بدءاً من أحيائها الراقية.. دمشق تخنتق بالروائح الكريهة!!
يبدو أن الدمشقيين أصبحوا مضطرين لوضع “كمامة” على أنوفهم لترد عنهم الروائح الكريهة التي تعبق في أرجاء المدينة. من المالكي للروضة إلى الجسر الأبيض والبرامكة والمزة وركن الدين وكفر سوسة والربوة ومناطق أخرى غيرها لم تسلم من هذه الروائح، ولكل منطقة عذر خاص بها، فإلى متى يتوجب على سكان دمشق أن يغلقوا أنوفهم وأفواههم عند المرور في أرقى أحياء العاصمة؟! الجمارك ،، إتلاف مواد صناعية أم هجوم كيميائي؟ حيث استفاق أهالي “مدينة الياسمين” منذ عدة أيام ، في حي البرامكة، على رائحة منبعثة خلقت الذعر بين السكان، خشية وقوع هجوم كيماوي. الانبعاثات القوية التي انتشرت رائحتها، لم تكن ظاهرة اعتيادية متكررة سبق حدوثها، ما دفع الجهات المختصة للتحري والبحث ليتبين لاحقاً، وجود أطنان من مواد كيماوية مخالفة للمواصفات، تم حجزها في مديرية الجمارك الواقعة في الحي منذ العام 2009 والتي انسكبت أثناء ترحيلها، لتصدر هذه الرائحة الخانقة. ما استغربه سكان البرامكة ألفه سكان المالكي للرائحة الكريهة هنا سبب مختلف، ويبدو أن حي المالكي الراقي (الذي أصابه الناس بالعين) على حد قول أحد السكان، لم يسلم من هذه الرائحة وسببها نهر بردى الذي تدفقت كميات هائلة من المياه الآسنة فيه ما سبب رائحة كريهة. ولا تقتصر الرائحة على حي المالكي حيث يتجه النهر من جهة حي المالكي، فيمر في ساحة الروضة، ثم يقطع الجسر الأبيض، ليصل إلى ساحة الميسات فيتجه بعدها إلى بساتين العدوي. دراسات رسمية: مياه نهر بردى فائقة التلوث والخطورة وحسب الدراسات الرسمية، التي أجريت من قبل وزارة البيئة، والتي اعتمدت على عينات مأخوذة من مياه النهر، فإن منسوبه “منخفض، حتى تحول إلى ساقية مليئة بالأوساخ الصلبة الواضحة للعيان. كما تطفو بعض المواد الصلبة على سطح المياه وتظهر فيها الطحالب”. وخلصت الدراسة إلى أن مياه فروع نهر بردى “تصنف على أنها عديمة الجودة، وفائقة التلوث والخطورة على الإنسان والبيئة، وعديمة الصلاحية”. ومن حين لآخر تقوم مديرية الموارد المائية في دمشق وريفها بتعزيل مجرى النهر، وكانت تكلفة تعزيله آخر مرة بدءاً من عين الفيجة وحتى الجسر باتجاه بسيمة تزيد عن 11 مليون ليرة سورية. في المزة روائح خانقة وسط المدينة الجامعية ويخترق نهر بردى وسط المدينة الجامعية في المزة مشكلاً لوحة مقززة من الأوساخ المتجمعة في معظم مجراه إضافة للروائح الكريهة التي تخنق الطلاب منذ فترة طويلة، ومع استهتار الجهات المسؤولة عن تنظيفه ما زالت هذه الرائحة إلى الآن. يعاني الدمشقيون من الروائح الكريهة للمدينة بعد أن كانت معروفة بدمشق الياسمين، ويتساءل بعضهم عن سبب إهمال محافظة دمشق وبلديتها عن تنظيف مجرى النهر أو التخلص من المواد الكيماوية في مناطق نائية وليس في وسط المدينة بمنطقة مزدحمة بالسكان كالبرامكة، فهل المحافظة والبلدية عاجزتان عن إيجاد حل لهذه الروائح التي تشوه العاصمة؟ أم أنهما مشغولتان بملاحقة أصحاب البسطات الفقراء، وخدمة الأغنياء من أصحاب المحلات والمعارض والمولات، وغيرها من مراكز الترفيه لأصحاب الأموال؟ ” بزنس تو بزنس ”