بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

غوغل وفيسبوك توقعان عقود أمنية للحماية من "إرهاب 3.0"

السبت 09-09-2017 - نشر 7 سنة - 5619 قراءة

طلب قادة أجهزة مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وكندا، مساعدة أكبر مواقع للتواصل الاجتماعي في الكشف عن التهديدات المحتملة، بعد تزايد هجمات ما سموه "الجيل الثالث" من الإرهاب أو ما يطلق عليه "إرهاب 3.0"، أو "الذئاب المنفردة". عن تعاون أجهزة الأمن مع مواقع التواصل الاجتماعي لكشف "الذئاب المنفردة"، قال الخبير والباحث في مجال المعلومات، خالد البرماوي لـ"سبوتنيك"، إن القصة تبدأ بجروب أو صفحات أو حساب "تويتر"، وتبدأ الناس في تعليم نفسها بنفسها، كيف تشتري مكونات وتصنع عبوة متفجرة منزلية، فهناك عشرات الصفحات والمواقع المليئة بالمعلومات وآلاف الفيديوهات التي تشرح كل ذلك. وأوضح البرماوي أن الأزمة الحقيقية أو السؤال الحقيقي، الحكومات ضد شركات التواصل الاجتماعي، هل يستطيعون التعامل؟ الحكومات تضغط برغبتها في المعلومات، أو أكواد للدخول، وحق الحصول على معلومات لحظية لوقف العمليات الإرهابية. وأكد أن

"دائرة الذئاب المنفردة يصعب جدا تتبعها، فشخص بمفرده يمكن أن يخطط وينفذ عملية إرهابية في 4 أيام، وفي نفس الوقت الشركات تطالب بالحفاظ على الخصوصية، لأن التدخل سيدمر صناعة التواصل الاجتماعي والإنترنت، ويدمر الاقتصاد العالمي ويؤثر على الحريات، وبعض الدول تستخدمه بشكل غير منضبط".

وأشار إلى أن البعض اقترح بوجود قوانين دولية تحكم هذه العلاقة، وتلك القوانين تخضع لاعتبارات القانون الدولي حول الخصوصية وحق استخدام الإنترنت. وأوضح أن أحد الحلول الثانية، أن المجتمع المدني يراقب الوازع التجاري البحت الذي تنطلق منه شركات الإنترنت والتكنولوجيا، والوازع الأمني البحت الذي تنطلق منه الحكومات، ولكي لا يضيع حق الجمهور، فعلى المجتمع المدني الحفاظ على حريتهم وخصوصيتهم. وأكد خالد البرماوي أن الاشتباك مستمر لفترة طويلة، وتلك من أكبر المشكلات التي تواجه العالم كله، لأننا لو قلنا إن الإنترنت عصب الاقتصاد العالمي، فإن الحرية والخصوصية هي واحدة من أهم المشاكل التي يتم معالجتها بقوانين أو بتوعية أو بتكنولوجيا جديدة تتعامل مع تلك التهديدات بشكل ذكي دون اختراق الخصوصية. الجيل الثالث من جانبه، أوضح الخبير العسكري، العقيد عمرو ناصف، أن النسخة الثالثة من الإرهاب ظهرت كتطور لعلاج العيوب ونقاط ضعف النسختين السابقتين، بإلغاء التواصل العملي على الأرض. وأوضح أن أنظمة الإرهاب التي بدأت منذ التسعينيات، من التنظيمات المعروفة مثل "القاعدة" و"داعش"، ثم العمليات المنفردة التي تقوم بها مجموعات بسيطة، سواء بالتعرض مثل كمائن الطريق، أو بالهجوم، مثل استهداف متحف أو السفارات. وأشار إلى أن في الجيل الثالث، كل الأشخاص المشتركين في عمليات إرهابية بداية من المدبر والمنفذ والممول والمعاونين، كلهم يتقابلون عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتنتهي إلى أشخاص قليلة للتنفيذ، سواء في مكان واحد أو عدة أمكنة، وحتى التحويلات المالية تتم عبر البنوك. وأكد ناصف أن التعامل الأصعب أمنيا، يحتاج للسيطرة على "اللا شيء"، فتلك مجموعة معلومات تسير في أسلاك، لا تستطيع إيقافها. وذكر أنه عندما يتطور الفكر تتطور المواجهة، فيجب أن يتم التنسيق الأمني مع مواقع التواصل وشبكة الانترنت، لأن الاجتماع والتخطيط والتنفيذ قد يتم في 3 ساعات، وبكبسة زر يتم التمويل. وحول التعاون المعلوماتي مع أجهزة الأمن، أوضح ناصف أن "غوغل" و"فيسبوك" وغيرهما، لا يوجد في جدول مهامها التعاون مع أجهزة الأمن، وأمريكا من سنتين تتعامل مع "غوغل" من أجل السماح لها بذلك. وأشار ناصف إلى أن المطلوب ليس الحصول على معلومات فقط، ولكن المراقبة، وحتى يتم السماح بها، يجب وضع مسؤولية متبادلة، بأن يكون هناك عقد بينها وأجهزة الأمن تسمح بمحاسبة المقصر في تقديم المعلومة. وأكد العقيد عمرو ناصف، أن الشركات ليس لديها فرصة للرفض، فهي تماطل، ولكن في النهاية كلمة "الأمن" هي الأقوى، لأنه في تلك الحالة قد يتدخل رؤساء جمهوريات وليس قادة أجهزة أمن فقط، الشركات فقط لديها فرصة للتفاوض للوصول إلى أكبر استفادة إن لم يكن أقل خسائر. وأوضح أن ما نشاهده حاليا نهايته الموافقة من الشركات الكبرى مثل "غوغل" و"فيسبوك"، وأهم ما في الموضوع أن هذا القانون لو حدث منه حالة واحدة، بين دولة وشركة إنترنت، معناه أن دول العالم كلها في خلال شهر تستدل بهذا العقد أمام المحاكم الدولية، لتطالب المعاملة بالمثل. وقال ناصف:

"إن أول عقد سيبرم في هذا الاتجاه بمنتهى الخطورة، والجميع يعلم ذلك لأنه تأسيس لعالم آخر من مراقبة الانترنت ومواقع التواصل".

وأشار ناصف إلى أن ما يحدث الآن هو تخفيف الشركات الصدمة على المواطن، لأن هناك اختراق لخصوصية المتعامل معها، وفجأة قد نجد أنفسنا نعود 10 سنوات إلى الخلف لعصر استخدام البريد الإلكتروني فقط،  فهو أصعب في المراقبة. وأوضح أنهم لا يريدون فقدان المواطن الذي يدر عليهم دخل، وأيضا يساعدهم في الحصول على المعلومة من أجل الأجهزة الأمنية، فيجب تمهيد الموضوع لهم، حتى لا تحدث صدمة للمواطن، فهو سيعطيك إحساس بدورك المجتمعي في حماية بلدك من الخطر، وحماية أمنها فتسلم نفسك لذلك الموقع. واختتم ناصف تصريحاته قائلا

"العقد سيوقع، وتحصل الشركات على مقابل مالي، والمواطن يشترك في بطولة هزلية ويوافق من خلالها كوسيط باعتباره مشارك في حماية الأمن القومي ونصبح كلنا تحت حماية eagle eye".


أخبار ذات صلة