البطاقة الذكية تصيب الناس بالجمود وتمنعهم من العودة إلى بيوتهم
صاحبة الجلالة _ ضياء الصحناوي
أضرب سائقو النقل الداخلي عن العمل بكافة مراكز الانطلاق في محافظة السويداء بسبب عدم توفر مادة المازوت لمركباتهم، .. ما أصاب المواطنين بالشلل والحيرة لعدم قدرتهم على العودة إلى قراهم يومي الأحد والاثنين الماضيين والذي تزامن مع المنخفض الجوي وتراكم الثلوج في القرى الجبلية.
والإضرابات التي يقوم بها أصحاب المركبات ليست جديدة في السويداء، فحالة البطاقة الذكية التي اعتمد بعد قرار وزارة النفط تعميمها في محافظة السويداء لم تعجب السائقين الذين وجدوا أنفسهم بلا (مازوت) كما هي العادة، ما دفع غالبيتهم للعكوف عن العمل وترك المواطنين في الشوارع للبحث عن بديل آخر.
ومشاكل البطاقة الذكية متكررة وليست جديدة أيضاً، فهي اختراع "عبقري" من قبل وزارة النفط لأصحاب المركبات في السويداء حصراً، بعد تعذرها في ريف دمشق، وتأجيلها في طرطوس، وجاءت نتيجة تضخم حجم التلاعب بالمحروقات وتهريبها والفساد الذي احتاج ثلاثة محافظين وثلاثة مدراء للمحروقات، ومديرين للتموين، وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي تناوبوا على دراسة حالته في محاولة للحد منه ومن تداعياته، والسيطرة على الطوابير التي زينت شوارع المحافظة على الرغم من وجود أكثر من 100 كازية في ثاني أصغر محافظات القطر.
وعلمت صاحبة الجلالة أنه تم تخصيص أكثر من محطة لكي يلجئ إليها أصحاب المركبات العامة من أجل الحصول على مخصصاتهم، وهو ما يرفضه السائقين باعتبارهم ليسوا مركبات خاصة، والكثير منهم بعيد عن هذه المحطات مسافات طويلة.
وقال أحد السائقين الذي رفض ذكر اسمه إن البطاقة الذكية تسمح لنا بالتعبئة كل عشرة أيام، وكنا نأخذ حصتنا في مركز الانطلاق كل أربعة أيام، وليس هناك من داع لكي تذهب مركباتنا للتعبئة من مركز التوزيع، فسائق واحد بإمكانه أن يجلب المادة ويوزعها علينا. أما الآن فعلينا أن نذهب بمركباتنا للتعبئة في يوم محدد تاركين الناس تنتظر حتى يأتينا الدور وسط زحام كبير، والعودة، وهذا ليس حلاً عادلاً.
عضو مجلس المحافظة والمسؤول عن توزيع المادة للمركبات في مدينة شهبا ابراهيم طحطح قال لصاحبة الجلالة: “هناك بعض الثغرات التي يجب علاجها، فقد تم تخصيص محطة أم الزيتون للمركبات العامة، ولكن هناك اعتراض على الزمن الطويل للتعبئة، وعلى المسافات الطويلة لبعض المركبات البعيدة عن مدينة شهبا، ونحاول بالتعاون مع المعنيين حل هذه المشكلة.
يشار إلى أنه تم مساء أمس تأمين كمية قليلة من مادة المازوت وزعت على السائقين الذين أكدوا أن هذه الحلول المؤقتة لا تنفع .. ولا تثمن من حل الأزمة شيئا.