسه الآن على متن قارب يعيد نفس التجربة التي خاضها قبل بضعة سنوات ولكن بالاتجاه المعاكس. رسا القارب الذي كان واصل على متنه على الضفة الأخرى من النهر “طوال الوقت كنت أفكر بزوجتي الوحيدة في ألمانيا، فهي لا تعرف عني شيئا وليس لدي أي وسيلة لأتصل بها. ترجلت من القارب وسرت خمس ساعات متواصلة في مناطق حراجية قبل أن أصل إلى الطريق العام. أحد سائقي الشاحنات سمح لي بالركوب معه وأوصلني إلى موقف حافلات. استقليت إحدى تلك الحافلات المتوجهة إلى أدرنة، لم أستطع حجز غرفة في أي فندق في أدرنة، فهناك تذكرت أن الشرطة اليونانية صادرت كافة أوراقي الثبوتية. عدت إلى موقف الحافلات واستقليت إحداها متوجهة إلى إسطنبول، فهناك لدي أقارب مقيمون”. توجه لاحقاً إلى القنصلية الألمانية في إسطنبول حيث شرح للموظفين هناك قصته وما جرى معه. لحسن حظه أن لديه نسخاً من أوراقه الثبوتية على بريده الإلكتروني. ما يزال الشاب في إسطنبول ينتظر رد القنصلية الألمانية ليعود إلى حياته وزوجته الحامل. “زوجتي حامل وهي وحيدة هناك، تصور كم هي بحاجة لأن أكون معها الآن. لا يمكن لأحد أن يتخيل مقدار الألم الذي أشعر به في كل مرة أغلق الهاتف بعد أن أكلمها.” وكالات