بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

بدأت بفُنجان قهوة وانتهت بطائرة وزفّة!

الأحد 24-09-2017 - نشر 7 سنة - 5649 قراءة

في الواقع، وبالرغم من إفتخار البعض بالحفاظ على العادات والتّقاليد، إلاّ أنه يجب الاعتراف بأنّ كلّ ما كان يسود في الماضي قد تغيّر تغيُّراً جذريّاً، فمجتمعنا لم يسرق العادات الغربيّة فقط، إنّما أدخل عليها مبالغة لا يتصوّرها العقل.
 
باتت المُناسبات تنعكس همّاً وعبئاً على أصحابها، فالجميع يريد أن يحتفل بأبهى حلّة بطلب الزّواج، وبالمعموديّة، وبالقربانة الاولى، وبأعياد الميلاد، وبذكرى الزّواج، حتّى أن المضحك هو إبتكار أعياد ومناسبات لا تعني شيئاً فقط بهدف جمع الاصحاب والمعارف وتبذير المال على تفاصيل بسيطة ولكنّها تُكلّف الكثير.
 
 
أصبح من الواجب على الشّاب الذي يُريد الزّواج من حبيبته أن يُخطّط قبل أشهرٍ من طلب يدها ويُشكّل فريقاً من المُعاونين لابتكار طريقة جديدة يسأل فيها هذا السّؤال البسيط، أمّا باقي المناسبات، فحدّث ولا حرج عن التكلّف والتصنّع فيها، وعن تكاليفها التي قد تُضاهي أفخم حفلات الزّفاف.
 
باختصار، لا مناسبة من دون ورود وزينة، وفريق من المصوّرين والمعدّين، ومن دون زفّة وبرنامجٍ موسيقيٍّ، وإستقدام شركات متخصّصة لتقديم الطّعام، وإستئجار مفروشات تليقُ بالفكرة التي تدور حولها المناسبة أو ما يُعرف بـ"Theme" الذي بات يفرض نفسه دائماً، وهو الصنّارة التي يعتمد عليها معدّو هذه الحفلات للحصول على ربح أكبر عبر التفاصيل الصغيرة المُكلفة التي تُجسّد "الفكرة".
 
أين حفلات أعياد الميلاد البسيطة التي كان الاهل يدعون إليها العائلة لقطع قالب حلوى فقط؟ ما الهدف من الزفّة في حفلة للمعموديّة يكون فيها الطّفل المعمّد نائماً ولا يفهم شيئاً ممّا يدور حوله؟ أين وهرة الاب وحماسة الامّ في طلبات الزّواج التي تجري على جزرٍ، وتسقط عبر الطّائرات؟ لماذا يحتفل الازواج بذكرى زواجهم مع كلّ معارفهم، فيما المناسبة هي خاصة وحميميّة بإمتياز؟
 
أسئلة تُجسّد سخافة ما آلت إليه أفراحنا ومناسباتنا، فالحقيقة هي أنّه كلّما كثُر التشاوف والتبذير، كلّما قلّت السعادة، هي التي إن وجدت بالفعل، تصنعُ حفلات ومهرجانات... في قلوب أصحابها!


أخبار ذات صلة