الخبز خط أحمر.. وحق العامل؟!
«الخبز» خط أحمر هكذا تقول العادة وهكذا رددت الحكومات السابقة وما تردده الحكومة الحالية، ولكن هل وفرت هذه الحكومات الظروف الموضوعية والمستلزمات الواجب توافرها لكي يكون «خبزنا» وقوتنا اليومي بأيد أمينة حريصة على الرغيف بنوعيته الجيدة التي نستحقها وتجعل منه خطاً أحمر من الممنوع تجاوزه أو القفز فوقه؟.
نتحدث كثيراً عن سوء نوعية الرغيف في هذا الفرن أو ذاك في طرطوس أو في غيرها من المحافظات وهذا واجب علينا، ولكن أليس من المفترض منا معرفة البيئة المحيطة بالعملية الإنتاجية في المخابز العامة من عمال وفنيين وتجهيزات فنية ودقيق وأفران وما إلى ذلك مما يتصل بآلية إنتاج الرغيف؟!
طبعاً لا عذر لأحد في الحفاظ على نوعية الرغيف ولكن أليس من الإنصاف معرفة طبيعة المهام الموكلة للعمال في هذه الأفران وهل هي مثالية لإنتاج رغيف بجودة متوسطة على أقل تقدير!
فهل من المعقول مثلاً أن يداوم عامل في مخبز ما لمدة 16 ساعة تقريباً براتب 16 ألف ليرة سورية وهل من المعقول أن يكون هذا العامل بوضع مثالي لإنتاج رغيف جيد؟!
أليس من الإنصاف إنصاف «العامل» باعتباره الحلقة الأهم في دورة إنتاج الرغيف في بلدنا؟!
للإضاءة على واقع العمال في الشركة العامة للمخابز التقينا رئيس اللجنة النقابية في فرع الشركة العامة للمخابز بطرطوس أحمد عدرا الذي أكد لنا أن اللجنة طالبت مراراً برفع سقف العمل الإضافي عن 5 بالمئة وإعطاء العمال عملاً إضافياً عن أيام العطل والأعياد الفعلية أسوة بوزارة الصناعة وتكليف البائعين والمنظفين بالعمل الإضافي.
وكذلك رفع سقف اللباس العمالي عن 900 ليرة فهل من المعقول أن يكون اللباس العمالي 900 ليرة في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة وعمال المطاحن يصل اللباس العمالي لهم إلى 18 ألف ليرة علماً أن الجميع يتبعون لوزارة واحدة ونقابة واحدة.. مشيراً إلى أنه تم رفع تعويض اللباس إلى 3800 ليرة في المخابز ولكن للسائقين والحراس والمنظفين فقط على حين حرم منه بقية العاملين.
أما فيما يخص إعطاء الوجبة الغذائية فهي تعطى حالياً لعمال النظافة وعمال السيلو ويحرم منها عمال التجميع والفنيون والمفروض أن تعطى لكافة العاملين كون الجميع معرضاً للحرارة والغبار
كما طالبت النقابة برفع سقف الحوافز الإنتاجية علماً أنه تم رفع نصيب الخط الواحد من 8 أطنان إلى 9 أطنان ولم يتم تحسين وضع الحوافز للعمال.. وكذلك المطالبة المتكررة بشمول كافة العاملين بالمخابز بالضمان الصحي أسوة بعمال الشركات الباقية، والعمل على تأمين وسائط نقل للعمال لأن كافة العمال يقومون بالنقل على حسابهم الخاص وهذا يرهقهم مادياً.
وقال: نطالب تكراراً بتعديل عقود العمال الموسميين من ثلاثة أشهر إلى سنة ضماناً لحقوق العامل وحرصاً على الخبرات التي تتشكل لدى العامل والاستفادة منها لدى القطاع العام.
وأيضاً ضرورة النظر في المكافآت وتوزيعها بشكل عادي فهل يعقل أن تكون المكافأة 300 ليرة للعامل ولمرة واحدة في السنة، وكذلك منح تعويض المعيشة 4000 للعمال المياومين.
يذكر أن الأفران العامة بطرطوس تنتج 200 طن من الخبز يومياً بواقع 8 أفران و17 خطاً إنتاجياً في حين الأفران الاحتياطية تنتج 36 طناً يومياً بواقع 3 خطوط إنتاج فقط أي إن مخابز طرطوس العامة تنتج 236 طناً تقريباً من الخبز يومياً.. وهذه الكمية الكبيرة يعمل على إنتاجها عمال تشكل نسبة المياومين منهم 19 بالمئة.. أليس من الواجب علينا إعطاؤهم حقوقهم كاملة كي لا يكون لأحد أي عذر عند الحديث عن أن «الخبز خط أحمر»؟.
الوطن