يتم اصطياده بالخطأ على أنه “طير حر”.. ناشط بيئي: طائر الحوام مهم لمواجهة طائر المينا
في عملية صيد جائر لكل ما يطير، يواصل الصيادون والهواة استباحة حرمة الحياة البرية، باستهداف كل أنواع الطيور من دون الدراية بأهميتها وفيما إذا كان لها قيمة مادية أم لا مثل طائر الحوام الذي يتعرض لعملية صيد جائر على نطاق واسع.
بين “خردق وخرطوش ودبق وشباك”، تختلف الوسائل لكن الفريسة واحدة وهي الطيور على اختلافها، لأغراض التسلية أو التجارة لبيعها حيّة أو محنّطة، وفي غلّة الصيد الجائر تتنوع الطيور التي توجد بينها أنواع لا فائدة من صيدها، وإنما هناك ضرر من ناحية الإخلال بالتوازن البيئي، كطائر حوام السهول طويل الساقين.، والذي يبين الناشط البيئي يمان عمران من فريق هواة الحياة البرية السورية لـ”أثر” أن هذا الطائر هو من الطيور الجارحة، الاسم الإنجليزي له long legged buzzard، والاسم العلم Buteo rufinus، وهو طائر منتشر في جميع أنحاء سوريا، وموجود على نطاق واسع في أجزاء عدة من أوراسيا وشمال أفريقيا، مضيفاً “صحيح أن الحوام طويل الساقين يدعى صقر جراح إلا أنه ينتمي إلى الفصيلة البازية الكواسر”.
وبحسب عمران، هذا الطائر هو واحد من الأنواع الكبيرة لجنس Buteo حيث يتراوح الطول بين 50- 61 سم، ويبلغ طول الجناح بين 130- 150 سم، ومن الصعب التفريق بين الذكر والأنثى شكلاً لأنهما متشابهان جداً.
وبيّن عمران أن طائر حوام السهول طويل الساقين يفترس الثديات الصغيرة والزواحف والحشرات الكبيرة والطيور، مؤكداً أنه مهم جداً للتوازن البيئي، وخاصة فيما يتعلق بطائر المينا الدخيل الذي يعد من الطيور الغازية الانتهازية واسعة التغذية والذي يشكل خطراً على طيورنا المحلية، خاصة الصغيرة.
وأشار عمران إلى أن حوام السهول ليس له قيمة مادية بالمقارنة مع الطيور الجارحة المطلوبة التي تباع بمبالغ كبيرة، كما أنه من الصعب تدريبه للصيد، موضحاً أنه غالباً ما يقع ضحية شباك الصيادين المعدة لصيد العصافير ونخص هنا أدوات الصيد الممنوعة قانوناً كالشباك وعيدان الدبق، وأيضاً هناك من يصطاده للاقتناء والتسلية حتى يموت ويقصدون أعشاشه لنهبها، وهناك من يقوم بتحنيطه وبيعه، خاصة أن هناك أشخاص يقبلون على شرائه ووضعه في منازلهم أو مكاتبهم كتحفة فنية، ناهيك عن حملة البنادق من صيادين أغرار يطلقون النار على كل طير في السماء فقط للتسلية، وهم كثر.
وأكد عمران أنه وثق مرات عدة عمليات نهب لأعشاش طائر الحوام طويل الساقين، حيث يتم أخذ الفراخ وتربيتها في المنزل، حيث ينمو الطائر ويكون أليفاً، ويصبح بالتالي مغري للبيع للأشخاص الراغبين بتربية الطيور الجارحة في منازلهم.
ودعا عمران الأشخاص الذين يصطادون طيوراً جارحة أن يطلقوها للقيام بدورها في الحياة البرية، وأن لا يحبسوها لأنها ستموت لأسباب عدة وخاصة العامل النفسي فهي طيور حساسة ومكانها الحرية في السماء فلا تستطيع تحمل الحجز، مشيراً إلى انتشار الصيد هذه الفترة بواسطة الشباك الواسعة، وأعواد الدبق الكثيرة والموزعة في كل مكان ساهم في ازدياد فرص سقوطها في تلك الأفخاخ، مبيناً أن أي عصفور أو طائر صغير يكون عالقاً في الشباك أو عود الدبق يصبح هدفاً مغرياً من السماء، فيأتي الطير الجارح للانقضاض عليه ليقع وليعلق هو الآخر في المصيدة.
وحول قانون الصيد الجديد رقم 14 لعام 2023، أوضح عمران أن القانون مهم وقد جرّم هذا النوع من الصيد، خاصة للكائنات ذات العلاقة بالمكافحة الحيوية ومنها طائر الحوام طويل الساقين وجميع الجوارح، لكننا بحاجة إلى آلية فعالة على الأرض ويد ضاربة لضبط الصيد الذي ما يزال مستمراً بعشوائية، ولا يزال الصيادون يقومون بعرض الطيور للبيع في الأسواق دون خوف أو قلق، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي.
وكان المجلس المركزي للصيد البري وافق مؤخراً على تحديد فترة منع الصيد البري من تاريخ اليوم 7 تشرين الثاني ولغاية 31 آب في العام القادم، كما ناقش المجلس التعليمات التنفيذية لقانون الصيد البري رقم 14 لعام 2023، ووسائل الصيد المسموحة والممنوعة.
اثر برس