ماذا يحدث في مؤسسة الريجي ..؟.. ولماذا لم تسدد أثمان التبغ للمزارعين ..؟
بعد أشهرٍ من الكدّ والتعب والقلق والترقّب لنجاح موسمهم السنوي، قام مزارعو التبغ والتنباك بتسليم محصولهم إلى مؤسسة «الريجي» في اللاذقية مبتهجين. لا سيما وأن الوعود كانت فيّاضة من قبل المسؤولين، بأنهم سيظفرون بمبالغ مجزية هذا العام بعد تحسين سعر الشراء.
إلا أن المعنيّين بالأمر استلموا المحاصيل من المزارعين دون أن يسدّدوا لأصحابها استحقاقاتهم؛ تارةً بذريعة أن البنوك تفتقر حالياً إلى المبالغ الكافية من الليرة السورية! وتارةً أخرى أن الريجي لم تستوفِ ديونها من بعض الوزارات، وبالتالي فهي غير قادرة على تسديد التزاماتها تجاه المزارعين! وغير ذلك من حجج وذرائع لا دخل للمزارع ولا شأن له حتى بمناقشتها..
من الجدير ذكره، أن هذه الحالة تحدث للمرة الأولى كما صرّح بعض المزارعين؛ فقد اعتادوا على قبض أثمان محاصيلهم من الريجي فور تسليمها.
والسؤال: ما هي الأسباب الحقيقية لما حدث؟ هل فعلاً تفتقر الريجي إلى السيولة المالية، وهي المؤسسة الغنية وإحدى أهم المؤسسات الرابحة بامتياز في القطر؟! وهل ينتظر المزارعون أشهراً أخرى بعد أن علّقوا آمالهم على حصيلة تعبهم وعرقهم للحصول على مصدر رزقهم؟ وهل بهذه السياسة يتم تحفيزهم ببيع محصولهم مستقبلاً للدولة، أم لتجّار السوق الذين ينافسونها تاريخياً بأسعارهم المشجّعة؟
أحد المزارعين صرخ غاضباً وبلهجته الريفية المحبّبة:
«ولك يا خيّي الله وكيلك الحقّ علينا اللي سمعنا أكاذيب المسؤولين في المحافظة وسلّمناهم المحصول، يا ريتنا بعنا الإنتاج لتجار السوق السودا وأخدنا حقّنا دبل، ماكان أرحم من الشنططة كل يوم والتاني رايحين جايين عالريجي متل الشحّادين، وكل يوم وعد شكل؟! ولك تفووه، الله يلعن الساعة اللي تعاملت فيها مع هالريجي الزفت!»
"قاسيون"