الشاورما تتحدى الفلافل.. ماذا عن باقي المواد الغذائية وما حال المطاعم ؟
الاثنين 02-10-2017
- نشر 7 سنة
- 5918 قراءة
استفاقت وزارة التموين أخيراً لإبراز عضلات رقابتها على الأسواق وذلك من بوابة «الشاورما والفروج» التي تشغل حالياً اهتمام مختلف شرائح المجتمع وتلاقي موجة إقبال منقطع النظير لم يعتده السوريون طوال الأزمة، خاصة مع الانخفاض الذي روجت له صفحات الفيسبوك لتتبناه التموين في ليلة وضحاها وتفرض أسعاراً رسمية لسعر السندويشة ووجبات الفروج في الأسواق وتصب جام غضبها على المخالفين بعقوبات تصل إلى إغلاق المحل.
إن موجة تشديد الرقابة على محال الشاورما والوجبات الجاهزة يدفعنا للتساؤل: هل بات هم المواطن الوحيد هو شراء سندويشة شاورما.. وهل تتناسى الوزارة واقع الأسعار الجنونية التي أكلت الأخضر واليابس دون رقيب أو حسيب وكأنها تعمل بعين واحدة؟..
فالشاورما حسب السعر تضاهي سندويشة الفلافل ولكن الثانية تتغلب عليها بالحجم.
جميل أن تشدد الرقابة على عدم الالتزام بمنتج معين ولكن هل يعقل أن تتجاهل باقي المواد والسلع في الأسواق.. ولماذا لا نرى إنجازاً مماثلاً للوزارة في الرقابة على المأكولات الشعبية كالفلافل والحمص والفول..؟
وحول هذا الموضوع قال عدد من المواطنين لـ«الوطن»: إن معظم محلات الشاورما لم تلتزم بالتسعيرة الموضوعة من التموين وبعضها امتنع عن بيع الشاورما (فرط بالكيلو) ولجأت إلى اللعب بنسب وبكمية المادة في السندويشة الواحدة، لنكون اليوم أمام خيار أن نأكل سندويشة كاملة غير منقوصة الكمية على أن نشتري واحدة رخيصة بسعر التموين وخالية من الشاورما!!
مضيفين أن بعض المطاعم أصبحت تقدم الوجبة العربية على أنها سندويشتان، سعر الواحدة منها 500 ليرة بحجم سندويشة واحدة، ولكن يتم إنزالها على الفاتورة بسندويشتين؟.
ويرى مراقبون أن التموين لا تستطيع أن تفرز مراقبين لجميع المطاعم للتفوق على (الشاورما) فقط وتهمل بقية السلع والجوانب الأخرى في الأسواق.
وفي تصريح خاص للوطن قال مدير عام مؤسسة الدواجن سراج خضر إن الطلب على الدواجن (الفروج) ازداد في منافذ المؤسسة بمعدل 40 بالمئة مقارنة مع الفترة الماضية، مضيفاً إنه كان يباع في أحد المنافذ 50 صندوقاً من الفروج وحاليا وصل حجم المباع إلى 80 صندوقاً يومياً، وكذلك الأمر ينطبق على صنادق البيض التي ازداد حجم بيعها.
ولفت خضر إلى الإقبال الكبير من المربين على التربية بشكل كبير لتعويض جزء من خساراتهم السابقة، وذلك قبل الدخول في موسم الشتاء وتحمل أعباء التدفئة والمحروقات.. الخ، مبيناً أن سعر الفروج المذبوح بلغ اليوم 900 ليرة سورية، أما الفروج الحي فوصل سعره إلى 600 ليرة سورية حسب النشرة الرسمية.
وقال الخبير الاقتصادي عابد فضلية لـ«الوطن»: كل عام في الربيع والخريف يتحول المواطنون لاستهلك الخضار الطازجة فيقل الطلب على الفروج واللحم عموماً ولكن في الخريف عند افتتاح المدارس ينتهي موسم السياحة، ويتم الإنفاق أكثر على المونة والمدارس فيخف الطلب على الفروج واللحوم.
وأضاف فضلية أن وزارة التموين تدخلت بشكل كبير بالفترة التي انخفض فيها سعر الفروج، علما أن انخفاض الفروج هو طبيعي، ولكن مع ملاحظة أن عدم وجود أي انخفاض بأسعار الفروج والشاورما من خلال الفرق بين بيعه فروجاً نيئاً وبين ما يباع به في المطاعم، دفع التموين إلى تشديد الرقابة.
ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن هذا الأمر أدى إلى خفض الأسعار فزاد الطلب على الفروج وأصبح هناك ازدحام على محال الفروج الذي أصبح أرخص من اللحوم الحمراء، مضيفاً: من لم يلتزم بسعر التموين أغلق محله أو قلل من البيع، مع تلاعب البعض في بيع السندويش عبر إلغاء بعض الوجبات والتقليل من كمية محتوى السندويشة.
وأكد فضلية أن الطلب الزائد على الشاورما سببه انخفاض سعر الفروج الدوري العادي بالربيع والخريف، مضيفاً: في ظل ارتفاع الأسعار والتضخم، فعندما انخفض سعر الفروج أصبح هناك استهلاك كبير للشاورما بالسعر المخفض والملتزم به من التموين، ما أدى إلى الإقبال على الشاورما مقارنة مع أسعار باقي الوجبات والسندويش التي بقيت على حالها دون أي تغيير في السعر.
ونوه فضلية أن الطلب على الفلافل يقل لأنه سلعة بديلة، علما أنه في هذه الفترة يقل الطلب على السلع البديلة كالبطاطا والنقانق والفلافل، مؤكداً أن المطلوب من الوزارة متابعة الرقابة وتطبيق تسعيرة موضوعية، وتشديد الرقابة على السلع الأخرى.