خميس والأربعة عشر وزيرا .. ماذا سيفعلون لحلب ..؟
صاحبة الجلالة ـ فهد كنجو
7 تشرين ثاني عام 2015 الأسبق عنونت وكالة سانا "حلب لم تغب عن اهتمات الحكومة" متابعتها لاتصال أجراه التلفزيون السوري مع رئيس مجلس الوزراء السابق د. وائل الحلقي، العنوان كان بمثابه ترجمة حرفية لما ورد على لسان "الحلقي" في ذلك الاتصال المتلفز على خلفية إعادة فتح الطريق إلى حلب التي كانت قبلاً تعاني من حصار مطبق، شحنات المازوت والبنزين والغاز إضافة إلى المواد التموينية التي أرسلت إلى المدينة جسدت الإجراءات الحكومية تجاهها آنذاك.
أول يوم من هذه السنة نقلت "الوكالة" عن لسان رئيس مجلس الوزراء الحالي المهندس عماد خميس قوله: "إن حلب لم تغب يوماً عن اهتمام الحكومة"، وذلك في مستهل زيارته على رأس وفد وزاري من 14 وزيراً للمدينة المحررة بشكل كامل.
منتصف كانون الثاني نهاية العام 2012 كان سجل د.الحلقي مع عدد من فريقه الوزاري أول زيارة للمدينة بعد نحو 5 أشهر من بدء المعارك المسلحة ضمن أحيائها، وقتها وعلى ما يبدو دخلت دائرة الاهتمام الحكومي، تلك الزيارة أسفرت عن "تخصيص الحكومة مائتي مليون ليرة سورية وتساوي 2,2 مليون دولار وفق سعر الصرف الرائج حينها لشراء مواد إغاثية، و100 مليون ليرة أي نحو1,1 مليون دولار لشراء مواد أساسية ومتطلبات الخدمات، و140 مليون ليرة ما يعادل 1,6 مليون دولار للمساهمة في الموازنة المستقلة لمحافظة حلب وتامين مساعدات أسبوعية بواسطة الطائرات.
بين حكومة "الحلقي" وحكومة "خميس" أربع سنوات ويزيد، هي قصة مدينة دفعت مع ساكنيها أكبر فاتورة في الحرب الدائرة، ورحلة طويلة من الاهتمام الحكومي الإعلامي الذي لا يرقى في محطات كثيرة إلى حجم المعاناة (سياسة الترقيع باتت غير مقبولة).
اليوم يبدو الناقل الإعلامي بخيلاً وغير قادر على أن يجود بأخبار تترف المترقبين لمآل الأمور في عاصمة الاقتصاد السوري، سيكتفي بنقل وقائع جلسات ووعود إضافة لألبومات الصور، سيبدو المهندس "خميس" كثير الحركة تحت معطفه الأسود، ذلك لن يقي سكان المدينة البرد، ولا عيون فريقه الوزاري قادرة أن تضيء شوارع المدينة، والتصريحات على كثرتها حتما لن تروي عطشهم، ولا الإجراءات الأمنية المشددة المواكبة للوفد الزائر يمكنها أن تقي البيوت من التعفيش.
وعلى خلاف كل الاهتمام الحكومي السابق بمدينة حلب، لم يعد ممكناً اختصار متطلباتها ببضعة صهاريج من المازوت والبنزين وشحنات ممن الغاز كما حصل إبان فتح الطريق إليها، أو بتخصيص بضعة ملايين لتعزيز الواقع الخدمي كما كان في بداية الأزمة، فالحكومة اليوم تجد نفسها أمام مدينة مدمرة من مختلف النواحي وترميمها يحتاج خطط وبرامج وأموال طائلة.
كل ذلك على ما نعتقد يدركه "خميس" الذي صرح أن الزيارة ستتضمن لقاءات مع مختلف الفعاليات الشعبية والأهلية لمعرفة ما هو مطلوب من الحكومة، التصريح يشي بأن الحكومة لا تعرف كل ما هو مطلوب منها وهذا واقعي، ربما سيكتشف الفريق الزائر آفاق عمل جديدة تجاه المدينة لم تكن في الحسبان.
عندما يقفل "خميس" والأربعة عشر وزيراً عائدين إلى العاصمة دمشق بعد رحلة يعتقدون أنها شاقة، من الصعب الكشف عما يجول في رأسهم، من يستطيع نقل الأحاديث والوشوشات الجانبية بينهم، على كل واحد من أعضاء الفريق الزائر أن يضع رؤية تجاه القطاع الذي يقع ضمن مسؤولياته، أمر ستكشفه الاجتماعات الدورية اللاحقة للزيارة.
عادة يعمد سائق الشاحنة إلى تفقد عجلات شاحنته بعد كل رحلة طويلة، الرحلة إلى حلب كانت طويلة قاد رئيس مجلس الوزراء هذه المرة وبكل حماس (هكذا نفترض)، شاحنة خطط وبرامج وأفكار وحلول إلى أقصى الشمال ذهاباً وإياباً، من الطبيعي أن يعاين في أول جلسة يترأسها على طاولة الثلاثاء الحكومية ويتفحص صلاحية وكفاءة الفريق الوزاري، في تلك الجلسة المرتقبة حتماً سيتنبه إلى أن العجلات المهترئة ستؤثر على كفاءة الشاحنة، وتساهم في اهتراء باقي العجلات، عندها ستلمع برأسه فكرة قد لا يتأخر في تنفيذها..