وزير النقل السوري يكشف عن مشاريع خطة الإعمار والدول المشاركة بها
أكثر من ست سنوات من الحرب والدمار عاشتها سوريا، تم خلالها تدمير البنى التحتية بشكل شبه كامل في بعض المناطق، وما أن استعاد الجيش السوري بسط قوته على الأرض، حتى استعدت الحكومة بالدراسات والخطط من أجل إعادة الإعمار. ما هي مشاريع النقل في تلك الخطة وكم تكلفتها ومن أين سيأتي تمويلها ومن الشركات والدول التي ستشارك بها، وما هي تكلفة الدمار الذي خلفته الحرب، تلك التساؤلات وغيرها طرحتها “سبوتنيك” على وزير النقل السوري، علي حمود في الحوار التالي: في البداية…ما الدور الذي لعبته وزارة النقل أثناء الحرب؟ منذ اللحظات الأولي لقيام الجيش السوري بتحرير المناطق التي سيطرت عليها التنظيمات المسلحة، كانت لدينا خطط طموحة لإعادة إصلاح كل البنى التحتية، فكانت ورش الصيانة عبارة عن جيش مرافق للجيش العربي السوري، فكل منطقة يتم تحريرها تبدأ على الفور الورش في إعادة تأهيلها وإعادتها إلى الخدمة. هذا يعني أنكم كنتم في سباق ضد أيادي التخريب والتدمير؟ وكل ما قمنا به كان واجبنا تجاه الشعب السوري الصامد، والذي تحمل كل الظروف القاسية وقدم أبناءه شهداء على مذبح حرية وكرامة سوريا والوطن العربي، وبالتالي كان لا بد من جاهزيتنا في كل الأوقات لإعادة الخدمات والبنى التحتية لكل المناطق المحررة وتسهيل عودة المهجرين، وإعادة الجياة لتلك المناطق. تابعونا للمزيد من الاخبار المميزة على موقع أوقات الشام ما هو حجم الدمار الذي لحق بشبكة الطرق السورية نتيجة الحرب؟ الحقيقة كان هناك من يخطط للمجموعات الإرهابية المسلحة وتحديد الأهداف المراد تدميرها، وتم وضع قطاع النقل كهدف استراتيجي ، بل في مقدمة الأهداف الموضوعة، لإحداث شلل وتعطيل في كافة القطاعات الأخرى، وهو الأمر الذي انعكس بدوره على المواطن السوري من جهة وعلى الحكومة والقطاعات المعيشية والحياتية من جهة أخرى، ففي بداية الحرب كانت الطرق والجسور والعبارات والمطارات والسكك الحديدية، في محاولة لقطع شرايين الحياة بين السوريين، وبين سوريا والبلدان الأخرى، وفي نفس الوقت حصار وتجويع الشعب السوري لكي يفرضوا عليه السير في ركابهم الإجرامي، وبالتالي كانت الأضرار جسيمة بالنسبة لوزارة النقل بقطاعاتها المختلفة، والتي وصلت إلى 4 مليارات و 765 مليون دولار فقط في المناطق التي حصر الأضرار بها، وهناك مناطق حررها الجيش السوري مؤخرا، ونحن نقوم بجرد الخسائر وتقدير قيمة الإصلاحات اللازمة لهذه المواقع، ومن الإحصاءات التي تم رصدها، أن 50 جسر تم تدميره على الطرق، 17 جسرا على السكك الحديدية. كم يبلغ طول شبكة الطرق السورية؟ يبلع طول شبكة الطرق السورية الرئيسية، خلافاً للطرق الفرعية، فتم استهداف 4095 كم من هذه الشبكة، أي 50% من هذه الشبكة، أما السكك الحديدة فيبلغ طولها 2400 كم، تم تدمير أكثر من 75% من هذه الشبكة، وكان هناك استهداف مباشر لكل مواقع الجسور والعبارات، ومؤخراً استهدف طيران التحالف الأمريكي للجسور التي تربط بين دفتي الفرات، وكانت هناك محاولات كثيرة لإثناء الجيش السوري عن مواصلة انتصاراته ولكننا بذلنا الغالي والرخيص من أجل تحرير سوريا. كيف كانت تدار الأمور في مجال النقل في ظل الحرب؟ سوريا دولة مؤسسات منذ الحركة التصحيحية في العام 1970 وحتى اليوم، وبالتالي تضع الخطط الممنهجة لكل ما تقوم به سواء في مراحل الاستقرار أم الحرب، وكانت دائماً خططنا بإيجاد طرق بديلة أثناء الحرب، حيث كانت الحرب المفترضة مع “العدو” الإسرائيلي، وبعد دخول الإرهاب إلى سوريا قمنا دائما بوضع خطط جاهزة للتنفيذ على الأرض عند تحرير كل منطقة من أجل تأهيل تلك المناطق وإعادتها للعمل بأسرع ما يمكن، فكانت الآليات والدراسات والمواد والمستلزمات جاهزة للدخول فوراً بمجرد تحرير أي منطقة. فعندما قمنا بتحرير حلب الشرقية من الإرهابيين كان لدينا سكة قطار بطول 18 كم ضمن مدينة حلب، وكنا بحاجة إلى حافلات للنقل الداخلي، فقمنا بإعادة صيانة السكة الحديدة والتي كان مزوعاً عليها 130 لغم أرضي وعبوات ناسفة، وكان هناك تخريب في العديد من مناطقها بأطوال كبيرة، حيث كانت نسبة الدمار في هذه السكة الحديد ما يقارب 6 كم، وخلال 20 يوم قمنا بإعادة تلك السكة الحديد للعمل واستخدامها كوسيلة نقل داخلي لحين توفير الحافلات، ومازال القطار يعمل حتى الآن لخدمة المواطنين في حلب. وعند تحرير المنطقة الشرقية من سوريا، كان لدينا خط قطار بطول 186 كم من حلب وحتى الفوسفات، هذا الخط لم يكن من المتوقع بل من المستحيل أن يتم إعادة تأهيله في 6 أشهر، ومع ذلك قمنا بتدشينه وإيصاله إلى منطقة الفوسفات خلال 70 يوما، حيث كنا نقوم بإعداد الخطوط اللازمة في المستودعات ولا نقوم سوى بتركيبها في المناطق المحررة بعد تجهيز البنية التحتية لها على الأرض، وهو ما وفز علينا الكثير من الوقت. أعلنت الحكومة السورية عن خطة شاملة للإعمار وبالقطع سيكون للنقل الدور الأكبر فيها، هل لك أن تطلعنا على الدول التي ستشارك في خطة الإعمار بقطاع النقل على سبيل المثال؟ كانت سوريا على الدوام منفتحة على كل دول العالم وبكل احترام، لكن هذه الحرب فآجئتنا بمواقف العديد من الدول التي لم تراعي أبسط حقوق الدول الأخرى، فهناك من الدول من تآمر ومن شارك في الحرب على سوريا، ومن الطبيعي ألا يكون لتلك الدول دور في إعادة الإعمار، فنحن لدينا أصدقاء وقبل الأصدقاء لدينا مؤسسات سورية قوية جداً وقادرة على إعادة البناء، وستكون شركات الإعمار صاحبة النصيب الأكبر من الدول التي شاركت في إعمار سوريا ثم الدول الصديقة، تليها الدول التي لم تقف بجانب الإرهاب لتدمير سوريا، وستكون هناك ورشة عمل كبيرة جداً تتناسب مع حجم الدمار الذي حدث وبالسرعة المطلوبة.