فقط في سورية ..لتتمكن من معالجة أسنانك مجاناً عليك أن تمتلك جوالاً متطوراً!
أن تحظى بعلاج مجاني لأسنانك في المركز السني بمجمع العيادات الشاملة بمدينة درعا، فهذا يتطلب منك امتلاك جوال بدقة صورة عالية، فأنت ستستخدمه لتصوير الصورة البانورامية لأسنانك من على الكومبيوتر، حيث أن المركز لم يعد يملك أي “سي دي” لنسخ الصور البانورامية وتقديمها للمرضى، “حلو الكلام طيب وهالمعتر يلي مامعو موبايل أو يلي عندو موبايل بدقة تصوير منخفضة شو بيعمل؟، بسيطة بيشتري سي دي!”. وفي الوقت الذي يسير رصيد أفلام الصور الشعاعية على خط رصيد الـ “سي دي”، تبرر صحيفة تشرين الأمر للمركز السني بذكر كمية الضغط والمرضى الذين يلجؤون إليه بعد موجة الغلاء الكبير للعلاج التي تشهدها عيادات أطباء الأسنان الخاصة، والتي جعلت منها حكراً على ميسوري الحال، بينما يتجه المرضى من عامة الشعب المعتر وما أكثرهم إلى مشافي الحكومة، التي بدورها تفتقد لتقديم الخدمات بالشكل الأمثل والذي يتناسب مع الميزانيات المخصصة لها، “إيه بهالحياة مافي شي كامل الكمال لله فقط”. ولا يقتصر نقص مستلزمات المركز الخاص بالأسنان على التجهيزات وإنما يعاني نقصاً في الكوادر التمريضية التي لا تستطيع تغطية العيادات السنية وعمليات التعقيم، “عمليات التعقيم!!!!!، الله يستر”، وتربط مديرية صحة درعا عدم توافر أدوات العمل بفشل المناقصة السنية لمرتين متتاليتين حيث أن المتعهدين لم يحققوا شروطها في المرتين، ووعدت أن تقوم بتأمين كافة المستلزمات خلال الأسبوع الجاري فهي قامت بطلبها عن طريق الشراء المباشر قبل يومين، “إي وشو كان بيردكن ماتطلبوها لما فشلت المناقصة أول مرة، تصوير عالموبايل يخرب بيتكن من حالكن بهدلتونا قدام الأجانب”. وغالباً ما تلجأ الجهات المعنية للحل بعد أن يكون “الفاس وقع بالراس” أما أن تجد مسؤولاً واحداً يبادر بالحل قبل وقوع المشكلة هذا أمر نادر الحدوث إن لم يكن معدوماً في بلادنا، “بالله عليكن حدا يفسرلنا شو في داعي للمدير إن كان غير قادر على تجنيب مؤسسته الوقوع في المشاكل”. وتفتقر المؤسسات الحكومية للمرونة في التعاطي مع الأزمات، في الوقت الذي تفتقر فيه سوريا لعقلية الشراكة بين المؤسسات الحكومية والمواطن، والتي لو توفرت كان من الممكن عبرها تقديم إعلان للمواطنين الراغبين بالاستفادة من المركز إحضار “سي دي” معهم كحل اضطراري مؤقت، وهذا لا يعني أنها طريقة صائبة في هذه الحالة بالتحديد وذلك لأن سببها سوء إدارة وليس منهجية عمل.